يلجأ بعض الطلبة المقبلين على الامتحانات في خضم فوضى مشاعر القلق والخوف والتوتر والأفكار السلبية المتراكمة التي تعيق عملية التركيز لديهم الى تناول العقاقير المنشطة والمقوية للذاكرة من أجل التخلص من الاضطرابات الناتجة عن القلق ومحاولة الوصول الى التركيز المطلوب و القدرة على السهر لأطول وقت ممكن،وعن هذه الظاهرة التي باتت تتكرر خلف كواليس التحضير للامتحانات لاسيما المصيرية منها توقفت الجمهورية عند هذه المحطة لتسليط الضوء على الجوانب المجهولة فيها من قبل الطلبة والاولياء على وجه الخصوص كونهم يبحتون دائما عن قشة يتعلقون بها من أجل تعزيز فرص نجاح أبنائهم في حين يهملون أسس أخرى كثيرة للنجاح. عقاقير محظورة في أوساط التلاميذ وفي نفس السياق وقبل ان نخوض في الحديث عن منشطات الذاكرة التي تباع بجميع الصيدلياتيجدر أن نشير الي أن هناك نوع اخر من العقاقير المحضورة التي يجلبها المتمدرس غالبا من جهات مجهولة أو من السوق السوداء وربما لا تكون متفشية لدرجة كبيرة وهي السر الخفي الذي لن يبوح به احد لكنها للأسف موجودة علمنا ذلك من خلال تنقلنا بين التلاميذ القبلين على الامتحان في شهادة المتوسط و الباكالوريا واكتشفنا بعد ان تسللنا وسط الطلبة بحجة البحت عن أي مادة تساعدنا على ابعاد القلق والتوتر والتركيز على التركيز فأشار لنا أحد المتمدرسين في المتوسط الى زميله وقال انه يملك عقاقير مهدئة عبارة عن حبوب يحضرها يوميا ويتناولها في القسم في السر ويدعوا الزملاء الى تناولها تقربنا من هذا التلميذ وسألناه فأنكر تماما وهرب منا، وقصص أخرى يكشفها الطلبة عن بعضهم متل استنشاق مادة الغراء وغيرها من المواد التي تغيب العقل فهناك بعض الطلبة من لا يبحتون عن التركيز بل يحاولون الهروب من الحاضر بأي طريقة ويعيشون فترة الامتحانات بشجاعة و استهتار، وفي هذا الصدد اتصلنا بالمختصين وتقربنا من بعض الصيادلة والاولياء لكن لم نجد حالات ملموسة لديهم الا ان الجميع اعلنوا اندار الخطر اذا كان تناول المهدئات الممنوعة بالفعل منتشر وسط الطلبة وهي الحقيقة التي تتطلب وقتا وجهدا لإخراجها الى الضوء والكشف عنها. أطباء يرفضون المنشطات تلقى مختلف أنواع الأدوية المنشطة و المساعدة على التركيز والمقوية للذاكرة والتي يسميها البعض بالفيتامينات اقبالا كبيرا جدا من قبل الطلبة والاولياء ولعل أكثر الأنواع المطلوبة هو حبوب جيفا مين ميمواغ إلى درجة انه أصبحت تختفي من الصيدليات بسرعة بسبب زيادة الطلب، ومن بين المنشطات الشائعة أيضا والمطلوبة حسب ما علمناه خلال جولتنا على بعض الصيدليات جيني كيد وهو عبارة عن شراب مفيد للقلق وكذا جالب فور، وسو برادين، وايزوماغ وغيرها وتقول الصيدلية السيدة يوسفي أن هذه المنشطات عبارة عن مكملات غذائية تستعمل في حالة وجود اضطرابات في الذاكرة والتركيز لدى المقبلين على الامتحانات، وكذلك هي مفيدة في حالة الإجهاد الفكري وقت المراجعة. ومن هذه المنشطات حسب أغلب الصيادلة الذين تقربنا منهم للاستفسار ما يلزم استعمالها قبل الامتحان بفترة ومنها من تؤخذ خلال الامتحان. ومن جهته أكد الدكتور روضي قشطه طبيب عام بمستشفى قسنطينة أن هناك منشطات تحوي مكونات طبيعية تباع بالصيدليات ولا يوجد في استعمالها أي ضرر ولكنها كمنشط تدفع إلى السهر وهذا أمر طبيعي ولكنه غير مطلوب للممتحن، أما بالنسبة للمنشطات التي تحوي مواد غير طبيعية فهي غير جيدة للجسم لما تحويه من هرمون يؤدي الجسم ولو بعد فترة طويلة، وينصح الدكتور الطلبة باستعمال المنشطات الطبيعية المتكونة من أعشاب معروفة والتي يعتبرها أفضل بكثير من تلك التي تحمل مواد منشطة ومنبهة، والواقع حسب المتحدث ان