احتجاجات لقاطني البيوت الهشة للمطالبة بالترحيل عاشت مدينة عنابة طيلة أول أمس الخميس على وقع حركة إحتجاجية قام بها المئات من قاطني البنايات الهشة و السكنات المهددة بالإنهيار في العديد من أحياء عاصمة الولاية، إضافة إلى سكان القصدير بضاحية بوخضرة بلدية البوني ، و الذين عبروا عن تذمرهم الكبير من الظروف التي يعيشون فيها، مطالبين والي الولاية بالتدخل لدى مصالح الدوائر من أجل دفعها إلى إتخاذ إجراءات كفيلة بتعليق القوائم التي كانت قد أفرجت عنها منذ أسابيع، و التي تم إدراجها في إطار برنامج القضاء على السكن الهش، و المحتجون كانوا خارج هذه القوائم المحتجون و الذين ينحدرون من أحياء السهل الغربي، " البلاص دارم "، بني محافر، سيدي حرب و بوزراد حسين إعتصموا أمام مقر دائرة عنابة، و طالبوا بضرورة إلغاء القوائم التي خصصتها مصالح الدائرة للأحياء التي يقيمون فيها، مؤكدين على أن عدم إدراجهم ضمن الحصة الإجمالية التي تضمنت 1960 وحدة سكنية مخصصة لعاصمة الولاية يعتبر إجحافا كبيرا في حق عائلات ظلت تنتظر لسنوات طويلة الترحيل من بنايات جدرانها و أسقفها عرضة للإنهيار في أية لحظة إلى سكنات إجتماعية جديدة، و أوضحوا بأن معظم القوائم تم ضبطها دون إستشارة لجان الأحياء، مما فسح المجال لإدراج أشخاص ليسوا الأجدر بالإستفادة من السكن، لأن بعض أصحاب السكنات الآيلة للإنهيار كانوا قد إستفادوا في الحصة الأولى التي كانت قد وجهت لبلدية عنابة، لكنهم قاموا بالموازاة مع ذلك ببيع شققهم لعائلات أخرى، الأمر الذين جعل المحتجين يتمسكون بمطلب التحقيق الميداني المعمق في مختلف القوائم. هذه الحركة الإحتجاجية جاءت على خلفية قيام مصالح ديوان الترقية و التسيير العقاري يوم الأربعاء الفارط بالتنسيق مع دائرة عنابة بعملية ترحيل مست 427 عائلة إستفادت ضمن الحصة الإجمالية لعاصمة الولاية من سكنات إجتماعية جديدة في إطار برنامج القضاء على السكن الهش ، ما دفع بالمئات من قاطني البيوت الهشة و القصديرية بأحياء السهل الغربي، بني محافر، سيدي حرب و بوزراد حسين ينتقلون بحركتهم الإحتجاجية إلى البوابة الرئيسية لمقر الولاية، أين أقدم بعضهم على غلق الطريق المؤدي إلى وسط المدينة إنطلاقا من مقر الولاية بإتجاه ساحة الثورة عبر العديد من المسالك الفرعية، المحاذية لملعب العقيد شابو عبد القادر. إلى ذلك فقد تواصلت الإحتجاجات على قائمة السكن على مستوى دائرة البوني للأسبوع الثاني على التوالي، حيث قام المئات من أرباب العائلات بحركة إحتجاجية أمام المدخل الرئيسي لمقر الولاية مطالبين بضرورة تدخل الوالي من أجل إتخاذ إجراءات كفيلة بإلغاء قائمة المستفيدين من حصة إجمالية ضمت 1195 مستفيدا من سكنات إجتماعية جديدة، و هي القائمة التي تم تخصيصها لطالبي السكن بضاحية بوخضرة، حيث أكد المحتجون على وجود أشخاص ضمن القائمة إستفادوا بطرق غير قانونية، مما دفعهم إلى المطالبة بإيفاد لجنة تحقيق في القائمة المفرج عنها، و اللجوء إلى القيام بتحريات ميدانية بخصوص الوضعية التي يعيشها المئات من المدرجين ضمن القائمة التي ضبطتها مصالح الدائرة، و مقارنتها بالظروف المزرية التي تعيش فيها المئات من العائلات في بيوت قصديرية لا تقوى جدرانها و أسقفها على مقاومة