حذر مختصون الطلبة المقبلين على اجتياز الامتحانات من الإفراط في استهلاك المكملات الغذائية المقوية للذاكرة، التي يتم الترويج لها من قبل مخابر مختصة تزامنا مع اقتراب مواعيد الامتحانات الجامعية والرسمية بهدف تحقيق الأرباح، ودعوا الممتحنين لاتباع النظام الغذائي الصحي وأخذ القسط الكافي من النوم. كشف رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص مسعود بلعمبري «للنصر» عن تسجيل إقبال متزايد على اقتناء المكملات الغذائية المقوية للذاكرة، التي أضحت موضوعا محل اهتمام كثير من الأسر، مؤكدا بأن اقتناء هذه المواد يتم هذه الأيام من طرف الطلبة الجامعيين المقبلين على إجراء الامتحانات الفصلية بعد ان تم استئناف الدراسة مؤخرا لإنهاء ما تبقى من الموسم الجامعي، وكذا من طرف طلبة البكالوريا وحتى التلاميذ المقبلين على اجتياز شهادة التعليم المتوسط. وأوضح المصدر بأن عامل الإشهار ساعد على تشجيع الممتحنين على تناول هذه المكملات رغم أن بعضها غير معروف المصدر ولا المحتوى، ومع ذلك تشهد الصيدليات إقبالا يوميا من طرف الطلبة بعضهم يأتون رفقة أوليائهم لا سيما الأمهات لاختيار أحسن الأنواع على أساس أنها ستساعد أبناءهم على الحفظ والتركيز والأداء الجيد يوم الامتحان. وتأسف مسعود بلعمبري لاستغلال بعض المخابر الظروف والمناسبات لعرض منتوجات ومنحها صفة القدرة الخارقة على العلاج ، مذكرا بأن نقابته سبق وأن تقدمت بطلب صياغة مشروع قانون لتنظيم صناعة المكملات الغذائية حتى يتم تجنب الأخطاء الطبية التي قد تقع، مؤكدا بأن اقتراب الدخول المدرسي والامتحانات الجامعية وكذا الرسمية حفز الطلبة على اقتناء واستهلاك هذه المواد، استعدادا لمواعيد مصيرية تترقبها عديد الأسر. وأوضح المتحدث بخصوص كيفية تعامل الصيادلة مع المكملات الغذائية خاصة المقوية للذاكرة، بأنه شخصيا لا يتعامل إلا مع المخابر المختصة في صناعة الأدوية التي تمارس إنتاج المكملات الغذائية كنشاط ثانوي، ويتجنب المخابر غير المعروفة والمواد التي يجهل تركيبتها، ولا يتعامل إلا مع المخابر محل الثقة فقط لضمان الجودة والنوعية، مع تفادي العلامات غير المعروفة. بقاط بركاني: « المكملات الغذائية مجرد خرافات» وتحاشى من جهته بقاط بركاني رئيس عمادة الأطباء الخوض في موضوع المكملات الغذائية، لأنه لا يؤمن بها أصلا ولا يعتبرها مواد علاجية، منتقدا بشدة الترويج لها عبر بعض الوسائط على أساس أنها أدوية، في حين أن ذلك غير صحيح تماما، واصفا مفعول هذه المنتوجات بأنه مجرد خرافات لا غير، قائلا إن المكملات الغذائية المقوية للذاكرة، كغيرها من المكملات التي تساعد على الإنجاب أو على تقوية البدن، هي مجرد شعارات زائفة. وأكد بقاط بركاني بأن تنظيمه لا يمكنه أن يتدخل لمنع الترويج لهذه المواد لأنه لا يملك صلاحية ذلك، رغم أن المكملات الغذائية تعرض على أنها أدوية، لكنه شدد على أن كل ما يثار بخصوص التأثيرات السحرية لهذه المواد على صحة الأفراد مجرد أكاذيب. وأضاف من جانبه مسعود بلعمبري بأن المكملات الغذائية المقوية للذاكرة تحتوي في الغالب على فيتنامينات وتأثيرها لا يزيد في الغالب عن تأثير القهوة والشاي على الذاكرة وإثارة الانتباه، وبخصوص أسعارها أكد بأنها تتراوح ما بين 300 إلى 3 آلاف دج، منبها في ذات المناسبة من اللجوء إلى المحلات التجارية لشراء المكملات الغذائية على أساس أنها مصنعة من مواد طبيعية، لان معظمها تحتوي على أدوية وفق ما كشفته التحاليل المخبرية، من بينها مضادات الأجسام التي تشكل خطورة على صحة الفرد. ونصح رئيس نقابة الصيادلة الخواص بالمقابل الطلبة المقبلين على اجتياز الامتحانات بتفادي العقاقير والأدوية، والاستعانة بالنظام الغذائي السليم والمتوازن، وأخذ القسط الكافي من النوم، مع تجنب العزلة بالاحتكاك بالوسط العائلي، وتفادي المؤثرات السلبية كالتواصل مع الأشخاص الذين ينشرون التشاؤم والأفكار السلبية، والتحفيز على العمل والمراجعة الجماعية. مزيان مريان: على المختصين في الصحة التدخل وتساءل بدوره مزيان مريان رئيس نقابة أساتذة التعليم الثانوي والتقني «سنابست» عن ما إذا كان المختصون في مجال الصحة يدركون مخاطر استهلاك المكملات الغذائية من قبل الطلبة الممتحنين، وعن سبب صمتهم أمام تزايد الترويج لهذه المواد والإقبال عليها، في حين أن الغرض الرئيسي من وراء ذلك هو ربح الأموال، داعيا الأطباء إلى ضرورة التحرك وعدم السكوت عن هذه الظاهرة التي أخذت في الانتشار مؤخرا. ويرى المصدر بأن استغلال فترة الامتحانات للتسويق لهذه المنتجات شبه الصيدلانية تقف وراءه لوبيات صناعة الأدوية، لذلك وجب على الأخصائيين أن يتحركوا بعد أن أصبح الذكاء يعالج بالأدوية ويشترى بالأموال، ناصحا الطلبة باتباع السلوكات الصحية السليمة، خاصة منها عدم الإفراط في السهر لأن كافة المعلومات التي يراجعها الطالب يقوم المخ بتخزينها خلال فترة الليل، وعدم النوم للساعات الكافية سيعطل عملية تخزين المعارف والمعلومات بالتالي إخراجها يوم الامتحان. للإشارة فقد سبق لسلطة ضبط السمعي البصري، تحذير القنوات التلفزيونية من القيام بحملات إشهارية لهذه المكملات، غير أن أغلبية القنوات الخاصة لم تتجاوب ومازالت تقوم ببث ومضات إشهارية للمكملات إلى غاية اليوم.