ارتفعت أسعار اللحوم البيضاء بأسواق التجزئة والجملة، و وصلت إلى مستويات قياسية وصل سعر الكيلوغرام من الدجاج إلى 440 دينارا وسط عزوف كبير عن اقتناء هذه المادة من طرف المواطنين، فيما أوعز المجلس الوطني لما بين المهن الارتفاع إلى تضاعف أسعار الأعلاف وتوقف أزيد من 50 بالمئة من المربين عن النشاط، إثر الخسائر التي تعرضوا إليها طيلة العامين الأخيرين. و وقفت النصر، عبر مختلف أسواق التجزئة بمدينتي قسنطينة وعلي منجلي خلال اليومين الأخيرين، على زيادة كبيرة في أسعار اللحوم البيضاء، فقد سجلت في أقل من 72 ساعة ارتفاعا ب 100 دينار إذ كان سعر الكيلوغرام من الدجاج لا يتعدى 340 دينارا قبل أن يصل إلى 440 دينارا، فيما أكد تجار تجزئة أنهم تفاجأوا مثل المستهلكين بهذا الارتفاع، الذي تسبب في عزوف كبير عن اقتناء اللحوم البيضاء. وأمام هذا الوضع، لجأ تجار إلى عدم إشهار الأسعار مخافة تسجيل عزوف أكبر من طرف الزبائن، فيما عمد غالبيتهم إلى بيع الدجاجة الواحدة مجزأة ، كما عرفت أسعار الأجنحة زيادة هي الأخرى إذ وصلت إلى 260 دينارا بعد أن كان ثمنها لا يتجاوز 140 دينارا، كما وصل ثمن الأفخاذ إلى 360 دينارا للكيلوغرام، فيما أبدى مواطنون تذمرهم الشديد جراء الوضع المسجل بالأسواق. وأكد تجار، أن المواطنين عزفوا حتى عن شراء الأفخاذ والأجنحة، وهو ما تسبب في تلفها، كما أشاروا إلى أن تسويقها بهذا الشكل مخالف للقوانين وقد يعرض بائعها إلى غرامة مالية أو غلق للمحل لما تشكله من خطر على الصحة العمومية، فيما لاحظنا أن سعر الشرائح قد تجاوز 800 دينار بعد أن كان لا يتخطى 600 دينار، أما الكبد فقد وصل إلى 900 دينار. وذكر تاجر جملة، أن السوق يعرف ندرة كبيرة في اللحوم البيضاء، إلى درجة أن تجارا من ولايات بالوسط قد لجأوا إلى شرق البلاد من أجل اقتنائها، حيث أشار إلى أن سعر الكيلوغرام من الدجاج الحي قد تجاوز أمس 320 دينارا ليصل لدى المذابح إلى 430 دينارا بسعر الجملة، مشيرا إلى أن الكثير من تجار التجزئة قد باعوه بثمن الجملة مخافة تعرض السلع إلى الكساد. وأكد تجار تجزئة، أن هامش ربحهم يتراوح بين 5 و 10 دنانير، وهو ما عرضهم إلى خسائر فادحة، مشيرين إلى أن الأسواق قد هجرها المواطنون منذ ارتفاع أسعار الخضر قبل 10 أيام، و زاد الأمر بحسبهم، حدة في اليومين الأخيرين، وهو ما وقفنا عليه خلال جولتنا بكل الأسواق إذ كانت الحركية بها ضئيلة جدا مقارنة ببقية الأيام. وأوضح رئيس فرع اللحوم البيضاء بالمجلس الوطني لما بين المهن، شريف بوخريصة، أن الارتفاع المسجل يعود إلى الغلاء الكبير في أسعار الأعلاف، حيث تضاعف ثمن القنطار من الذرة والصوجا من 5500 دينار إلى 12000 دينار، مشيرا إلى أن الوضع يعود إلى الارتفاع المسجل في الأسواق العالمية في هذين المادتين بسبب الندرة، إذ اشترت الصين جل المنتوج العالمي. وأبرز المتحدث، أن انخفاض أسعار صرف الدينار مقابل العملة الصعبة، كان له الأثر الكبير في هذه المشكلة، مشيرا إلى أن الحل يكمن حاليا في إلغاء الضريبة على القيمة المضافة على مستوردي الأعلاف والتي قد تمكن من خفض الأسعار إلى حدود 300 دينار. وأكد بوخريصة، أن أزيد من 50 بالمئة من المربين على المستوى الوطني قد توقفوا عن الإنتاج بسبب الخسائر التي تكبدوها خلال العامين الأخيرين، أين وصل الأمر بالمربي، مثلما قال، أن يشتري الصوص ب 90 دينارا ثم يبع الكيلوغرام بعد شهر ونصف أو شهرين ب 120 دينارا فقط، كما قدم مثالا عن مربي خسر عند تربيته ثم بيعه ل 5 آلاف صوص، أزيد من 800 مليون سنتيم دفعة واحدة وهو حال كل المشتغلين في هذا الميدان «الذين أثقلت الديون كاهلهم ومنهم من دخل السجن بسببها». وأشار بوخريصة، إلى أن الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين، قد حذر الوزارة الوصية من تبعات نفاد مخزون الأعلاف القديم قبل أزيد من شهر ونصف، كما أشار إلى أن المربين تحملوا العبء الاقتصادي للوباء لوحدهم، لكنهم اليوم غير قادرين على التحمل أكثر فقد امتنع كل الفاعلين من أصحاب الحاضنات وبائعي الأعلاف عن التعامل بالدين فكانت النتيجة، بحسبه، إفلاسا عاما دون استثناء. وتابع محدثنا، أن المجمع الوطني لتربية الدواجن يحوز على كميات معتبرة من هذه المادة، حيث سيتم ضخها في الأسواق قبل شهر رمضان لكسر الأسعار، كما أن ذات الهيئة اتفقت بحضور ممثلي مجلس ما بين المهن مع المربين الصغار عبر كل الولايات على دفع جزء من الديون مقابل تمويلهم بالأعلاف والدواء ومختلف المستلزمات من أجل العودة إلى النشاط. وأضاف بوخريصة، أن هذه الإجراءات قد تساهم في ضبط السوق بشكل مؤقت لكن لابد، مثلما قال، من إعادة تنظيم هذه الشعبة بالتنسيق مع المهنيين ومختلف الفاعلين، كما لفت إلى أن منتوج الأعلاف من دول أمريكا الجنوبية سيدخل الأسواق العالمية منتصف أفريل المقبل، وهو ما قد يساهم في القضاء على الندرة وانخفاض الأسعار. لقمان/ق