الأمطار الغزيرة في الشتاء، و لا أشعة الشمس في فصل الصيف، معتبرين أنفسهم الأحق في الإستفادة من سكنات إجتماعية في هذه الفترة. ص / فرطاس منتخبون بالمجلس الولائي يتهمون أطرافا خفية بتحريك موجة الإحتجاجات على السكن بعنابة وجه أعضاء بالمجلس الشعبي الولائي بعنابة في ختام أشغال الدورة العادية للمجلس المنعقدة في نهاية الأسبوع أصابع الإتهام لأطراف خفية ومجهولة بتحريك موجة الإحتجاجات على قوائم المستفيدين من السكن في إطار حصة الولاية من برنامج القضاء على السكنات الهشة و البيوت القصديرية، لأن الإحتجاجات على قوائم السكن أصبحت تشكل ديكورا يوميا يصنعه مئات المواطنين أمام البوابة الرئيسية لمقر الولاية، و هو أمر إعتبره بعض المنتخبين عملية مخطط لها من طرف جهات خفية تعمل على تحريض المواطنين المقصيين من القوائم السكنية المفرج عنها من طرف مصالح دوائر عنابة ، الحجار و البوني ، و ذلك بدفعهم إلى التجمهر والاعتصام اليومي أمام مقرات الدوائر ومبنى الولاية. و في هذا السياق أكد بعض أعضاء المجلس الولائي في مداخلاتهم بشأن هذه القضية على ضرورة القيام بعمل توعوي و تحسيسي في أوساط السكان قبيل الإفراج عن كل قائمة سكنية، و هذا بالتنسيق بين مصالح البلديات و لجان الأحياء و المجتمع المدني ، سيما و أن ولاية عنابة عرفت تحرك وتيرة إنجاز المشاريع السكنية في السنوات الأربع الأخيرة، و البرنامج سيتواصل خلال الخماسي الجاري، بعد تسجيل العديد من العمليات إثر الموافقة على إختيار منطقة وادي العنب كقطب جديد لتوسع العمراني و الحضري، و لو أن أحد الأعضاء أشار في الكلمة التي ألقاها بالمناسبة إلى أن الولاية لم تستفد مند نحو 10 سنوات من حصة معتبرة من السكن ، الأمر الذي جعل الطلب يتزايد بشكل كبير، لكن تفعيل وتيرة الإنجاز مكن بلدية عنابة من الإستفادة من حوالي 2000 شقة سكنية خصصت للقضاء على السكن الهش و البيوت القصديرية المنتشرة بأحياء المدينة على غرار البلاص دارم، لاكولون،سيدي حرب، بوزراد حسين، طاحونة كوكي، بوحديد و الفخارين وغيرها . هذا و أرجع نائب رئيس المجلس محمد الهادي التبسي تفاقم الظاهرة إلى ضعف الوسطاء سواء كانوا منتخبين آو إداريين، مما تسبب في تزايد الإحتجاجات، بالإضافة إلى تفاقم أزمة السكن منذ سنوات طويلة بسبب إرتفاع عدد الطلبات، في الوقت الذي اعتبر فيه أحد الأعضاء عن كتلة " الأفانا" الاحتجاجات أمرا عاديا بالنظر إلى الإستراتيجية التي إنتهجتها للسلطات الولائية في توزيع حصة 1960 مسكن اجتماعي والتي مست جميع الأحياء ببلدية عنابة، لأن الإفراج عن القوائم على دفعات و حسب التوزيع الإقليمي التي تم إعتماده سمح بتوضيح الرؤية على مستوى كل حي ، بينما أكد منتخب عن كتلة الإصلاح بأن حل أزمة السكن بالولاية يمر عبر شرط أساسي يتمثل في منح المرقيين العقاريين الخواص الفرصة لانجاز مشاريع سكنية ، بالمدينةالجديدة بذراع الريش ، وذلك في محاولة لتدارك التأخر المسجل في إنجاز المشاريع السكنية، و بالمرة محاولة الإستجابة لأكبر عدد ممكن من الطلبات على السكن، و التي تتزايد من سنة إلى أخرى ، بالإضافة إلى تعجيل عمليات دراسة ملفات طالبي السكن بمجرد إيداعها لدى المصالح المختصة، وعدم تركها رهينة الأدراج لسنوات طويلة.