شدد المختص في الصحة العمومية الدكتور امحمد كواش أمس على ضرورة الاستمرار في التقيد بالإجراءات الوقائية ضد فيروس كورونا، محذرا من اتخاذ استقرار الوضع الوبائي وتراجع مستوى العدوى، حجة للعودة إلى حالة التراخي التي قادتنا إلى الموجة الثالثة الناجمة عن الانتشار الواسع والسريع للمتحور دلتا. وأوضح الدكتور كواش في تصريح «للنصر» بأن الوضعية الصحية المريحة التي تعيشها البلاد، راجعة إلى نجاعة إجراءات الحجر الصحي، إلى جانب الالتزام بالتدابير الاحترازية من قبل المواطنين، بعد أن عاشوا تفاصيل الأزمة الصحية الناجمة عن ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة، التي أنهكت المؤسسات الاستشفائية والأطقم الطبية، وأدت إلى تسجيل عجز فادح في مادة الأوكسجين. ونبه المصدر المواطنين إلى ضرورة الحفاظ على نفس درجة الوعي، وجعل ارتداء القناع الواقي سلوكا يوميا لا ينبغي التخلي عنه إلى غاية الخروج تماما من الوضع الوبائي، وبلوغ الحالة صفر، مع الابتعاد تماما عن التجمعات الأسرية، وإحياء المناسبات العائلية، تفاديا للدخول في موجة رابعة قد تكون أخطر على فئتي الشباب والأطفال. وأيد المختص في الصحة العمومية استمرار الإجراء المتعلقة بغلق الحدود البرية والجوية والبحرية، وإخضاع الوافدين إلى أرض الوطن لتدابير صحية صارمة، موضحا بأن هذا القرار كان له دور هام في تفادي الوضعيات الصحية الصعبة التي عاشتها عديد الدول، وفي الحفاظ على المنظومة الصحية التي تمكنت بنجاح من تجاوز مرحلة جد حساسة، بفضل تضافر الجهود. وسجل المتحدث تراجعا كبيرا في الطلب على مادة الأوكسيجين، مرجعا بعض حالات النقص المسجلة في بعض الولايات إلى قضية تسيير وليس الوفرة، مؤكدا بأن الوصول إلى هذه المرحلة المريحة كان بفضل وعي المواطنين وتدابير الحجر الصحي، إلى جانب نجاعة حملة التلقيح التي ينبغي أن تظل مستمرة، وأن يقبل عليها المواطنون لتحقيق المناعة الجماعية. وأوضح الدكتور محمد كواش بالنسبة لقافلات التضامن التي تستهدف الولايات المتضررة من كارثة الحرائق، ومدى تأثيرها على الوضع الصحي، بأن التوافد الكبير والجماعي على المناطق التي مستها الكارثة من مختلف الولايات لم يؤزم الوضع الصحي، ولم يؤد إلى تضاعف في عدد الإصابات الجديدة، لأن العدوى بالمتحور دلتا تظهر في غضون أربعة إلى ستة أيام، عكس السلالة الأولى. وبحسب المتدخل فإن الوضع الصحي الصعب الذي عشناه مؤخرا، ينبغي أن يكون درسا للمواطنين الذين لا يأبهون بقرارات الحجر الصحي والتدابير الوقائية التي يوصي بها الإخصائيون لتفادي موجة جديدة، وتحضيرا للدخول الاجتماعي المقبل الذي لم يعد يفصل عنه سوى بضعة أيام فقط. ويؤكد المختص في الصحة العمومية بإن الإجراءات الوقائية تمنح حماية بنسبة 50 بالمائة من أخطار العدوى بالسلالات المتحورة، وتوفر النسبة المتبقية اللقاحات المختلفة المعتمدة من قبل وزارة الصحة لتحقيق المناعة الجماعية، وتحصين أكبر فئة من المجتمع ضد الفيروس. كما استبعد المتحدث عودة المنحنى الوبائي إلى التصاعد خلال الأيام القادمة، لأن الفيروس فقد المجال الذي ينمو ويتطور فيه، بفضل التقيد بالتدابير الصحية، متوقعا استمرار الانخفاض في أعداد الإصابة الجديدة، وتراجع للحالات الاستشفائية والمحالين على مصالح الإنعاش. ويؤكد الدكتور كواش بأن الأريحية التي أضحت تعيشها المستشفيات العمومية، شملت أيضا العيادات الخاصة التي أصبحت تستقبل يوميا أعدادا جد محدودة من المصابين بفيروس كورونا، وبأعراض غير معقدة عكس الأيام السابقة، آملا في أن يحافظ المواطنون على نفس مستوى الوعي لأن القادم قد يكون أخطر.