جسدت إفرازات الجولة 23 لبطولة وطني الهواة جدلية الصراع الثنائي على لقب المجموعة الشرقية، بتواصل التداول على مشعل القيادة بين مولودية قسنطينة وشباب أولاد جلال، في الوقت الذي أصبح فيه التنافس على التأشيرات الأربع المتبقية على متن القطار المؤدي إلى الرابطة الثانية بصيغتها الجديدة بين ستة فرق، بينما أصبحت معركة تفادي السقوط ثنائية، الأمر الذي يضع ستة أندية بمنأى عن كل الحسابات في المرحلة المتبقية من المشوار. هذه المحطة، عرفت استعادة شباب أولاد جلال مشعل قيادة القافلة الذي كان قد تنازل عنه في الجولة الفارطة، بعد اكتفاء مولودية قسنطينة بالتعادل في جيجل، حيث اقتسمت النقاط مع «النمرة»، في مقابلة كان بطلها الأول الحارس براهيمي، الذي أنقذ الموك من هزيمة شبه مؤكدة، لتواصل المولودية سلسلة نتائجها الايجابية، لكن بالوفاء للتعادلات خارج القواعد، وهي «العادة» التي عبدت الطريق أمام شباب أولاد جلال لاعتلاء عرش الريادة من جديد، بفضل الفوز الصعب والثمين الذي خرج به من القمة التي جمعته بالضيف إتحاد خنشلة، حيث أن هداف البطولة خوالد بصم على انتصار فريقه، من ضربة جزاء، مع تسجيل طرد حارس «الخناشلة» متحزم. إفرازات هذه الجولة، كانت كافية لطمأنة كل من شباب أولاد جلال ومولودية قسنطينة على أولى تأشيرات الصعود، بالنظر إلى الفارق الذي يفصل هذا الثنائي عن عتبة الصعود، سيما بعد انهزام إتحاد الشاوية بشلغوم العيد على يد «بوقرانة» في مقابلة قلب فيها أبناء «الشاطو» الطاولة على ضيوفهم، لأن الإتحاد كان السباق للتسجيل بواسطة يوسف خوجة، لكن انتفاضة المحليين كانت في الدقائق الأخيرة بهدفي حافري وبن سالم، لتتوقف بذلك سلسلة النتائج الايجابية لاتحاد الشاوية، مع احتفاظه بالمركز الثالث بعقد شراكة مع مولودية باتنة، التي واصلت تسلق سلم الترتيب، عقب فوزها على هلال شلغوم العيد، بهدف وحيد وقعه جفالي، كان كافيا لتمكين «البوبية» من التواجد لأول مرة منذ 10 جولات فوق «البوديوم». إلى ذلك، فقد نجح شباب باتنة في المحافظة على مكانته ضمن «التوب 6» كثاني ممثل الولاية الخامسة في «كوطة» الصعود، وذلك بفضل النقطة الثمينة التي عاد بها من التلاغمة، في قمة مثيرة، كان فيها «الكاب» قريبا من تحقيق انتصار خارج القواعد في أول اختبار لمدربه الجديد شيحة، ولو أن الشباب ضرب بهذا التعادل عصفورين بحجر واحد، خاصة وانه قطع الطريق أمام «التلاغمية» للتواجد ضمن سداسي المقدمة، سيما بعد هزيمة إتحاد خنشلة بأولاد جلال.بالموازاة مع ذلك، فقد أحرق التضامن السوفي آخر أوراقه في الصعود، بعد انهزامه داخل الديار أمام شباب حي موسى بهدف أمضاه قاسمي في منتصف الشوط الثاني، لترتسم بذلك معالم سباق الصعود في المنعرج الأخير. أما على مستوى المؤخرة، فإن التنافس من أجل تفادي السقوط أصبح منحصرا بين شباب جيجل واتحاد عين البيضاء، وذلك بعد إبرام عقد شراكة بين الفريقين في الصف الاخير، سيما بعد تعادل «النمرة» و انهزام «الحراكتة» داخل القواعد في «الديربي» الذي جمعهم بالجار شباب عين فكرون، حيث كان الهدف الوحيد الذي سجله قنسوس كافيا لتمكين «السلاحف» من مد خطوة عملاقة نحو بر الأمان، في الوقت الذي أطلق فيه إتحاد تبسة بارودا شرفيا بعودته بكامل الزاد من قايس، أين انتصر بهدف أمضاه بوراس، أعاد التوازن لتشكيلة» الكناري» وسمح لها بترسيم البقاء.