الحجر الصحي أعاد لم شمل العائلات الجزائرية كشف مهاجم اتحاد خنشلة رشاد مسعي، عن التزامه الشديد بالحجر الصحي المنزلي، وأكد بأن التدابير الوقائية المتخذة مستمدة بالأساس من خطورة انتشار الفيروس، رغم أنه أوضح بالمقابل، بأن نقص الوعي لدى المواطنين يتجلى في الأسواق، التي ما زالت تشهد يوميا ازدحاما كبيرا. واعترف مسعي في دردشة مع النصر، بأن التأقلم مع الحجر صعب للرياضيين، لكنه لا يختلف عن التربصات المغلقة، كما تحدث عن التدريبات الفردية، والتي لا تكفي لتعويض أجواء المجموعة، فضلا عن تطرقه لمشوار فريقه، وكذا حظوظ «الخناشلة» في الصعود إلى الرابطة الثانية. u بصفتك رياضي، هل تعوّدت على تدابير الحجر الصحي المنزلي، الذي فرضه فيروس كورونا؟ إلتزام المنزل كانت أولى التوصيات التي وجهتها السلطات العليا للبلاد، بمجرد ظهور أولى الحالات المؤكدة، وهذا في محاولة للحد من انتشار الوباء، لأن خطورة «كوفيد 19»، تكمن في سرعة انتشاره بين الأشخاص، وبالتالي فإن هذه التدابير تعد حماية لنا ولعائلاتنا، والتصريح الذي أدلى به عضو اللجنة الوطنية لرصد ومتابعة وباء كورونا بالجزائر الدكتور إلياس أخاموخ سهرة الجمعة الماضي، يدل على أن الوضع أخطر مما تتصوره الأغلبية، خاصة وأنه أشار إلى إمكانية وجود حالات مؤكدة مازالت تتجول في الشواع، دون علمها بحمل الفيروس، لأن الأعراض لا تظهر دائما في بداية الحالة، وهذا ما يشكل خطرا كبيرا على من يصرون على مواصلة التجول في الأسواق والأماكن، التي تشهد حركية كبيرة، وعليه فإن الحجر يبقى ضروريا لكل شرائح المجتمع، سواء الرياضيين أو البطالين أو غيرهم، والتعود على النمط الاستثنائي للحياة اليومية ضرورة حتمية، لأنها تندرج في إطار الوقاية، مع الحد من انتشار الوباء. u لكن الرياضيين اعتادوا على كثرة النشاط والمداومة على التدريبات اليومية؟ حقيقة أن التأقلم مع هذه الوضعية الطارئة ليس سهلا بالنسبة لأي رياضي، لأننا اعتدنا على النشاط اليومي، والتواصل المنتظم مع المجموعة، وفي لمح البصر وجدنا أنفسنا مجبرين على إلتزام البيوت، مع الحرص على تجسيد برنامج عمل استثنائي، للمحافظة على اللياقة البدنية، لأن الموسم لم ينته بعد، وكل لاعب تتنظره تحديات مع فريقه في المرحلة المتبقية من المنافسة، ولو أن الإشكالية التي يعاني منها كل الرياضيين في هذه الفترة تتمثل في الافتقاد لأجواء المجموعة، والاحتكاك بالمنافسة، والانتقال من ريتم إلى آخر في اليوميات صعب للغاية، كما يكون عليه الحال في بداية التحضيرات، خاصة عند الدخول في تربص مغلق، ومع ذلك فإن هذا الاجراء الوقائي أتاح لنا الفرصة لقضاء أطول فترة مع عائلاتنا، وهذا أمر إيجابي، لأننا أصبحنا نعاني من التفكك الأسري، والحجر الجزئي الذي تم اعتماده أجبرنا على تفادي السهرات، وأعاد اللحمة للعائلات الجزائرية. u وماذا عن برنامج التدريبات في هذه المرحلة؟ منذ الاعلان عن قرار توقف المنافسة، عمدت إلى ضبط برنامج خاص ليومياتي، لأنني أتواجد مع عائلتي بأم البواقي، وأحرص على الالتزام بالحجر الصحي المنزلي، من خلال تفادي الخروج إلا في الحالات الطارئة، وحتى التدريبات فإنني أضطر للركض في فناء المنزل، وهذا لتجنب أي احتكاك بالمحيط الخارجي، لأننا تحصلنا على برنامج خاص من مدرب اتحاد خنشلة عبد الجليل لوعيل، نجري بموجبه 3 حصص تدريبية على انفراد أسبوعيا، ترتكز بالأساس على تمارين تقوية العضلات، مع الركض لفترات مختلفة، وهذا بغية السماح لنا بالمحافظة على اللياقة البدنية، وهذا البرنامج تارة ما أفضل تجسيده في الغابة المحاذية للحي الذي أقطنه، لأن كسر الروتين القاتل يكون بتغيير الأجواء من حين لآخر، مادام كل الحديث منصب على الحصيلة اليومية للوباء، إلى درجة أنني قللت من مشاهدة القنوات التلفزيونية، وأوزع برنامجي بين قراءة القرآن وبعض الألعاب مع أفراد الأسرة، فأجد في «البلاي ستايشن» متنفسا للابتعاد عن أخبار كورونا، كما أنني أتواصل بانتظام مع المدرب لوعيل لتقديم حوصلة عن التدريبات، وكذا معظم زملائي في الفريق لاستفسار عن أحوالهم، خاصة بعد تسجيل بعض الحالات المؤكدة بخنشلة. u إلا أن العودة لأجواء المنافسة ليست سهلة، وهناك حتى من طالب باعتماد موسم أبيض للهواة؟ توقيف التدريبات وغلق الملاعب لمدة تفوق الشهر، يجعل كل النوادي بحاجة إلى مرحلة إعادة تحضير قبل استئناف البطولة، لأن اللاعبين لن يكون باستطاعتهم دخول أجواء المنافسة مباشرة بعد التخلص من الوباء، مادامت المعاناة جماعية من نقص اللياقة البدنية، وخطر التعرض لإصابات يزداد، ولو أننا في قسم الهواة قد نحتاج لثلاثة أسابيع من التحضير للعودة إلى البطولة، على اعتبار أن المرحلة المتبقية من الموسم تتضمن 6 مباريات، والرابطة قد تلجأ إلى اعتماد برمجة مكثفة لتدارك التأخر الاستثنائي المسجل، بلعب 3 لقاءات في الأسبوع، مما يعني بأننا قد نضطر للاحتكاك مجددا بأجواء المنافسة الرسمية، لفترة لا تتجاوز ثلاثة أسابيع. من هذا المنطلق، فإن الحديث عن الموسم الأبيض يبقى مستبعدا، لأن المنافسة توشك على نهايتها، ونحن نمني أنفسنا بأن يخلصنا الله من هذا الوباء في أسرع وقت قبل التفكير في النشاط الرياضي، كما أن الفيفا ألحت على ضرورة مواصلة مختلف البطولات، وفي الجزائر البطولة في الأقسام السفلى الخاصة بالهواة، بلغت مراحل جد متقدمة على مستوى جميع الرابطات، وبالتالي فإن إلغاؤها لن يكون منطقيا، خاصة في ظل اعتماد نظام جديد للمنافسة، واتضاح الرؤية بنسبة كبيرة جدا بخصوص معطيات الصعود والسقوط. u نفهم من هذا الكلام، بأنك متفائل بقدرة اتحاد خنشلة على تحقيق الصعود؟ الوضعية الراهنة للترتيب تضعنا ضمن الكوكبة المعنية بالصعود، لأننا نحتل حاليا الصف السادس، رغم أن الفريق مر بمراحل عديدة هذا الموسم، لأن البداية كانت في ظروف استثنائية، حيث دخلنا مباشرة أجواء المنافسة دون الاستفادة من برنامج تحضيرات، مما انعكس بالسلب على نتائجنا، كما أن هذا الجانب تسبب في كثرة الاصابات، إلى درجة أنه تم تسجيل 8 غيابات من التشكيلة الاساسية في العديد من اللقاءات، ومع ذلك فقد نجحنا في تدارك الأوضاع، بفضل الخبرة التي تمتلكها المجموعة، إذ أنهينا مرحلة الذهاب في المركز السادس، بعد عودتنا القوية، والتحضيرات التي قمنا بها في الراحة الشتوية سمحت لنا بشحن البطاريات، لأن المجموعة الشرقية تتطلب نفسا ثانيا في مرحلة الإياب، في ظل وجود الكثير من الأندية الطموحة لتحقيق الصعود، الأمر الذي يتطلب منا التفكير بجدية في اللقاءات المتبقية، والتي تكتسي أهمية بالغة، وستكون عبارة عن نهائيات الكأس، مادام مصير الفريق يبقى بأرجل اللاعبين، والمجموعة تحدوها إرادة فولاذية لتجسيد حلم الأنصار برؤية الفريق في الرابطة الثانية.