جدد مسؤولون محليون بولاية قسنطينة، طرح إشكال توفر المياه المخصصة للسقي الفلاحي، حيث بلغت نسبة المساحة المسقية 0.26 بالمئة من تلك الصالحة للزارعة، إضافة إلى ندرة تهاطل الأمطار، ما جعل الفلاحين يعملون في ظروف صعبة، فيما عُرِض على الوالي، مقترح باستغلال مياه الأودية وكذا رفع نسبة التزود من سد بني هارون من أجل مواجهة الجفاف. و عرض مسؤولون بالمصالح الفلاحية وكذا بالغرفة الفلاحية، أرقاما تخص المساحات المسقية، خلال إعطاء والي قسنطينة إشارة انطلاق حملة البذر والحرث، ببلدية مسعود بوجريو، أول أمس، حيث أشارت إلى أن أهم ما يواجهه المزارعون من عراقيل، هي نقص فادح في توفر مياه السقي. وحسب الأرقام المقدمة، فقد تم سقي مساحة 329 هكتارا خلال السنة الفلاحية 2020/2021، ما يعادل 0.26 بالمئة من المساحة الصالحة للزارعة في الولاية، وذكّر رئيس الغرفة الفلاحية بلبجاوي محمود، أن قسنطينة تضم حوض صرف تبلغ مساحته 1200 كيلومتر، ما جعلها تتميز بتوفر المياه السطحية للأودية، فيما بلغ عدد الحواجز المائية 20 ليست مهيأة كلها. أما في ما يخص المياه الجوفية فهي محدودة، فقد أكد المتحدث، أن بعض الفلاحين قاموا بعمليات حفر إلا أنهم وجدوا أن باطن الأرض جاف، وخاصة في المنطقة الشمالية، مضيفا أن نسبة المساحة المسقية بالضئيلة جدا. وقال رئيس الغرفة الفلاحية، إن ولاية قسنطينة تحتل الريادة في مجال إنتاج وتجميع الحبوب، إلا أنها تعتمد على الفلاحة المطرية في آخر سنتين، ما جعل المهنيين يعيشون ظروفا صعبة خلال مدة الجفاف والتي طالت كثيرا هذه المرة. و أكد المتحدث على ضرورة رفع الكميات التي تتزود بها الولاية من سد بني هارون، موضحا أنه طرح هذا الإشكال على مسؤولين محليين سابقين، حيث ذكر أن السد يقع في حدودها وتمر شبكاته داخل قسنطينة من أجل تموين ولايات أخرى، موضحا أن حصة قسنطينة من مياه بني هارون معتبرة إلا أن الكميات غير مخصصة للشرب، وغير صالحة للسقي، حسبه. كما اقترح بلبجاوي، باستغلال مياه الأودية من أجل السقي لإنتاج الأعلاف والنخالة، مطالبا بإجراء دراسات من أجل استعمال هذه المياه لمواصلة الريادة في إنتاج الحبوب و خفض الضغط عن الآبار. و اتفق والي قسنطينة، مسعود جاري، على شرعية هذه المطالب، معززا الانشغالات المطروحة، بتأكيده أن السقي يعتبر أساس تطوير الفلاحة، مضيفا أن نقص تهاطل الأمطار خلال آخر سنتين أثر على عدة ولايات من الناحية الفلاحية، ليتابع بأن بعض سكان الولايات المتضررة عانوا أيضا من نقص في توفر المياه الصالحة للشرب وهو ما لم يحدث في قسنطينة، بفضل مياه سد بني هارون. و أضاف المسؤول، أنه سيدرس اقتراح رفع كميات المياه التي تتزود بها الولاية من سد بني هارون، وخاصة من أجل دعم عمليات سقي الحبوب، و وعد أيضا بدراسة إمكانية استعمال مياه الأودية في بعض المنتجات التي لا تؤثر على المستهلك، مؤكدا أن قسنطينة رائدة في إنتاج الحبوب و وجب دعم هذا القطاع لتبقى في الصدارة. من جهة أخرى، عرض رئيس الغرفة الفلاحية، نقطة وصفها بالسابقة في تاريخ مصالحه، وتتمثل في إنشاء محطة تجارب في زراعة القمح والحبوب الشتوية بمنطقة بونوارة، مؤكدا أن التجربة انطلقت في آخر موسمين. و أضاف المتحدث، أن 549 فلاحا زاروا هذه المحطة، إضافة إلى آخرين قدموا من ولايات شرقية على غرار سوق أهراس و تبسة و ميلة و باتنة، حيث تلقى 347 منهم تكوينا في مختلف الاختصاصات.و قال بلبجاوي إن مهمة الغرفة الفلاحية، تتمثل في الإرشاد و التطوير، وتلقين المهنيين جزئيات و معلومات كانوا يجهلونها، و ذلك بهدف تحسين المنتجات و تنمية الفضول البنّاء و هو ما يساعد على التطور، كمنح معلومات عن طرق رفع المردودية و التعريف بالأمراض التي تصيب الحبوب و تؤدي إلى إتلافها وغيرها. و استحسن الوالي هذا الأمر، مؤكدا أن عالم الفلاحة تطور و الطرق التقليدية أصبحت من الماضي، مرحبا بعصرنة القطاع في قسنطينة، كما أعرب عن أمله في استعمال مواد و تقنيات تسمح للفلاح برفع مردودية الإنتاج، و دعا إلى مواكبة التطور و كل ما هو حديث من أجل تنمية هذا القطاع، الذي اعتبره من أولويات البرامج المستقبلية للحكومة.