عادت أزمة الاكتظاظ أمام مراكز البريد إلى الظهور بقوة بقسنطينة، حيث يصطف يوميا المئات من المواطنين في طوابير طويلة أمام المكاتب و الموزعات الآلية في مشاهد أثارت استياء الجميع، فيما أكد المدير الولائي للبريد أن قاطني ولايات مجاورة يتنقلون إلى قسنطينة لسحب الأموال، مشيرا إلى تسجيل سحب ما يزيد عن 200 مليار سنتيم أسبوعيا. و وقفت النصر في اليومين الماضيين، بكل من المقاطعة الإدارية علي منجلي فضلا عن مدينة قسنطينة، على اكتظاظ كبير أمام مراكز البريد، وسط حالة من عدم احترام لتدابير التباعد الاجتماعي، إذ يصطف المواطنون في طوابير طويلة خارج المكاتب وسط تنظيم لها من طرف مصالح الأمن، في حين أكد لنا متقاعد من علي منجلي أنه تنقل إلى مكتب الوحدة الجوارية 1 في الساعة السادسة صباحا وتفاجأ بوجود ما يزيد عن 50 شخصا ينتظر دوره. ولاحظنا بالمركز البريدي الرئيس بعلي منجلي، وجود المئات من المواطنين الذين ينتظرون دورهم سواء أمام الموزع البريدي أو بوابة المكتب، إذ ذكر لنا أحد الشباب أنه ومنذ بداية جائحة كورونا، ناب عن والده في سحب المعاش كما أنه اضطر إلى الانتظار لأزيد من 4 ساعات في الشهرين الأخيرين. وبقسنطينة، توقف الموزع الآلي الخاص ببريد شارع عواطي مصطفى عن الخدمة بسبب عطب تقني، وهو ما تسبب في ضغط كبير على بقية الموزعات، إذ لاحظنا وجود طابور طويل في الفترة المسائية يمتد من مدخل البريد المركزي إلى غاية الساحة المقابلة لرحبة الجمال، وهو نفس ما وقفنا عليه بمركز حي الكدية مقابل المديرية الولائية للأمن الوطني. وأوضح المدير الولائي للبريد في اتصال بالنصر، أن الطوابير الطويلة المسجلة بقسنطينة، تعود إلى إقبال مواطني الولايات المجاورة على مكاتب الولاية لسحب الأموال، حيث سجلت عمليات لمواطنين قدموا من سكيكدة، أم البواقي وميلة، بسبب عدم توفر السيولة المالية بأماكن سكناهم، مشيرا إلى أن عاصمة الشرق تتوفر على السيولة لكن ليس بمستوى طلبات البريد اليومية إذ تتحصل على أزيد من 70 بالمئة من التقديرات يوميا. ولفت المتحدث، إلى أنه قد سجل تراجع في الأزمة بعد 3 أيام من انقضاء عيد الأضحى لكن سرعان ما عادت الطوابير إلى الواجهة، مؤكدا أنه يتم سحب ما يزيد عن 40 مليار سنتيم يوميا وكثيرا ما يتم تجاوز سقف 200 مليار سنتيم أسبوعيا، وهو رقم، مثلما ذكر المدير، كبير جدا. وبخصوص الموزعات الآلية، أكد المدير الولائي للبريد، أن الولاية تتوفر على 37 موزعا، حيث من المنتظر أن تستفيد من أجهزة أخرى بعد شروع السلطات المركزية للبريد في عملية اقتناء وطنية للموزعات في إطار تحسين الخدمات العمومية، كما أكد أن الإدارة المحلية وضعت خطة مستقبلية لتزويد المستشفى الجامعي وكذا العسكري، فضلا عن بعض المراكز التجارية الكبرى بموزعات آلية لتخفيف الضغط عن المكاتب والمراكز. وفيما يخص المشاريع الجديدة التي استفادت منها الولاية، فقد أكد المتحدث، أنه سيتم تدشين مركز بريد جديد بالوحدة الجوارية 20 بعلي منجلي بداية سبتمبر، فضلا عن آخر على مستوى جامعة قسنطينة 3، كما ينتظر أن يدخل مكتب حي جبلي أحمد «الكانطولي» حيز الخدمة في أقرب الآجال، وتسعى المديرية إلى مضاعفة أعداد الموزعات بعد الانتهاء من عملية اقتنائها على مستوى المديرية المركزية. وعزا المسؤول أسباب عدم توفر السيولة، إلى الأزمة الاقتصادية التي تسببت فيها جائحة كورونا، حيث قال إن الحلقة الاقتصادية تعثرت بعد تسجل اختلالات على مستويات معينة، إذ أن البنوك لا تستفيد من السيولة بالشكل الكافي بسبب توقف كل النشاطات خلال فترة الحجر الصحي، لكنه أكد أن المشكلة لن تستمر لفترة أخرى بعد أن استأنف النشاط على مستوى العديد من القطاعات الحيوية، وهو ما من شأنه مثلما قال، أن يبعث الروح في الحركية الاقتصادية من جديد. وتابع المتحدث، أنه لا يمكن التغاضي عن الإشاعات ونداءات التخويف التي تبث من فترة إلى أخرى، حيث قال إن العديد من المواطنين تخوفوا من الوضع وتوجهوا إلى مراكز البريد لسحب أموالهم دون أن يكونوا بحاجة إليها ما أثر سلبا على السيولة، داعيا إلى ضرورة التحلي بالوعي أمام هذه الحالات، إذ لا خوف على أموال المواطنين المودعة بالحسابات البريدية، مؤكدا أنه لا مناص من التوجه إلى المعاملات المالية الإلكترونية، للقضاء على مثل هذه المظاهر.