الحرفي ناصر زهاني يعيد بناء جسور قسنطينة المعلقة من الفلين وجد الحرفي ناصر زهاني في مجسمات الفلين أفضل طريقة للتعبير عن عشقه لمدينة الجسور المعلقة التي راح يعيد تجسيد أشهر جسورها بلمسة فنية فريدة جمع فيها بين النبات الطبيعي و الفن التشكيلي. و لفتت تحف الفنان اهتمام زوار الصالون الثاني للإبداع الذي يحتضن بهو قصر الثقافة مالك حداد فعالياته منذ أمس الأول الثلاثاء، حيث أبدع ناصر زهاني و هو حرفي مختص في فن الخياطة النسائية بالإضافة إلى هوايته في فن المجسمات في تصوير جسور مدينة الصخور ببراعة كبيرة، لم يفوت أبسط التفاصيل ببانوراماه الجميلة المستوحاة من الواقع. و جسّد الحرفي المبدع مدينة قسنطينة في 14لوحة، قال أنه اعتمد على مادة الفلين لتقارب لونه مع لون الصخر العتيق بطحالبه و الأعشاب الطفيلية مما يمنحه جمالا طبيعيا ، أكد أنه يسهر على سقيه بانتظام، حتى يستمر في النمو داخل اللوحة المنجزة، و التي غالبا ما تزيد مساحتها عن المتر و نصف متر أو أكثر، سلط من خلالها الضوء على أشهر الجسور و على رأسها جسر باب القنطرة و سيدي مسيد و ملاح سليمان وغيرها. و ذكر الفنان أنه احترف فن المجسمات باستعمال الفلين منذ أكثر من عشر سنوات، حيث اكتشف هوايته صدفة بفضل غيرته على مدينته مثلما قال، بعد زيارته إلى ولاية جيجل أين أثار انتباهه كثرة اللوحات الفنية مجسدة لجمال الولاية، و انتابته رغبة في إبراز جمال مدينة الصخر العتيق، فراح يلتقط صورا فوتوغرافية كثيرة لجسورها و من مختلف الزوايا و الجوانب رغبة في تقديم مجسمات تقريبية أكثر واقعية لمدينة الجسور مع التدقيق في أبسط التفاصيل لا سيما فيما يخص البنايات القديمة التي تعكس سحر المدينة العتيقة، محل إعجاب السياح. و قال الفنان أنه يجلب مادته الأولية الفلين من مدينة القل، قبل أن يعتني بنفسه بنموه، ثم نحته و تركيبه على لوحات أكد انه يكرّس لها أكثر من ثلاثة أشهر من وقته و صبره. و نجح الفنان العصامي ناصر زهاني في إبراز جوانب جمالية لمدينة بدأت تفقد سحرها بعدما عبثت بها أيادي التخريب فشوّهت منظرها بأهم مواقعها السياحية.