خبراء أمنيون يبحثون التهديدات الارهابية على دول الساحل تحتضن الجزائر يومي 16 و17 نوفمبر، الاجتماع الأول لمجموعة العمل حول دعم قدرات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، ويأتي الاجتماع عقب اللقاءات التشاورية التي جمعت الأسبوع الماضي بواشنطن، وزراء خارجية دول المنطقة، بمسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى لبحث التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. تعقد مجموعة العمل حول دعم قدرات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، المنبثقة عن المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، المنعقد في سبتمبر الماضي، اجتماعا لها في الجزائر نهاية الأسبوع الجاري، لتدارس التهديدات الإرهابية على دول الساحل، وسبل دعم التنسيق والتشاور بين هذه الدول لمواجهة هذه التهديدات، على ضوء التطورات الأخيرة التي تعرفها المنطقة، وتزايد المخاطر التي ترتبت عن حصول تنظيمات إرهابية في المنطقة على أسلحة مهربة من ليبيا. وحسب وزارة الخارجية، فان الاجتماع سيعرف مشاركة خبراء أمنيين وعسكريين من دول الساحل، ويأتي في إطار البرنامج المحدد من قبل المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، وسيسمح ببحث العديد من الملفات التي تهم التعاون الأمني والاستخباراتي، على ضوء التقارير الأخيرة التي تؤكد حصول تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على كميات كبيرة من الأسلحة تم تهريبها من ليبيا. وقد أكد احد مسؤولي التنظيم مؤخرا، يتعلق الأمر بمختار بلمختار المعروف باسم ‘'خالد أبو العباس'' أو ‘'بلعور''، أن التنظيم كان أكبر مستفيد من الأزمة الليبية، بعد حصوله على أسلحة ، وقال ‘'أما عن استفادتنا من السلاح فهذا أمر طبيعي في مثل هذه الظروف''. وتابع يقول ‘'نعم لقد كان المجاهدون في تنظيم القاعدة عموما من أكبر المستفيدين من ثورات العالم العربي''. وكان المستشار لدى رئيس الجمهورية، كمال رزاق بارة، قد أعلن خلال الاجتماع الخامس لنقاط الارتكاز للمركز الإفريقي للدراسات والبحث حول الإرهاب أن ‘'الجزائر بصفتها رئيس مجموعة العمل حول دعم قدرات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل مناصفة مع كندا تتهيأ لاحتضان الاجتماع الأول للمجموعة يومي 16 و17 نوفمبر القادم''. كما عبر السيد بارة الذي يشغل أيضا منصب منسق مجموعة وزارية مشتركة مكلفة بالعمل الخارجي في ميدان مكافحة الإرهاب عن أمله أن يعرف هذا الاجتماع مشاركة افريقية ‘'نشطة''. وقال رزاق بارة بأن الجهود المبذولة اليوم من طرف الجزائر تهدف إلى دعم شروط الاستقرار والأمن والتنمية''، مضيفا أن ‘'هذه الجهود تعني أيضا المحيط المغاربي-الساحلي القريب''. وأوضح أن الجزائر تعمل حاليا على تعزيز ديناميكية شبه قارية تم تطبيقها تهدف كما قال إلى ‘'منع كل محاولة لتمركز المجموعات الإرهابية في الساحل الإفريقي''. ولم يخف كمال بارة القلق الذي تعيشه منطقة الساحل الصحراوي، حيث أن مجموعات إرهابية خاصة منها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي تمول جزءا كبيرا من نشاطاتها بمال الفديات وعائدات شتى أنواع التجارة غير الشرعية خاصة المخدرات الآتية من أمريكا الجنوبية. وأشار المتدخل، أيضا، انه يجب التفكير بهذا المعنى في جهود التنسيق شبه الإقليمية، والتي تبذل من خلال إقامة لجنة الأركان العملياتية المختلطة بتمنراست ووحدة الإدماج والإمداد من أجل اقتسام واستغلال المعلومات. وذكر في هذا المضمار بأن الجزائر تجندت منذ التسعينيات في كفاح صارم ضد الإرهاب.ويأتي اجتماع مجموعة العمل حول دعم قدرات مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، بعد اللقاءات التشاورية التي جمعت بواشنطن بين وزراء خارجية دول الساحل، مع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، وقال الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل إن الاجتماع الذي اختُتم الثلاثاء يُعد “مرحلة نوعية'' في ترسيخ الشراكة الإقليمية لمكافحة الإرهاب المُقترحة خلال قمة أمن الساحل بالجزائر العاصمة. وخلال هذه الزيارة، التقى مساهل ووزراء خارجية مالي وموريتانيا والنيجر مع مسؤولين أمريكيين سامين بمن فيهم مستشار الرئيس باراك أوباما المكلف بملفات الإرهاب والأمن القومي جون برينان. وأشار مساهل، إلى أن الشركاء الدوليين ينظرون حاليا إلى بلدان الساحل الأربعة كطرف واحد في المحادثات. كما ياتي الاجتماع، ليكمل عدة مؤتمرات سياسية وعسكرية واستخباراتية مؤخرا استضافتها الحكومات الإقليمية بما فيها قمة باماكو التي قادت إلى إجراءات جديدة لتبادل المعلومات. وعلاوة على قمم الساحل، عرفت مرحلة الأخيرة نشاطا دبلوماسيا مكثفا حول خطر الإرهاب وتداعيات الثورة الليبية. في هذا السياق، زار مساعد وزيرة خارجية الولاياتالمتحدة المكلف بالمغرب العربي ريموند ماكسويل مؤخرا الجزائر العاصمة، وصرح خلال زيارته أن الولاياتالمتحدة تستكشف سبل “بيع عتاد عسكري للجزائر في إطار مكافحة الإرهاب”. وقال المسؤول “جهود الولاياتالمتحدةالأمريكية ترمي إلى وقف انتشار نشاطات تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي في المنطقة ومكافحة المتاجرة بالمخدرات وبالبشر وكل أنواع التهريب”. وأقر المسؤول الأمريكي بوجود شراكة “هامة” بين الجزائروالولاياتالمتحدة تقوم على “الصداقة”، معربا عن أمل بلده في تعزيز العلاقات الثنائية. وأشار إلى أن زيارات المسؤولين الأمريكيين إلى الجزائر تؤكد أن “البلدين تربطهما العديد من المصالح المشتركة”.