بادر رئيس شباب قصر الأبطال بدر الدين مباركي إلى فتح ورشة لإعداد الكمامات، في خطوة يسعى من خلالها إلى المساهمة في تلبية الطلب المتزايد، بعد انتشار وباء كورونا عبر معظم ولايات التراب الوطني، لأن هذه المبادرة تبقى ذات بعد إنساني، سيما وان الفكرة تبلورت ميدانيا، بمساهمة أخصائيين في التعقيم الطبي، مع الشروع في توزيع الكمامات مجانا على بعض القطاعات الحساسة، مقابل المرور إلى السرعة القصوى في عملية الخياطة، بعد جلب كمية معتبرة من القماش، والتقديرات الأولية تشير إلى اعداد قرابة 90 ألف كمامة قبل نهاية الأسبوع الجاري.وأكد مباركي في دردشة مع النصر أمس، بأن فكرة هذه المبادرة كانت عبارة عن اقتراح تقدم به أحد الأخصائيين في التعقيم على مستوى القطاع الصحي بسطيف، ويتعلق الأمر بالمسمى بلال هواري، الذي كان على حد تصريحه « قد طلب مني مواكبة الوضع السائد في الجزائر، وذلك بتحويل ورشتي الشخصية إلى مركز لخياطة الكمامات الطبية، خاصة بعد تسجيل أولى الحالات المؤكدة للإصابة بوباء كورونا، وانطلاق حملة للوقاية من انتشار الفيروس عبر كامل التراب الوطني، لأن ورشتي المتواجدة ببلدية قصر الأبطال بولاية سطيف كانت مخصصة لخياطة الملابس». وأوضح رئيس فريق شباب قصر الأبطال، في معرض حديثه، بأنه وافق دون تردد على هذه الفكرة، خاصة وأن الطلب كما استطرد « على الكمامات بلغ الذورة في منتصف الأسبوع الفارط، مع تسجيل ندرة واضحة في السوق، الأمر الذي فسح المجال أمام «السماسرة» للمضاربة بأسعار الكمامات، ومضاعفة ثمنها في السوق السوداء، بدليل أن سعر الكمامة الواحدة قفز من 30 دينار إلى 150 دج، وهي المعطيات التي أجبرتنا على التكثيف من العمل الخيري، في محاولة لتوفير أكبر عدد ممكن من الكمامات، وتوزيعها مجانا على القطاعات التي تبقى بحاجة ماسة إلى الكمامات في هذه المرحلة الاستثنائية».وأشار مباركي، في سياق متصل، إلى أنه احتفظ بالعمال الخمسة الذين كانوا يزاولون النشاط معه على مستوى ورشة الخياطة، مع فتح ورشة ثانية لتعقيم جزء من القماش، وهذا تحت إشراف الشقيقين بلال وحسام هواري، بحكم أنهما أخصائيين في التعقيم الطبي، وورشتهما كما استطرد « في تعقيم 10 لفائف كبيرة الحجم من القماش، والذي اشتريناه يوم الخميس الفارط، على أن يتم تحويل هذه الكمية إلى ورشة الخياطة، من أجل صنع قرابة 40 ألف كمامة، في الوقت الذي اقتنينا فيه 12 لفة من القماش المعمق من إحدى الورشات بالكاليتوس، وقد شرعنا في انجاز كمية معتبرة من الكمامات».وفي رده عن سؤال بخصوص عملية توزيع الكمامات، صرح مباركي قائلا : « هذه المبادرة لم تكن بنية توفير الكمامات للمواطنين، بل أنها كانت وليدة معاناة العاملين في القطاعات التي لها صلة مباشرة بالتعامل مع المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا، والقماش الذي بحوزتنا يكفي لتوفير نحو 90 ألف كمامة معمقة، وقد بادرنا إلى الاتصال بمسؤولي مختلف المديريات بولاية سطيف، لرسم خارطة طريف بخصوص عملية التوزيع بحسب حاجيات كل هيئة، والبداية كانت أمس من مستشفى عين ولمان، لأن عملية التوزيع ستكون مجانية، وتمس مصالح الأمن، الدرك الوطني، الحماية المدنية، الجمارك، أعوان التجارة، بالإضافة إلى المراكز الصحية والمؤسسات الاستشفائية المنتشرة عبر تراب الولاية، ولو اقتضى الأمر توسيع النشاط إلى ولايات مجاورة». ص / فرطاس