قال رئيس جبهة المستقبل عبد العزيز بلعيد، أمس من سكيكدة، أن المسؤولية صعبة جدا والجزائر محتاجة اليوم إلى وقوف كل أبنائها كجدار حصين لمنع انهيار مؤسسات الجمهورية، مضيفا أن البرلمان ليس لعبة بل هو مواقف وتشريع، والوصول إليه يعني الوقوف في وجه من لا يرضى الخير للجزائر، و أكد بعنابة، على أهمية عودة الثقة بين الحاكم والمحكوم لبناء دولة المؤسسات، قائلا « الانطلاقة نحو التغيير بدأت ببناء مؤسسة رئاسة الجمهورية، و الآن نحن ذاهبون إلى مؤسسة مهمة جدا، لا تقل أهمية عن المؤسسة الأولى، وهي المؤسسة التشريعية، للخروج بحكومة قوية. و أوضح بلعيد في تجمع شعبي نشطه مساء أمس بدار الثقافة محمد سراج بمدينة سكيكدة، أنه لأول مرة يلاحظ انتخابات تشريعية فيها تهافت كبير من الناس رغبة في الترشح للظفر بمقعد في البرلمان، متسائلا : هل حقيقة هؤلاء النواب ترشحوا من أجل أن يمنحوا ويقدموا الإضافة للبلاد ويساهموا في البناء والتشييد و العطاء، أم أنهم ترشحوا من أجل التفاخر في البرلمان ومن أجل الأجر المرتفع والتمتع بالحصانة ؟ معتبرا أن البرلمان ليس لعبة أو قوتا بل هو مواقف وتشريع وهو الوقوف في وجه كل من لا يرضى الخير للجزائر. ووصف بلعيد المسؤولية في هذه المؤسسة بالكبيرة وخاصة في هذا الظرف الصعب، محملا الشعب برمته مسؤولية الوضع الذي تعيشه البلاد على الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث أن الشعب مطالب، حسبه، بأن يتولى إيجاد الحلول وليس الحكومة أو رئيس الجمهورية، قبل أن يؤكد أن الديمقراطية التي لا توحد الجزائر أو توفر الشغل و السكن للجزائري ليست بديمقراطية، بل نؤمن، مثلما قال، بالديمقراطية التي توحد وتصون وحدة الجزائر وعاداتها وتقاليدها وأخلاقنا وتجعلنا نحب بعضنا البعض وتجعل كل واحد يحس بالأمن والأمان في البلاد التي تزرع الثقة بين الحاكم والمحكوم.وأوضح رئيس جبهة المستقبل أن الجزائر مهددة اليوم في كيانها وفي مؤسساتها ووحدتها، محذرا من «أولئك الذين يخرجون للحراك الشعبي يومي الجمعة والثلاثاء، باسم أن يحرروا الجزائر من الفساد»، وكذا «الأبواق التي تتلكم من الداخل والخارج وكأنها حامية الديمقراطية في الجزائر». وتحدث بلعيد عن ولاية سكيكدة بالتأكيد أنها ولاية تحتاج إلى ترميم حقيقي وإلى منتخبين ليس فقط على مستوى البرلمان وإنما بالمجالس المختلفة، معددا المقومات التي تزخر بها الولاية في مختلف المجالات، مختتما تجمعه بالقول أنه على الشعب أن يختار أحسن الرجال والنساء من مرشحي مختلف الأحزاب والقوائم الحرة لبناء برلمان قوي بأبناء الوطن وخريجي المدراس الجزائرية. وأوضح بلعيد لدى تنشيطه تجمعا شعبيا، بدار الثقافة والفنون محمد بوضياف بعنابة، بأن هذه الانتخابات سيتحمل الشعب مسؤوليته فيها، والصناديق ستفرز إطارات في المستوى، تلبي طموح أبناء الوطن، متمنيا بروز نواب من كل التيارات وحتى الأحزاب، يكونون في مستوى التطلعات وطموحات الجزائر المستقبلية، وأضاف رئيس حزب جبهة المستقبل « لا يمكن بناء جزائر جديدة، بالخطابات والتمنيات، نبنيها بالعمل وتغيير الدهنيات والممارسات، نبنيها بأساليب جديدة والحكم الراشد والذكي، و بجعل كل مواطن يفتخر بأنه جزائري ينتمي إلى هذا الوطن الذي ضحى عليه مليون ونصف من الشهداء». وشدد بلعيد بأن الانتخابات التشريعية، هي فرصة لتعبير الناخبين عن آرائهم وطموحاتهم ومن يمثلهم في البرلمان، مشيرا إلى أن الانتخابات التي كانت تجري في الفترة السابقة، تقريبا تكون لكسب جزء من الشرعية أمام الرأي العام، ولا تعبر عن الإرادة الحقيقية للشعب. ودعا بلعيد إلى ضرورة التنافس على البرامج وتقديم الحلول، ومنافسة سياسية نظيفة بدل خلق صراعات لا تخدم الوطن، الذي يحتاج حاليا، كما قال، لتضافر جهود الجميع لإخراجه من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشها، ولا يتحقق ذلك حسبه إلا بتحقيق إرادة الشعب في الحكم عن طريق مؤسسات منتخبة تكون شرعية. وركز على واقع ولاية عنابة بالقول «عنابة كانت لؤلؤة تستقطب السياح الأجانب وكل الناس كانوا يتعايشون في مدينة عنابة التي رحبت بالجميع، ولكن خلال 20 سنة دخلها فاسدون و مرتزقة، عاثوا فيها فسادا و أخذوا خيراتها «، وذكر المتحدث، بأن عنابة لم تعرف تقدما ولا منجزات لخلق مناصب الشغل.