* العصابة ألحقت الضرر بالرياضة بعد أن عاثت فسادا في السياسة * حكامنا لديهم تسعيرات خاصة وهناك مدربين مختصين في الكولسة * المحاسبة تبدأ بمن يمنحون الأموال دون حسيب أو رقيب ! rتعد عميد رؤساء الأندية الجزائرية و واحدا ممن لم يبتعدوا عن محيط الكرة منذ عدة سنوات، كيف تنظر للفساد المتفشي حاليا مقارنة بالسنوات الماضية ؟ الفساد الرياضي وفي مجال كرة القدم بالتحديد ليس وليد اليوم، بل هو متفشي منذ القدم، ولكنه وصل إلى مستويات خطيرة في السنوات الأخيرة، إلى درجة أنه لم يعد يقتصر على الفاعلين فقط، وأعني الحكام والرؤساء واللاعبين، حيث امتد إلى السلطات المحلية، التي باتت المشجع الأول للكولسة وترتيب اللقاءات، لا لشيء سوى لأنها تود الحفاظ على الأمن بالولاية أو البلدية التي يشرفون عليها، وللأسف الفساد السياسي فعل فعلته بالرياضة الجزائرية، التي تسير من السيء إلى الأسوأ. rحدثنا عن أشكال الفساد المنتشرة في الوقت الحالي وهل تجاوزت كافة الحدود ؟ الأمور في الماضي اقتصرت على ترتيب اللقاءات بمبالغ زهيدة فقط، والتنازل عن النقاط قد يكون لإسداء خدمة لناد تحبه أو لشخصية تُعزها، ولكن الفساد الحالي فاق كل التوقعات، إذ أصبح الجميع مشترك فيه، فالحكام على سبيل المثال أصبح لكل واحد منهم تسعيرته الخاصة للأسف، خاصة وأن دورهم يعد بارزا في تحديد نتائج المباريات، ولو أن المسؤول الأول والأكبر في كل هذا يبقى المسير، كونه «الراشي والمرتشي»، ولكن هذا لم يكن ليحدث لو لم يجد من يدعمه في هذا الفساد، وأقصد هنا من يمنحون الأموال دون رقيب أو حسيب، فالمتتبع لكرتنا يقف على أمور خطيرة وعن أموال خيالية تنفق كل موسم، لا لشيء سوى للبصم على نتائج مخزية ومزيفة. rلاحظنا على مدار السنوات الماضية، اعترافات خطيرة من رؤساء يؤكدون قيامهم بترتيب بعض اللقاءات، على غرار خرجة رئيس اتحاد عنابة، لماذا ظلت الفاف صامتة و لم تحول بعض الملفات للعدالة ؟ هناك عدة قضايا فساد طفت إلى السطح خلال السنوات الماضية، ولكن لا أحد تحرك، من أجل معاقبة من كانوا وراء هذه الأفعال الشنيعة، التي لطخت الكرة الجزائرية، وأقصد هنا الفاف التي ليس لها سلطة القرار، شأنها في ذلك شأن العدالة، التي كما يعلم الجميع كانت مسلوبة من بعض الجهات السياسية، قبل الحراك الذي شهدته البلاد في الشهرين الماضيين، فلا يمكن اقتياد رئيس إلى السجن بداعي الفساد، خوفا من ردة الفعل الغاضبة لجماهير ناديه، وحتى اقتراف بعض اللاعبين لأمور خطيرة كتناول الكوكايين تم المرور عليها مرور الكرام، لأننا نعلم كيف كانت تعالج مسائل من هذا النوع، على العموم هذا الملف شائك وأخطر مما نعتقد، وهنا لي إضافة في هذا الشأن، تتمثل في لجوء رؤساء بعض الفرق للتعاقد مع مدربين متمرسين في الكولسة وترتيب اللقاءات، والأسماء التي أقصدها يعرفها العام والخاص، وتفتقد للكفاءة، غير أنها كانت وراء إنجازات فرقها من خلال علاقاتها المشبوهة مع الحكام. rطفى مؤخرا شكل مغاير وخطير من الفساد يتمثل في المراهنات على مستوى بعض الشركات الأجنبية، وهي القضية التي فجرتها جريدة «ليكيب» والمتعلقة بترتيب نتيجة مباراة دفاع تاجنانت ووفاق سطيف الموسم الماضي ب(3/2 )،ما رأيك ؟ كل القضايا والمسائل المتعلقة بالفساد، نتوقعها في بطولة «واد كنيس» كما أصبحت تلقب من طرف الجماهير منذ عدة سنوات، ولكن أن تصل الأمور إلى هذا الحد، فلا يمكن أن تظل الجهات المعنية مكتوفة الأيدي، لأن صورة الجزائر مهددة، ونحن الذين قمنا بالحراك لإعادة الاعتبار لكل شيء، ولهذا على المسؤولين في كافة المجالات، التحرك لمعاقبة المتسببين في هذه الفضيحة إن تأكدت بطبيعة الحال، كلنا مستاءون من نشاط الكولسة وتبيض الأموال باسم الفرق، وغيرها من الأمور التي تعطي صورة قاتمة عن الرياضية في بلادنا، ولكن أن ينشر غسيلنا في الخارج فهذا أمر تجاوز كافة الحدود، ولم يسبق للكرة الجزائرية أن شهدته، وفي هذا الخصوص أود مفاجأتكم بخبر خطي،ر وسأفصح عنه لأول مرة عبر منبركم هذا، ويتعلق باتصال تلقيته من شركة عالمية للمراهنات، والتي عرضت علي 40 مليار مقابل المساهمة في ترتيب نتائج بعض اللقاءات على مستوى الرابطتين الأولى والثانية وكذا قسم الهواة، أين كلفوا وسيطا من الجزائر للتكفل بهذا المقترح، ولكن شريطة انتهاء اللقاءات بالنتائج التي يودونها، غير أنني قابلت هذا العرض، الذي يرونها بالخيالي بالرفض بطبيعة الحال، وهددت من تحدث معي باللجوء إلى العدالة إن اقترب مني مجددا. rما تعليقك على كيفية انتخاب رئيس الفاف زطشي، وما خلفته القضية من ردود أفعال قوية لدى بعض الجهات التي اعتبرت خلافته لمحمد روراوة بغير الشرعية ؟ «العصابة» التي ساهم الشعب الجزائري، في تنحيتها بفضل الحراك كانت تتحكم في كل شيء، حيث لم تكتفي بإلحاق الضرر في المجالين السياسي والاقتصادي اللذين تخبطا في عديد الأزمات، بل امتدت أفعالها الشنيعة إلى غاية الرياضة، وما وقفنا عنده السنة الماضية، خلال تعيين خير الدين زطشي على رأس الفاف اختراق للقانون، لأن هناك من فرضه لخلافة محمد روراوة كما تعلمون ولم يتم انتخابه بالطرق المعهودة، على العموم الفساد في الميدان الرياضي يشبه الورم الذي يصعب استئصاله. rبماذا تريد أن تختم الحوار ؟ فريق اتحاد الشاوية الذي يتواجد الآن في قسم الهواة، ويعجز عن العودة إلى مكانته الطبيعية مع الكبار، يدفع ضريبة مواقفي السياسية التي كانت ضد «العصابة»، حتى قبل ظهور هذا الحراك، فأنا لم أخف من شيء، وكنت أتحدث دوما عن مسائل الفساد، إلى درجة أنني خسرت ممتلكاتي وحتى البعض من أفراد عائلتي الذين يعانون الآن.