مصادر طبية تؤكد سقوط 44 قتيلا و250 جريح قناصة تمركزوا بمنازل مسؤولين حكوميين لإطلاق النار على المتظاهرين شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، أمس الجمعة، يوما داميا سقط على إثره 40 قتيلا و250 جريح على الأقل، في المواجهات التي شهدها ميدان التغيير بوسط العاصمة، حسب مصادر طبية. واستخدمت القوات الأمنية الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين. ونقل شهود عيان أن جل الإصابات استقرت في الرأس والرقبة والقلب، ومصدرها كان قناصة تمركزوا فوق أسطح البنايات. في تفاصيل اليوم الدامي أمس، قال الناطق باسم المستشفى الميداني لساحة التغيير، الطبيب محمد القباطي ل''الخبر''، ''إن عدد القتلى وصل حتى عصر أمس الجمعة 33 قتيلا وأصيب ما يقارب 200 جريح، العشرات منهم في حالة خطيرة''، مؤكدا أن ''معظم الإصابات كانت بالرصاص الحي واستقرت في منطقة الرأس والرقبة والقلب''. وذكرت مصادر طبية في وقت لاحق أن الحصيلة ارتفعت إلى 44 قتيلا. وناشد القباطي المنظمات الإنسانية تقديم المساعدة والدعم الطبي، كون المستشفيات لا تستطيع توفيرها في الوقت الراهن، وهاجم المتحدث الحكومة اليمنية داعيا إياها لوقف القتل بالقول ''أرجوكم توقفوا عن قتل الأبرياء.. أرجوكم''. أما خطيب مسجد ميدان التغيير، فؤاد الحميري، فقد طالب المحتجين في خطبة ''جمعة الإنذار'' بالثبات، وقال مخاطبا الرئيس صالح إن ''كل يوم ودقيقة تمر تفقد خيارتك، وليس أمامك سوى الرحيل''. ومن جهتهم، اتهم المعتصمون بميدان التغيير الرئيس اليمني علي عبد الله صالح ونجله قائد الحرس الجمهوري وابن أخيه قائد الأمن المركزي باستهداف آلاف المتظاهرين بواسطة القناصة من فوق أسطح المنازل، الذين قاموا أمس الجمعة بقتل الأبرياء بالرصاص الحي، إثر صلاة الجمعة حيث احتشد مئات الآلاف منهم. وأكد متحدث آخر باسم المستشفى الميداني بساحة التغيير أن الساحة امتلأت بجثث المصابين والقتلى ما دفعهم لنقل الضحايا إلى ساحة المسجد القريب من مكان المواجهات. وقال شهود عيان إنهم لاحظوا رجال أمن بزي مدني يطلقون الرصاص الحي على المعتصمين من فوق سطح منزل محافظ ''المحويت''، العميد أحمد علي محسن، ومنزل عقيد في قطاع المرور يدعى حسين النمري، إضافة إلى قناصة كانوا على سطح البنك اليمني للإنشاء التعمير. وفي سياق متصل، وصفت الناشطة الحقوقية توكل كرمان المتواجدة في ساحة التغيير ل''الخبر'' ما جرى أمس بقولها ''هذه مجزرة ارتكبها الرئيس صالح في اليوم الأخير من حكمه، ونحن نطالب بمحاكمته مع نجله قائد الحرس الجمهوري وكل من تورط في هذه المجزرة الدموية''، مؤكدة استمرارها في الاعتصام مهما ارتكبت السلطات اليمنية من مجازر ضد المدنيين العزل. وقال ناصر الشيباني الذي كان شاهدا على إطلاق الرصاص على المتظاهرين ل''الخبر''، بأنه ''تفاجأ بإطلاق الرصاص الحي من قبل قناصة من فوق المنازل ضد المعتصمين بعد صلاة الجمعة مباشرة''. وأمام تدهور الوضع الأمني بشكل لافت أمس، أعلن مجلس الدفاع الوطني اليمني حالة الطوارئ في ظل تمسك مجموعة من الشباب المتظاهرين بالعصيان المدني على النظام السياسي في العاصمة صنعاء، عقب مقتل ما يفوق 33 قتيلا وإصابة أكثر من 250 جريح في حصيلة أولية. وانتشرت القوات الأمنية اليمنية بكثافة في العاصمة إثر خروج المعتصمين في ساحة التغيير بعد مقتل العشرات وإصابة المئات. ولوحظ نزول القوات الأمنية والحرس الجمهوري إلى الشوارع بالمدرعات والدوريات العسكرية إلى الشوارع القريبة من ساحة التغيير تخوفا من زحف المعتصمين إلى دار الرئاسة، خاصة وأن المعتصمين قد خرجوا من الساحة إلى مناطق متفرقة منها الجامعة القديمة، إلا أن القوات الأمنية أوقفت زحفهم مستخدمة الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع. وبعد هذه المجزرة التي شهدتها العاصمة صنعاء، تشهد بقية المدن منها عدن وتعز والحديدة وإب وغيرها من المدن حالة طوارئ غير معلنة خوفا من انتقال العصيان المدني الذي قام به الشباب المعتصمون في العاصمة صنعاء.