يتوقع القائمون على قطاع الفلاحة بولاية بسكرة، هذا الموسم، ارتفاع معدل إنتاج التمور إلى قرابة خمسة ملايين قنطار من مختلف الأنواع، بزيادة تفوق 10 بالمائة مقارنة بالموسم الفلاحي الماضي و هي تمثل 40 بالمائة من الإنتاج الوطني . و ذلك بفضل اتساع حجم المساحة المغروسة و دخول آلاف أشجار النخيل مرحلة الإنتاج، خاصة بالجهة الغربية من الولاية التي عرفت تطورا مذهلا في مجال الغراسة بعد الحماية القانونية للمنتوج، من خلال وسم دقلة نور طولقة، الذي كرس علامة الجودة للمنتوج المحلي و ضمن ولوجها إلى الأسواق العالمية. و استنادا لمصادر النصر، فإن النتائج المحققة ميدانيا، تعكس المجهودات التي تقوم بها المصالح المختصة للرقي بالقطاع، في ظل العمل الجاد الذي تقوم به مختلف الهيئات، زيادة على التحكم الأمثل في التقنيات الحديثة من طرف المنتجين الكبار الذين نجحوا في كسب الرهان و تمكنوا من الاستفادة من النصائح المقدمة لهم و التي ساهمت في رفع الإنتاج من حيث الكم و الكيف. و أرجعت ذات المصادر، ارتفاع كمية التمور المتوقع جنيها، إلى الدور الكبير أيضا لمصلحة وقاية النباتات بالولاية، من خلال برامج مكافحة الآفات و الأمراض التي تصيب أشجار النخيل، حيث قامت بمعالجة آلاف النخيل ضد داء بوفروة و شملت العملية عدة مناطق غابية تتواجد بجانب الطرقات التي تتعرض باستمرار للغبار المتطاير و تلك التي تعاني أزمة عطش حادة، حيث تتعرض أكثر من غيرها للإصابة بالداء المذكور و غيره. مشيرا إلى أن العملية تمت بالتنسيق مع المعاهد الجهوية لحماية النباتات، فيما شملت العملية الثانية، الوقاية من سوسة التمر و قد استهدفت المناطق المنتجة لصنف لدقلة نور و مست البلديات التي يشملها المؤشر الجغرافي لإنتاج ذات الصنف. مضيفا بأن عملية حماية العراجين و تغليفها بمادة البلاستيك لتفادي أخطار التقلبات المناخية، سمحت بتحسن النوعية و هو ما جعل نوعية التمور في تحسن من سنة إلى أخرى بفضل المتابعة المستمرة و مجهودات المنتجين و هي العوامل التي ساعدت على توفر المناخ المناسب لتطور الشعبة نحو الأفضل . و في هذا السياق، أكد بعض المنتجين في حديثهم للنصر، على أن حل بعض المعوقات التي تعترضهم و في مقدمتها أزمة مياه السقي التي تسببت في هلاك آلاف الأشجار خاصة في الجهة الشرقية من الولاية، من شأنه المساهمة في الرفع من معدل الإنتاج بشكل كبير مستقبلا. و اعتبر محدثونا، أن حل مشاكلهم يساعد على استغلال الأراضي الشاغرة لغرس أشجار نخيل جديدة، في ظل المؤهلات الكبيرة للمنطقة في هذا المجال، بعد أن سمحت البرامج المشجعة التي وضعتها الدولة بين يدي النشطين، في زراعة النخيل بزيادة كبيرة في عدد الأشجار المنتجة لأجود التمور. حيث تحصي ولاية بسكرة، وجود أكثر من 4.5 مليون نخلة من مختلف الأنواع، منها قرابة ثلاثة ملايين نخلة منتجة لصنف دقلة نور و التي تمثل 60 بالمائة من إجمالي أشجار النخيل، فيما تشكل أنواع النخيل الأخرى التي قارب عددها 300 نوع، الباقي من نسبة الأشجار المنتجة ببسكرة و التي تعرف اهتماما بالغا من قبل بعض المنتجين في السنوات الأخيرة، خاصة الطرية منها لقيمتها الغذائية و تسويقها بشكل سريع محليا.