صادق أمس الأول الثلاثاء، المجلس الشعبي الولائي لولاية تبسة، على تخصيص مبلغ 10 ملايير سنتيم للتكفل بمرضى كوفيد 19، وتوفير المستلزمات الطبية اللازمة. جاء ذلك في دورة طارئة، كان قد دعا إليها المجلس الشعبي الولائي، جراء انتشار داء كورونا وخاصة الفيروس المتحور، حيث اقترحت لجنة المالية تخصيص 8 ملايير سنتيم كمساعدة لقطاع الصحة، على أن تقتطع من الميزانية الإضافية للولاية، وبعد مطالبة العديد من الأعضاء برفع المبلغ، تمت المصادقة على تقديم مبلغ في حدود 10 ملايير سنتيم. مدير الصحة بتسبة، سعيد بلعيد، قال في تقريره، بأنه تم تلقيح أكثر من 110 آلاف شخص ضد وباء كوفيد 19، بينهم 18 ألف شخص تلقوا الجرعة الثانية، مشيرا إلى خطورة الوضعية الوبائية بحيث سجلت الولاية في اليومين الأخيرين، 140 إصابة جديدة و45 وفاة. وأوضح المسؤول بأن شهر جويلية شهد تضاعف الحالات، بحيث سجلت به 1342 إصابة جديدة و127 وفاة، وكذلك استشفاء 669 شخصا، مع مواصلة 1198 مريضا علاجهم خارجا، مطمئنت بتوفر الأسرة إذ أن 298 سريرا فقط يتم شغلها حاليا، من مجموع 425 وفرها القطاع، غير أن هذا الفائض لن يكون له معنى، حسب مدير الصحة، في ظل الطلب المتزايد على مادة الأكسجين، إذ تتراوح كمية استهلاكها بين 7 آلاف و10 آلاف لتر يوميا. وذكّر بلعيد، بأن الولاية تدعمت بحصة 6 آلاف لتر من الأوكسجين بداية شهر أوت، وقال إن هذه الكمية في تناقص، بحيث يقدر المخزون الحالي بحوالي 7 آلاف لتر، وهو غير كاف بالنظر لتعداد المصابين يوميا، أما منسق اللجنة العلمية بمديرية الصحة الدكتور بشير جباري، فقد اقترح الغلق التام لمدينة الشريعة بالنظر للوضعية الوبائية الخطيرة، حفاظا على الأرواح البشرية، وأكد أن هذه البلدية تسجل يوميا بين 10 و15 إصابة جديدة ومعقدة، وبأن الوضع قد يخرج عن السيطرة، ما لم يتم اتخاذ تدابير استعجالية، وبرأي المتحدث، فإن الخطر لا يشكله المرضى المتواجدون في المستشفيات، بقدر ما يشكله المرضى الذين يرقدون في بيوتهم في انتظار طوابير التشخيص. والي تبسة محمد البركة داحاج، أشاد بجهود الأطقم الطبية مشددا على ضرورة احترام ما جاء في البروتوكول الصحي، والتقيد بإجراءات التباعد، بما يسمح بكسر سلسلة العدوى، وأضاف بأن الوفيات المسجلة في الأيام الأخيرة ليست كلها بسبب نقص مادة الأكسجين، مذكرا الجميع بأن تركيب الأجهزة المكثفة لمادة الأكسجين، قد يتطلب مدة شهرين، وخلال هذه الفترة يتعين على المواطن التبسي أخذ الحيطة والحذر. وقال الوالي إن مستشفيات الولاية لم تشهد انقطاعا كليا للأكسجين، ولكن الطلب على هذه المادة هو الذي عرف نوعا من الزيادة، مضيفا بأنه تم تزويد الولاية ب 6 آلاف لتر من الأكسجين بداية الشهر الجاري، بعد استحداث 4 أقطاب جهوية لتموين الولايات، كما نبه إلى أنه يجري، من حين لآخر اتصالات متكررة، مع العديد من الأطراف، قصد توفير المادة لمستشفيات الولاية، وتموين وحدات أخرى. وخلال أشغال الدورة، طالب منتخبون بتشديد الرقابة وفرض إجراءات الحجر الصحي، فيما دعا آخر إلى تشكيل خلية أزمة لتدارس الوضعية، والعمل على إشراك الجمعيات وأطياف المجتمع المدني فيها، بما يسمح بتجاوز هذا الظرف الصحي الصعب. وفي سياق متصل، أصدر والي تبسة قرارا بغلق 10 مساجد بالولاية، على خلفية عدم احترامها للبروتوكول الصحي، وذلك لمدة 10 أيام متتالية. من جهة أخرى، أصدرت بلدية الشريعة بيانا نفت فيه ما تم تداوله عن وفاة 20 شخصا مصابا بوباء كورونا "كوفيد 19" في المؤسسة العمومية الإستشفائية "محمد الشبوكي" بسبب نفاد مادة الأكسجين، حيث أكد "المير" أن الأمر يتعلق بشخص واحد توفي أثناء تحويله إلى مستشفى بئر العاتر. وذكر رئيس البلدية غريبي أحمد، أنه يعمل على توفير مادة الأكسجين في أقرب وقت ممكن، حيث أرسلت الولاية 30 قارورة أكسجين، و 10 أجهزة مكثفات، كما قام رفقة أعضاء من المجلس الشعبي البلدي ومواطنين بمرافقة من خارج مدينة الشريعة، لشاحنة ذات الصهريج محملة بالأكسجين والتعجيل بوصولها مبكرا، داعيا مواطني الشريعة إلى عدم الانسياق وراء الأخبار الكاذبة والإشاعات المغرضة.