استطاعت سلمى خليف، ابنة بلدية وادي الطاقة بولاية باتنة، أن تفتك المرتبة الأولى ولائيا في شهادة البكالوريا والثانية وطنيا في تخصصها هندسة الطرائق بمعدل 19.11 من 20 و هو المعدل الذي فتح لها باب الانضمام لأول دفعة بالمدرسة الوطنية المستحدثة، للذكاء الاصطناعي، لتواصل شق الطريق نحو حلمها في التألق في الفيزياء و كذا علم الفلك الذي يستهويها منذ صغرها، و ترجع سلمى في حوارها مع النصر، سر تفوقها إلى الاجتهاد و المثابرة و الجدية في التحضير، و التركيز على دراسة كافة المواد دون استثناء. rالنصر: تهانينا على تفوقك، هل توقعت الفوز بالمرتبة الأولى ولائيا و الثانية وطنيا؟ سلمى خليف: في البداية بودي أن أشكر جريدة النصر على هذه الالتفاتة، في ما يتعلق بالنتيجة التي حققتها في شهادة البكالوريا، في الحقيقة وعلى الرغم من تفوقي طيلة مساري الدراسي، إلا أنني لم أتوقع النجاح في البكالوريا بمعدل 19.11 من 20 و افتكاك المرتبة الأولى على مستوى ولاية باتنة و الثانية وطنيا في تخصصي، لهذا كانت فرحتي و فرحة أهلي كبيرة لا توصف. تفوّقت خلال كافة مراحل دراستي rما هو سر تفوق سلمى خليف؟ كما سبق وأن أشرت لك، في مساري الدراسي عبر مختلف المراحل، كنت أحقق نتائج ممتازة، و مراتب أولى، فقد حصلت على معدل 9.5 من 10 في شهادة التعليم الابتدائي، و معدل 18 من 20 في شهادة التعليم المتوسط. وحافظت على تفوقي إلى غاية شهادة البكالوريا، فكنت أحصل على معدل 18 من 20 خلال الامتحانات الثلاثية، و ما تحقيقي لمعدل 19.11 من 20 في شهادة البكالوريا، إلا تحصيل حاصل لجهودي طيلة السنة. يكمن سر تفوقي أولا في التوكل على الله سبحانه و تعالى، ثم الثقة في النفس، و الشغف بالدراسة وتلقي دروس في كافة المواد، بغض النظر عن العلامات التي أحصل عليها، إلى جانب حرصي على تنظيم وقتي. rهل هناك مادة معينة تحصلين فيها على نتائج ممتازة و ما هي المواد التي تفضلين؟ خلال تحضيري لاجتياز البكالوريا، لم أكن أركز على مادة على حساب أخرى، اجتهدت في مراجعة كافة المواد، سواء العلمية أو الأدبية. أما المواد التي تستهويني فهي الفيزياء و الكيمياء، منذ صغري، لهذا فأنا أطمح لمتابعة الدراسات العليا، لأصبح باحثة في مجال الفيزياء وعلم الفلك، كما يستهويني الأدب العربي و اللغة الإنجليزية. r كيف كان شعورك عندما علمت بأنك صاحبة المرتبة الأولى ولائيا؟ توجهت أنا وشقيقي يوم إعلان نتائج البكالوريا إلى الثانوية التي كنت أدرس بها و هي ثانوية الإخوة يلوز بوادي الطاقة، و عرفت أنني نجحت دون أن أعلم حينها بأنني الأولى ولائيا و ضمن الأوائل وطنيا، غمرني شعور لا يوصف، لدرجة أنني رحت أذرف الدموع طيلة المسافة بين المنزل والثانوية و عندما عدت لأخبر عائلتي و أهلي بنجاحي، زادت فرحتي فقد أخبرني بعض أقاربي أنني الأولى على مستوى الولاية. لم أتابع دروسا خصوصية r كيف كان تحضيرك للبكالوريا، وهل اعتمدت على الدروس الخصوصية؟ أؤكد مجددا أن سر تفوقي يكمن في التوكل على الله، و يرجع الفضل إلى عائلتي والطاقم التربوي بثانوية الإخوة يلوز الذي لم يبخل على و على زملائي بالمساعدة و المرافقة. أشكر كثيرا أساتذتي على وقوفهم إلى جانب التلاميذ الذين اجتازوا البكالوريا، فبفضلهم لم يكن هناك داع للاعتماد على الدروس الخصوصية، فقد استفدنا من الساعات الإضافية التي تطوع بعض الأساتذة بتقديمها لنا، منها دروس وتمارين الفيزياء التي كان يقدمها لنا الأستاذ مهداوي يوم الجمعة، فكانت بمثابة جرعات مهمة تحثنا على الاستيعاب أكثر. r هل أثر الانقطاع عن الدراسة بسبب كورونا في تحضيرك للامتحان و كيف قضيت تلك الفترة؟ صحيح وباء كورونا أثر على انطلاق موعد الدراسة منذ بداية الموسم، إلا أن ذلك لم يؤثر علي بتاتا، لقد بدأت التحضيرات بالموازاة مع انطلاق الدراسة، و كثفت جهودي مع اقتراب موعد امتحان البكالوريا، كما أنني لم أكن أسهر طويلا، و كنت أفضل النهوض في الصباح الباكر للتحضير للمواد التي تتطلب الحفظ. أحب الشعر و أكتبه r ماهي هواياتك و كيف تستغلين أوقات فراغك؟ منذ صغري يستهويني الشعر ، خاصة الشعر العربي القديم و كتبت أشعارا ذات حرف روي واحد. r حدثينا عن التخصص الذي اخترته في الجامعة؟ منذ صغري وأنا أهوى الفيزياء وعلم الفلك، لهذا سأواصل رحلة العلم لأحقق شغفي و حلمي و أنمي قدراتي، و أتمنى أن تقدم لي السلطات العليا للبلاد منحة لمواصلة دراستي بالخارج في التخصص الذي يستهويني و بإمكاني التفوق فيه، بعد تفكير طويل قررت اختيار الالتحاق بالمدرسة الوطنية العليا للذكاء الاصطناعي، خاصة و أن هذه المدرسة تفتح أبوابها لأول دفعة ، و يشرفني أن أكون ضمن هذه الدفعة و سأسعى لمواصلة الاجتهاد و التفوق إن شاء الله. r كلمة أخيرة؟ أتوجه بالشكر مجددا لجريدة النصر على التفاتتها ، و أشكر كل من كان ساندني من أفراد عائلتي و أساتذتي في ثانوية الإخوة يلوز لتحقيق النجاح، و أتمنى التوفيق لكافة الناجحين في شهادة البكالوريا، كما أدعو الذين لم يسعفهم الحظ إلى بذل مزيد من الجهد للنجاح في العام المقبل.