- مختصون يحذرون منها ويؤكدون خطورتها أسابيع قليلة تفصلنا على امتحان البكالوريا، هذه المرحلة الحاسمة في حياة الممتحنين وأوليائهم، التي أعدت لها مديرية التربية العدة لضمان أجواء مريحة. ومن جهة أخرى ومع بدء العد التنازلي، نلاحظ تزايد حدة التوتر والقلق لدى الممتحن ومحيطه الأسري بشكل عام حيث يصبح التلميذ يبحث عن أي منفذ من شأنه أن ينير الزاوية المظلمة التي تحمل من الخوف، والأفكار السلبية ما يؤثر على التركيز، وهو ما دفع بالبعض من المقبلين على اجتياز الامتحانات النهائية لتناول المنشطات ومقويات الذاكرة، يحدث هذا في ظل إهمال الكثيرين بالجانب النفسي وجهلهم بمخاطر الاستهلاك العشوائي لهذه المنشطات التي أصبحت تباع ببعض الصيدليات دون رقابة، وهو ما لاحظته السياسي خلال جولتها الاستطلاعية. إقبال الممتحنين على مقويات الذاكرة.. لتفادي الإرهاق وجد بعض التلاميذ، خلال هذه الفترة التي تزامنت مع اقتراب فترة امتحانات شهادة البكالوريا، من الأقراص والأدوية المقوية للذاكرة الملجأ الوحيد للحصول على النشاط العقلي والبدني والطريقة المثلى للحفظ والتركيز وهو ما اطلعت عليه السياسي خلال جولتها الاستطلاعية، اين يعيش الطلبة المقبلون على شهادة البكالوريا هذه الأيام على أعصابهم إذ هم في سباق مع الزمن حيث لجأ أغلبهم إلى تناول المنشطات المتمثلة في أدوية وأقراص وحبوب والتي من شأنها زيادة القدرة على التركيز وهو ما أطلعنا عليه جمال ليخبرنا في هذا الصدد بأنه يتناول الأقراص والحبوب ليضيف بأن ذلك مكنه من القضاء على النعاس والتعب ليشاطره الرأي فارس ويقول في ذات السياق بأنه اقتنى مجموعة من الأقراص المنشطة لتناولها أثناء فترة الامتحانات ليضيف بأن ذلك يشعره بحماسة كبير ونشاط ويزيد من قدرة استيعابه. ويجهل كثيرون بأن الإفراط في تناول مثل هذه المنبهات والمنشطات له عواقب وخيمة على الصحة حيث يتنافسون ويتهافتون على اقتنائها دون وعي أو الاستفسار حول مخاطرها وهو ما أطلعتنا عليه فايزة لتقول في هذا الصدد بأنها تتناول حاليا هذه الأقراص دون علمها بعواقبها لتضيف بأنها أفادتها ونشطت لها ذاكرتها ويشاطرها الرأي سيد علي ليقول في ذات السياق بأنه يتناول هذه الأدوية خلال هذه الأيام ولا يعي خطورتها ليضيف بأنها أضافت له الكثير من الطاقة والتركيز والتفكير ويشاطره الرأي عمر ليضيف بأنه أصبح لا يستغني عنها وأنها حفزت عقله وذاكرته وساعدته على تجاوز الكسل والخمول، ولا يقتصر الأمر على الأقراص والأدوية والمنشطة، ليمتد إلى مشروبات الطاقة والتي تلقى الإقبال خلال هذه الأيام التي تسبق امتحانات شهادة البكالوريا وهو ما أطلعنا عليه يوسف، المقبل على الامتحانات النهائية، حيث أخبرنا بأنه يستهلك مشروبات الطاقة باستمرار للقضاء على الكسل والتمتع بالطاقة التي تمكنه من الحفظ، ويضيف حسام في السياق ذاته، بأن مشروبات الطاقة التي يستهلكها حاليا أضافت له دفعة كبيرة ونشاطا في الحفظ والمراجعة. بن أشنهو: هذه هي مخاطر المنشطات على الطلبة وفي ظل هذا الواقع وانتشار الظاهرة خلال فترة الامتحانات النهائية، أكد فتحي بن أشنهو، طبيب في الصحة العمومية، بأن الظاهرة خطيرة للغاية وانتشرت لانعدام الثقافة الصحية المكثفة وهذه المنشطات قاتلة لاحتوائها على مواد كيماوية منشطة كما تحتوي على نسبة عالية من الكافيين المنشط للعقل وتحتوي على كمية من السكريات وكلها تحفز العقل وتسرع من نشاطه وتؤثر بذلك على المخ حيث تعكس وظيفته الروتينية والعادية، كما تقلل فرص النوم لدى الشخص وتمنع النعاس وهي خطيرة جدا وتسبب السكتة القلبية حيث ننصح الطلبة باحترام ساعات النوم العادية والتي تحتاجها أجسامهم والنوم لساعات كافية هو ما يهيء الطلبة جيدا للحفظ واجتياز الامتحانات بشكل عادي . وفي ذات السياق، تأسف محدثنا لما يروج من إشهارات ومتاجرة بالأرواح حيث أن هذه المنشطات ومشروبات الطاقة وغيرها ممنوعة في الدول الأوروبية ومسموحة في الجزائر في ظل انعدام مكاتب مراقبة وضبط الإشهار كما نأسف لانعدام تأمين لصحة المواطن