أطلقت أمس، مديرية الموارد المائية لولاية الطارف، حملة كبرى جندت لها إمكانيات ضخمة بالتنسيق مع المقاولات لتنظيف وجهر المجاري المائية على مسافة 240 كيلومترا، للوقاية من أخطار الفيضانات تحسبا للموسم الشتوي، وهي عملية مسّت مؤخرا وادي بوخميرة ببرج سمار في بلدية الشط، والذي يهدد السكان المجاورين بخطر تدفق السيول، ناهيك عن الروائح الكريهة المنبعثة منه.وذكر مدير الموارد المائية في تصريح للنصر، أن الحملة بدأت أمس بحي سيدي بلقاسم بعاصمة الولاية وشملت تنقية وجهر المجرى المائي الذي يمر بجانب التجمع السكاني وبعض من المرافق الإدارية والأمنية، من خلال الاستعانة بآليات وتجهيزات المؤسسات الخاصة التي لم تتخلف حسبه، عن تلبية الدعوة حفاظا على حياة المواطنين والمنشآت من أي طارئ أثناء تساقط الأمطار. وتستهدف العملية المجاري المائية التي تهدد التجمعات العمرانية عبر 8 بلديات مصنفة كمناطق فيضية ونقاط سوداء لتراكم المياه، ويتعلق الأمر بالطارف، القالة، عين العسل، الشط، البسباس، بوثلجة، عصفور وبحيرة الطيور، كما أحصت مصالح الموارد المائية حسب المدير، نقاط أخرى للمجاري التي تعبر الوسط الحضري وشبه الحضري والريفي، قصد حماية السكان والبنية التحتية. وتُصنَّف الطارف كولاية فيضية مهددة بخطر الفيضانات بالنظر لكمية الأمطار الهائلة المتساقطة عليها والتي تتراوح بين 1200 و1800 ملم، ما يجعلها المنطقة الثانية وطنيا بعد ولاية جيجل من ناحية نسبة تهاطل الأمطار التي عادة ما تخلف وراءها في المواسم الشتوية، أضرارا وخسائر مادية وبشرية، رغم الإجراءات الاحترازية المتخذة لمجابهة المشكلة، من خلال جهر الأودية والمجاري وربط التجمعات بالشبكات وصيانتها وتجديدها.وأعلنت المصالح المعنية، عن وضع مخطط استعجالي تحسبا للموسم الشتوي ومجابهة الفيضانات، حيث يشمل تدخلات مختلف المصالح من منتخبين وقطاعات ومتعاملين وحتى فعاليات المجتمع المدني التي دعاها مدير الموارد المائية إلى المرافقة وذلك بالتبليغ عن النقاط السوداء التي قد يحدق بها خطر الفيضانات، زيادة على وضع برنامج بالتنسيق مع ديوان التطهير والبلديات يخص جهر الشبكات والبالوعات، والقيام ببعض العمليات التي ترمي لتجنب كوارث الفيضانات، وتنظيف الأودية الرئيسية التي تتطلب في الأساس مبالغ مالية لصيانتها. من جهة أخرى، أكدت بعض الجمعيات وممثلي المجتمع المدني، تسجيل تأخر للبلديات في القيام بعملية جهر وتنظيف مختلف الشبكات والبالوعات التي توجد في حالة مزرية، أمام انسدادها وتراكم النفايات والأتربة والأوساخ بها، ما يتسبب في تشكل السيول خلال تساقط الأمطار، وهي عمليات كان من الأجدر حسب محدثينا، القيام بها في فصل الصيف تحسبا للموسم الشتوي. وشرعت مصالح الأمن يوم الخميس، بالتنسيق مع البلدية، في حملة تنظيف وجهر لمختلف الشبكات انطلاقا من عاصمة الولاية، حيث جندت لها كل الوسائل.