طوابير أمام تعاونية الحبوب و البقول الجافة بقالمة قال منتجو القمح بقالمة، بأن صنفا واحدا من بذور القمح يسمى «الفيترو»، هو الوحيد المتوفر بتعاونية الحبوب و البقول الجافة إلى غاية أمس الثلاثاء، مؤكدين على أنه حتى هذا الصنف غير متوفر بالكميات الكافية للتسليم اليومي لمئات المزارعين، الذين يعانون كل يوم في طوابير طويلة أمام بوابة التعاونية بمدينة بلخير، لتسجيل أسمائهم في قائمة الانتظار الطويلة التي تقترب من 2000 مزارع مسجل، يريدون شراء الأسمدة و البذور، لكن العملية تسير ببطء شديد. و تساءل منتجو القمح بقالمة، عن سبب ندرة أنواع أخرى من البذور في بداية موسم البذر و طالبوا مدير مخازن البذور في ولاية قالمة، بوضع حد للمعاناة التي تتكرر كل موسم فلاحي و توفير الكميات الكافية من مختلف أصناف البذور و الأسمدة العضوية في الوقت المناسب، حتى لا تطول مدة الانتظار التي تكلف الفلاح المزيد من الوقت و الجهد. و قال مزارع للنصر، بأنه عليك أن تنتظر لأكثر من 20 يوما على الأقل للحصول على البذور و الأسمدة و ربما لن تجد البذور التي تبحث عنها. و قالت مصادر مهتمة بقطاع الزراعة في قالمة، بأن صنفا ثانيا من بذور القمح الصلب، هو «سيميطو»، سيكون متوفرا خلال الأيام القادمة، لكن بكميات قليلة، ربما لن تلب الطلب في بداية عملية البيع و التسليم، على أن يتحسن الوضع تدريجيا حتى نهاية حملة الحرث و البذر. و نظرا للضغط الكبير المفروض من آلاف المنتجين للقمح بقالمة، فإن التعاونية تبدو عاجزة عن مواجهة التدفق الكبير عشية انطلاق عملية البذر عبر مختلف الأقاليم المنتجة، بينها سهل الجنوب الكبير أين يتواجد أكبر عدد من كبار المزارعين. و في ظل الأزمة التي تتكرر كل موسم فلاحي في قالمة، فقد أصبحت متاجر بيع الأسمدة و البذور بقالمة، الملاذ الأخير للفلاحين و بالرغم من ارتفاع الأسعار لدى الخواص، غير أن البذور و الأسمدة متوفرة بكميات تلبي حاجيات منتجي القمح. و تعمل تعاونية الخدمات الفلاحية بحمام دباغ و هي مؤسسة اقتصادية عمومية، على التخفيف من الأزمة الخانقة التي تعرفها مخازن تعاونية الحبوب و البقول الجافة بقالمة و ذلك بتوفير ما أمكن من الأسمدة و بعض أنواع بذور القمح المطلوبة من طرف المزارعين. و يواجه الفلاحون الذين يعتمدون على القرض الرفيق، متاعب كبيرة، فهم مجبرون على انتظار دورهم على قوائم تعاونية الحبوب و البقول الجافة بمدينة بلخير، لأنها الهيئة الوحيدة التي تحتكر التعامل بالقرض الرفيق، الذي يلجأ إليه عدد كبير من منتجي القمح لتمويل الموسم بالبذور و الأسمدة و المبيدات الكيماوية. و لا تعرف الأسباب التي حالت دون تمكن التعاونية من توفير كل أنواع البذور المطلوبة، قبل انطلاق موسم الحرث و البذر و كذلك أسمدة العمق التي تستعمل قبل البذر، حسب المسار التقني المعتمد من طرف المهندسين. و ظل منتجو القمح، يطالبون بتطوير أصناف جديدة من بذور القمح تكون ذات مردود جيد و قادرة على مواجهة الجفاف و الأمراض النباتية التي ظلت تفتك بالمحاصيل الكبرى بقالمة و تلحق خسائر كبيرة بالمنتجين، الذين يواجهون اليوم وضعا صعبا بسبب ندرة البذور و الأسمدة و ارتفاع تكاليف الإنتاج و ثقل الإجراءات الإدارية و خاصة عند طلب قروض لتمويل الموسم الفلاحي.