وغياب التوعية . الإقبال على مقويات الذاكرة خارج دائرة الرقابة.. خطير وفي ذات السياق، حذر أخصائيون في المجال الصيدلاني من آثار الاستهلاك العشوائي لمشروبات الطاقة والحبوب المقوية، وغيرها من المواد التي يقوم الطلبة في هذه الفترة التي تسبق إجراء الامتحانات باقتنائها لتحقيق بعض الأهداف التي تتعلق، حسبهم، بسهولة المراجعة، وتقوية الذاكرة خاصة، وأكدوا في هذا الاطار بأن هذه الفترة تشهد ارتفاعا في الطلب على المنشطات والمهدئات من قبل التلاميذ المقبلين عل اجتياز الامتحانات وخاصة البكالوريا لتقوية الذاكرة وزيادة الطاقة والنشاط لديهم معتبريها الوسيلة الأنجح في زيادة كفاءة المخ على استيعاب المعلومات في فترة زمنية أقل، فضلا عن التخلص من الصداع والكسل الذي قد يؤثر عليهم أثناء فترة المراجعة أو أثناء أيام الامتحانات أيضا، و أشاروا الى أن الكثير منهم يقبل خاصة على اقتناء عقاقير منبهة من بينها جيفامين .. وغيرها من المنبهات التي أضحت تقليدا متعارفا عليه بين أوساط الطلبة أيام الامتحانات للسهر والتركيز، وصرح بعض الصيادلة بأنها لا تعتبر مهدئات وإنما منشطات تعطي شعوراً بزيادة الطاقة والقدرة على الاستيقاظ والانتباه لساعات طويلة، وأداء الأعمال المختلفة دون الاحساس بالتعب ولتقوية الذاكرة والتركيز ولها آثار جانبية على مستعمليها وأشاروا الى أن هذه الأدوية باتت تمنح لطالبيها في الكثير من الصيدليات دون أن تخضع للمراقبة إضافة الى ذلك، نوه البعض الآخر من الصيادلة أنه لا يوجد أي دواء لتقوية الذاكرة وتحسين النشاط الفكري، بل كل الأدوية التي يقومون باقتنائها هي منشطات فقط وبإمكانها أن تؤثر على الجهاز العصبي للتلميذ خاصة وأنها تحرمهم من النوم وهو الأمر الذي يعد خطيرا على السلامة العصبية للتلميذ. وفي ذات السياق، أوضح المختصون بأن هناك فئة من الطلبة تفضل مشروبات الطاقة بدلا من الحبوب المنشطة، غير مبالين بمدى تأثيرها على الجهاز العصبي والهضمي في ظل زيادة الإفرازات الحمضية في المعدة والدورة الدموية. لقصوري: يجب الحذر.. فالمنشطات تؤدي إلى الوفاة ومن جهته، أكد سمير لقصوري، نائب الأمين العام لجمعية حماية المستهلك، بأن الطلبة هذه الأيام يواجهون ضغطا رهيبا جراء هاجس الخوف من الرسوب وجراء الخوف من تخييب الأولياء والذين يمارس أغلبهم ضغطا سلبيا على أبنائهم مما يدفع بعض الطلبة إلى السهر واستهلاك الأوقات الإضافية للراحة بما فيها أوقات النوم حيث يقومون بتجاوزها بتناولهم للأقراص والمنشطات والتي تعطى بدون وصفات طبية وهناك من يلجأ إلى مشروبات الطاقة لتساعدهم على التركيز وهذا خطأ وخطر لأن المشروبات والأدوية ليس لها علاقة بالتركيز، فهي تقوم بتنشيط الجسم وزيادة طاقته كما أن المشروبات تساعدهم على الانطلاق والحركة فقط وليس لها علاقة بدفع قوة التركيز والمساعدة على الحفظ وخطأ الطلاب أنهم يتناولون هذا على هذا الأساس، فمشروبات الطاقة تزيد القوة العضلية وتزيد من نبضات القلب وترفع نسبة الأدريالين في الجسم مما يسبب تعبا شديدا للقلب والتي تؤدي إلى توقفه وكذلك الحال بالنسبة للأقراص المنشطة، فهي تجعل المرء مستيقظا ومسيطرا على النعاس وهو ما يؤثر على وظائف المخ والقلب، ونحن نعتب على بعض الصيدليات التي تقوم ببيع مثل هذه المنتوجات للطلبة كما نعتب على بعض الأولياء الذين يقتنون بأنفسهم مقل هذه العقاقير دون وعي بعواقبها الوخيمة، وننصح الطلبة بتناول الأغذية السليمة الغنية، على غرار الأسماك التي تتوفر فيها مادة الأوميغا 03 كما ننصح بتناول فيتامين (سي) الموجود في الفواكه مثل البرتقال، وهذه المواد مرخصة وقانونية ومن حق الصيادلة بيع منتوجاتهم ولكن يجب ان يمنع الترويج لمثل هذه المنتوجات لأنها خرق للقانون وقد وقفنا كجمعية حماية المستهلك عند الموضوع، أين قامت إحدى الجهات بالترويج للمنشطات في الساحة العمومية حيث رفعنا شكوى لسلطة الضبط التي أوقفت الأمر فورا، لذا نعيد القول يجب الابتعاد قدر المستطاع عن هذه المنبهات واستبدالها بكل ما هو طبيعي ومفيد للجسم .