تراجعت أسعار اللحوم البيضاء بأسواق قسنطينة، خلال اليومين الأخيرين إثر مقاطعة المستهلكين بقوة لشراء هذه المادة، إذ تكبد تجار خسائر فادحة بسبب العزوف، كما يؤكد رئيس الفرع الوطني لمربي الدواجن، أن الأسعار ستنخفض أكثر بعد أسبوع حيث أن كميات معتبرة من الدواجن جاهزة للتسويق، فيما كثفت مديرية التجارة من الخرجات الرقابية لمنع تسويق اللحوم الفاسدة. وتراوحت أسعار الكيلوغرام من الدجاج بأسواق مدينة قسنطينة وعلي منجلي أمس، ما بين 410 و 430 دينار بعد أن لا مس قبل أيام سقف 500 دينار، وهو انخفاض يعود إلى تراجع ثمنه في سوق الجملة، حيث تم بيع الكيلوغرام أمس ب 320 دينار في حين بلغ ثمنه لدى المذابح ما بين 390 و 400 دينار . وتكبد أصحاب محلات قصابة، خسائر فادحة بسبب العزوف الكبير عن اقتنائه من طرف المستهلكين، حيث ذكر تاجر أنه اضطر إلى بيعها بالخسارة مخافة تعرضها إلى التلف، في حين تم رمي كميات معتبرة من أطراف الدجاج المجزئة التي تتلف بسرعة بسبب عدم اقتنائها من طرف المواطنين، فيما ذكر أن أعوان التجارة كثفوا من خرجاتهم الميدانية الرقابية لاسيما في النقاط، التي تباع فيها اللحوم البيضاء. وكثفت مديرية التجارة بقسنطينة من خرجاتها الميدانية إلى أسواق اللحوم البيضاء، حيث ذكر مفتش تجارة، أن الهدف من الدوريات هو منع بيع السلع غير الصالحة للاستهلاك البشري إذ أن الكثير من التجار يعمدون إلى بيع اللحوم الفاسدة بأسعار منخفضة في هذه الفترة التي تسجل ارتفاعا في الأسعار، كما تجدر الإشارة إلى ضبط ما يزيد عن 1.2 طن من الدجاج الفاسد بسوق بومزو بوسط المدينة. وأطلقت منظمات حماية المستهلك، حملة لمقاطعة شراء اللحوم البيضاء وهو ما لقي استجابة في أوساط المواطنين من مختلف الفئات الاجتماعية، إذ كانت جل المحلات والواجهات الخاصة ببيع الدواجن شبه شاغرة من الزبائن، حيث قال أحد التجار بأنه وفي حال استمرار الوضع القائم فإن جل الناشطين في السوق سيتعرضون إلى الإفلاس، إذ أكد أن المقاطعة أصبحت اليوم إجبارية وليست اختيارية نتيجة ارتفاع الأسعار.وذكر رئيس الفرع الوطني لمربي الدواجن، الشريف بوخريصة، أنه سجل انخفاض في الأسعار على المستوى الوطني، لكن ليس بالمستوى المطلوب من طرف المهنيين، حيث أن سعره في الجملة يجب ألا يتجاوز 280 دينار، حتى يصل إلى المستهلكين بثمن مقبول. ولفت المتحدث، إلى تراجع أسعار الصيصان أمس بمعدل 10 دينار وطنيا، مؤكدا أن الحل الآن يكمن في الفوترة والعودة إلى النظام الجبائي المطبق في هذا النشاط خلال سنوات الثمانينات، مؤكدا أنه وفي حال تطبيقه فإن فئة المضاربين ستختفي من السوق. وتابع بوخريصة، أن الأسعار ستعرف انخفاضا أكبر بعد أسبوع إذ سجل عودة المربين الصغار إلى النشاط، كما أن كميات معتبرة ستكون جاهزة للتسويق، مشيرا إلى أن التنظيم سيعقد اجتماعا الأسبوع المقبل، مع وزير الفلاحة وسيتم طرح كل الانشغالات والمشاكل التي تواجه هذا النشاط الذي يسجل حالة عدم استقرار منذ منتصف العام الماضي.