المشكل نفسي أكثر مما يستدعي الكثير من الاهتمام من قبل الأولياء . هذا وتضيف الأخصائية النفسية الدكتورة أمال ساعد أن منشطات الذاكرة التي يستعملها الطلبة ويقتنيها الأولياء من الصيدليات حتى بدون وصفات طبية تحمل مخاطر كثيرة على الصحة والكثيرون يتناولونها من أجل السهر و يجهلون الخطر فأغلب هذه الأدوية المنشطة يعمل على تدمير خلايا المخ، وأكثر من ذلك فان السهر في حد ذاته خطأ من الأخطاء التي يجب تجنبها للمحافظة على الهدوء والتركيز أثناء الامتحان وكذلك الراحة النفسية و تنصح الدكتورة كل المقبلين على الامتحانات هذه السنة بالاستعداد النفسي الجيد بعيدا عن أي مواد منشطة ومنبهة والأفضل حسب رأيها استعمال كل ما هو طبيعي والغذاء الصحي هو الحل الأنسب. منبهات الذاكرة الحل المطلوب لدى الطلبة والأولياء في الوقت الذي ينصح المختصون بتفادي الاعتماد على الأدوية المنشطة يصر بعض الأولياء على اختيار اللجوء إليها كحل وحيد في نظرهم لإنقاذ أبناءهم من حالة القلق والخوف التي يعيشونها وقد اتقينا بعض المتمدرسين و الأولياء عند الصيادلة والبعض الأخر في أماكن عامة وسألناهم عن المنشطات المساعدة على التركيز فكانت الآراء تختلف: السيد عائشة : حتى أنا أفكر في تناول جيفامين ابناي الاثنين يمتحنون هذه ألسنة واحد في الباكالوريا والأخر في التعليم المتوسط وكلاهما في حالة من القلق والتوتر ونصحتني إحدى صديقاتي ب جيفامين ميموار وأريد اقتناءه لعلي أتخلص من جو التوتر الذي نعيشه وحتى أنا أفكر في تناوله إذا كان مفيدا فأنا لأول مرة أجربه وأمل أن يعطيني نتيجة ويرتاح أبنائي من القلق الذي يحول بينهما وبين التركيز مما زاد من تعبهما وأخاف أن يؤثر ذلك عليهما يوم الامتحان مع العلم أنهما متفوقين ولشدة الحرص على النجاح ارتكبها خوف غير عادي. السيدة يوسف نبيلة: المانيزيوم يساعد على التركيز أنا اعمل صيدلية ورأيت الإقبال كبير جدا على منشطات الذاكرة وقد أخدت منها لأخي ولاحظت أنه استفاد وهذا ما أكده لي وطالبني بالمزيد وقد ساعدته بعض المكملات الغذائية في التركيز والسهر دون تعب أو إجهاد وأمل أن ينعكس ذلك على النتائج ويكون النجاح حليفه هذه السنة وأنا أرى أن هذه المواد تعمل بشكل ما على راحة الممتحن نفسيا كونه يعتقد أن هذا المنشط سيمنحه القدرة على التركيز كما أن الفيتامين ولا سيما المانيزيوم المفيد للتركيز. السيد محمد الطيب : لا أومن بأن هناك أدوية مفيدة للذاكرة طلبت مني ابنتي المقبلة على امتحان الباكالوريا على إحضار أدوية قالت أنها مفيدة للتركيز حسب صديقاتها ولكني لا أومن بأن هناك أدوية عادية مفيدة للذاكرة وأنا أرى أنها خطيرة ويمكن أن يدمن عليها الطلبة ونصحت ابنتي بقراءة القران والصلاة للحصول على السكينة النفسية التي لا تتوفر في أي دواء وأتمنى أن يوصل الإعلام هذه الفكرة ولا ينساق أبناءنا وراء حلول خاطئة من أجل أهداف مصيرية فهنا طرق أخرى كثيرة للمحافظة على التركيز والنشاط الدائم. بهلولي محمد تلميذ: لا أعرف هذه المنشطات لكني سأجربها لم أعرف هذه المنشطات ولم أسمع بغير تلك المنشطات الممنوعة التي يتناولها الرياضيين وانا اضن أن من يستعد جيدا لايحتاج إلى مقويات للذاكرة إلا إذا كانت الحالة النفسية سيئة جدا أنا بخير لكن يمكن أن أجرب هذه المنشطات خلال الامتحان ربما تكون النتائج أحسن ولن أخسر شيئا في كل الأحوال وانا أرى أن القلق والخوف مشاعر طبيعية وعادية يعيشها كل المقبلين على الباكالوريا خاصة والامتحانات الأخرى لذلك علينا أن نتجاوز ذلك بإرادتنا وليس بإرادة الأدوية. طيب باي أسماء تلميذة : أنا احضر لاجتياز امتحان شهادة التعليم المتوسط وقد سمعت بعض التلاميذ في المؤسسة يتكلمون عن أدوية مساعدة على التركيز لكني لم يسبق لي استعمالها من قبل ولا أفكر في ذلك لأني لا أجد نفسي في حاجة إليها رغم أني اشعر بكثير من القلق والخوف ولكني أخاف أيضا من أن يكون لهذه الأدوية تأثير سلبي على المراجعة وعلى نتائج الامتحان وتساعدني عائلتي على الاستعداد من خلال تشجيعي وكذلك بنظام غذائي صحي ونصحت به كل زميلاتي. شارف حمزة تلميذ: تناولت مقوي للذاكرة لكن لم يفدني أنا أتناول مقوي للذاكرة نصحني به أصدقائي اقتنيته من الصيدلية ب 800 دج لكني لا أجد فيه أي فائدة في الواقع أصبحت أحاول النوم لكني لا أستطيع فأشعر بالتعب وعدم القدرة على المراجعة في اليوم التالي وبذلك قدمته إلى احد أصدقائي بعد أن طلب مني ذلك لأنه يفضل السهر للمراجعة ليلا وأنا لا أحب ذلك وأنا أفضل أن أترك الأمور تسير على حالها فآباءنا وإخوتنا نجحوا وبتفوق دون أي منشط أو مهدئ والجزائري دائما يحب الاكتشاف والتجربة الدكتورة دحدوح قرموش عائشة: مختصة في الأمراض العقلية ومحاضرة بكلية الطب بوهران عدم التركيز في حد ذاته مشكل هذه المنشطات الخاصة بالتركيز وتقوية الذاكرة هي فيتامينات ليس لها أي تثير سلبي أو إيجابي كما أنها لاتوجد أي أدلة علمية تبرهن على فعاليتها . وعدم التركيز في حد ذاته يعني ان هناك مشكل لدى المتمدرس أو الممتحن، ولكن نحن نتساءل عن أسباب اللجوء الى هذه الحلول في حين انه إذا وصل الطفل أو كما أنها لا تفيد الممتحن في شيء وغير مفيدة للتركيز وعدم التركيز في حد ذاته يعني ان هناك مشكل لدى المتمدرس أو الممتحن، ولكن نحن نتساءل عن أسباب اللجوء الى هذه الحلول الخاطئة في حين انه إذا وصل الطفل أو المراهق الى مرحلة عدم التركيز فهناك أسباب وراء ذلك فعلى الأولياء الاهتمام بهذه النقطة ومن الأحسن زيارة الطبيب في حالة مشكل التركيز الثنائي وتشخيص الحالة وبالتالي تحويلها إلى المختصين إذا كان هناك ضرورة ومن بين أسباب مشكل التركيز الثنائي حالة الضغط، الاكتئاب، والقلق، وعدم الاستيعاب في القسم بسبب مشاكل بيذاغوجية، مشاكل نفسية، كثرت الحركة وهذه الحالات تستدعي استشارة الطبيب العام وتشخيص الوضع ثم يحول إلى المختصين التربويين أو المختصين في الصحة العقلية و يجب ان نأخذ ذلك بعين الاعتبار ونعطيه معنى ونقوم بالتشخيص المبكر لان ذلك قد يكون له تأثير على الصحة العقلية للتلميذ اذا لم يتم التكفل به في الوقت المناسب والأولياء يزيدون الوضع سوءا حين يلجئون إلى مقويات الذاكرة في حين أن الخطر موجود في جهة أخرى ومن الأفضل الاهتمام أيضا بالغذاء المتوازن والمحيط المتوازن الدكتور أيمن نسمان: المنشطات تزيد من فرصة التوتر العصبي المنشطات لها أثر سلبي على كل الجهات وفي كل الأوقات، ولكن الثابت أنه وخلال فترة الامتحانات أو قبلها بوقت كثير يكثر الطلاب من شرب المنبهات بأنواعها، وهذا ما سيؤثر سلباً على درجة تركيزهم وعلى درجة استدعاء العقل للمعلومات المحفوظة، حيث أنه من خلال الإكثار من المنشطات نحن نزيد فرصة التوتر العصبي والذي بدوره سيؤثر على درجة تركيزنا وطريقة اتخاذ القرارات، وحين يكون الطالب في قاعة الامتحانات فهو ليس بحاجة لتوتر او لمزيد من الأدرينالين او الكافيين في الدم وعند الإكثار من المنبهات ستزيد هذه المادة في الجسم ما سيؤثر على تركيز الشخص وعلى مراكز اتخاذ القرارات في المخ فتكون النتيجة العائدة على الطالب عكس المتوقع والمراد منه وهي القرارات المتسرعة والتي حتما ستؤدي إلى حلول غير صحيحة للأسئلة. و مسألة الحرام والحلال لا أفتي بها ولكن المعروف انه لو كان هناك اثر او تكوين لأي مواد محرمة فهي محرمة أما حسب رأي فلم أسمع من قبل أنها محرمة.