حملة الحرث و البذر متواصلة وسط موجة جفاف غير مسبوقة يواصل المزارعون حملة الحرث و البذر بالأقاليم المنتجة للقمح بقالمة متحدين موجة جفاف غير مسبوقة تشهدها المنطقة منذ 3 أشهر تقريبا. و بلغت مرحلة الحرث و تهيئة التربة مرحلة متقدمة بسهل الجنوب الكبير، الركنية ، بومهرة احمد، بلخير، قالمة، الفجوج، جبالة خميسي، عين العربي و غيرها من الأقاليم المعروفة بإنتاج مكثف للقمح و أنواع أخرى من الحبوب و البقول الجافة. و رغم صعوبة المهمة فإن المزارعين لم يتوقفوا عن العمل مواجهين تحديات كبيرة بسبب جفاف طويل أطبق على الأرض و استحال على الجرارات العملاقة حرث حقول زراعية صارت أشبه بطبقة خرسانية متماسكة. و لم تسقط الأمطار بقالمة منذ سبتمبر الماضي مخالفة السنوات الماضية أين كانت أمطار الخريف تأتي مبكرة و تساعد على حرث الحقول و تهيئة التربة و تسميدها و زرعها قبل حلول الشتاء، غير أن هذه السنة عرفت مناخا جافا أخر عملية البذر لكن حملة الحرث و تهيئة التربة بلغت مرحلة متقدمة بأغلب الأقاليم. و يستعمل منتجو القمح بقالمة عتادا متطورا من جرارات مجنزرة و جرارات عملاقة ذات عجلات الدفع الرباعي و آلات حرث ملائمة للأرضيات الجافة المتماسكة و هو ما سمح لهم بتحدي موجة الجفاف و إطلاق حملة حرث مبكرة دون انتظار سقوط الأمطار، غير أن عملية البذر تحتاج إلى الأمطار و الرطوبة و تعرف تأخرا ملحوظا بسبب الجفاف. و تعد قالمة من بين أشهر الأقاليم المنتجة للقمح بالجزائر و تسجل ارتفاعا متواصلا في محاصيل الحبوب بين سنة و أخرى غير أن مزارعيها مازالوا يواجهون متاعب كبيرة بسبب موجات الجفاف المتعاقبة على المنطقة و نقص البذور ذات النوعية الجيدة و تذبذب عمليات توزيع الأسمدة بتعاونيات حبوب تشهد فوضى و احتجاجات كل موسم حرث و بذر، و أطاحت هذه الاحتجاجات بعدة مسؤولين بالتعاونية الرئيسية ببلخير. و تعمل سلطات قالمة على دعم منتجي الحبوب و تحث وحدات توزيع البذور و الأسمدة على تسهيل مهمة المزارعين و توفير كميات كافية من البذور الجيدة و أسمدة العمق و أسمدة التغطية لإنجاح موسم زراعي جديد يبقى مرهونا بسقوط كميات كافية من الأمطار قبل نهاية شهر نوفمبر. و يتوقع الاستنجاد بأنظمة السقي بسهل سيبوس الكبير إذا تأخر سقوط الأمطار لإنقاذ الموسم المتعثر.