أكد المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية البروفيسور عبد الوهاب بن خليف، أمس، أن زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى تونس في هذا الوقت مهمة جدا و ستكون لها انعكاسات إيجابية على العلاقات الثنائية ، مضيفا أن الجزائر تراهن كثيرا على الاستقرار السياسي والاقتصادي بالنسبة لتونس، ومن جانب آخر، أكد أن الجزائر انتقلت من الدبلوماسية الدفاعية إلى الدبلوماسية الهجومية، حيث تبادر اليوم إلى صنع الحدث والفعل. وأوضح المحلل السياسي والباحث في العلاقات الدولية البروفيسور عبد الوهاب بن خليف في تصريح للنصر، أمس، أن زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى تونس، تأتي في وقتها المناسب بالنظر إلى التطورات التي تعرفها المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل، على المستوى الأمني والسياسي. وأضاف أن العلاقات التي تربط بين الجزائروتونس قوية وأخوية وتراهن الجزائر كثيرا على تعزيز و تطوير العلاقات بين البلدين والوصول بها إلى مستويات متطورة، خاصة بعد تطبيع نظام المخزن مع الكيان الصهيوني، سيما وأن هذا التطبيع لم يكن سياسيا ودبلوماسيا وإنما بلغ مستوى خطير بالنظر للاتفاقيات الأمنية والعسكرية التي تم توقيعها بين المغرب والكيان الصهيوني. وأكد الباحث أن تونس تعد عمقا استراتيجيا للجزائر و أن أمن الجزائر هو من أمن تونس ، معتبرا أن زيارة رئيس الجمهورية لتونس في هذا التوقيت بالذات مهمة جدا، لأنها ستكون لها انعكاسات إيجابية على العلاقات الثنائية والعلاقات المغاربية، لأن الجزائر اليوم تحاول أن تحسن علاقاتها أكثر مع تونس ومع موريتانيا ومالي والنيجر ومع محيطها الإقليمي في انتظار حل الأزمة الليبية، حيث ترمي الجزائر بكل ثقلها لحل هذه الأزمة ، مشيرا إلى محاولة تقريب وجهات النظر أكثر بين الجزائروتونس ودول أخرى في المنطقة لحل الأزمة الليبية. واعتبر الباحث في العلاقات الدولية، أن العلاقات الجزائريةالتونسية على المستوى السياسي هي في أحسن ما يكون ، كما أن هناك علاقات اقتصادية قوية بين البلدين، لكن ليست في مستوى تطلعات الشعبين ومن هذا الباب تراهن كل من الجزائروتونس على تكثيف العلاقات الاقتصادية أكثر وجعلها أكثر تكاملا و أكثر اندماجا، خاصة على مستوى المناطق الحدودية التي تربط بين البلدين، لتحسين مستوى هذه المناطق والحيلولة دون تسلل الجماعات الإرهابية وغيرها. وأكد في هذا السياق، أن الاهتمام بالجانب الاقتصادي والتنموي في المناطق الحدودية بين الجزائروتونس، سيحل الكثير من المشاكل الأمنية الموجودة على الحدود بين البلدين وإن كانت قليلة. وأضاف قائلا: إن الجزائر تنظر إلى هذه الزيارة على أنها مناسبة لتنمية المناطق الحدودية ، لتفادي الانزلاقات الأمنية وما يشبه ذلك ، سواء الإرهاب أو الجريمة المنظمة. كما أشار الباحث، إلى أن تونس تعيش خلال الأشهر القليلة الماضية، أزمة سياسية كبيرة وبالتالي الجزائر تحاول أن تساعد تونس سياسيا واقتصاديا، لكي تقوي من تواجدها في الساحة المغاربية والعربية ومن هذا المنطلق، الجزائر تراهن كثيرا على الاستقرار السياسي والاقتصادي بالنسبة لتونس، لأن العلاقات الجزائريةالتونسية هي أكثر من علاقات عربية عربية أو علاقات أخوية، هي علاقات بين جارين تربطهما حدود كبيرة وهناك علاقات اجتماعية متشابكة بين الشعبين. ومن بين العوامل التي دفعت بهذه الزيارة كذلك ،- كما أضاف-، أن الجزائر مقبلة في شهر مارس المقبل على عقد قمة عربية مهمة جدا تأتي في وقت صعب وحساس جدا بالنظر إلى عمليات التطبيع التي باشرتها دول عربية مع الكيان الصهيوني و أيضا العلاقات العربية العربية، تعرف مشاكل كبيرة على مستوى العلاقات الثنائية بين الدول العربية وتحاول الجزائر أن تخفف على الأقل من هذه الأزمات والخلافات السياسية بين الدول العربية وكذلك لكي تعطي دفعة قوية للقضية الفلسطينية، لأنها هي القضية المركزية ، وفي هذا الاطار تحاول أن تكسب الكثير من الدول في صفها لتكون قرارات ومخرجات هذه القمة قوية . كما أكد المحلل السياسي ، أن الجزائر انتقلت من الدبلوماسية الدفاعية إلى الدبلوماسية الهجومية، موضحا أنه بعدما كانت الدبلوماسية الجزائرية خلال السنوات الماضية عبارة عن ردود فعل تجاه أزمات ، اليوم الجزائر هي التي تبادر إلى صنع الحدث والفعل. وأضاف في السياق ذاته، أن القيادة الجزائرية وصلت إلى قناعة، أنه من الضروري أن تلعب الجزائر دورا كبيرا إقليميا وحتى دوليا، لأن الجزائر دولة كبيرة بجغرافيتها وشعبها وتاريخها الحافل بالإنجازات والنضالات و من هذا المنطلق، ستكون الجزائر مستقبلا حاضرة في جميع المحافل الدولية ولها كلمة، سواء على المستوى الإقليمي المغاربي أو العربي وحتى الإفريقي والدولي.