تحالف إسلامي جديد بين حمس، النهضة والإصلاح تتجه الأحزاب الإسلامية الثلاثة حركة مجتمع السلم، النهضة والإصلاح الوطني التي أعلنت قبل يومين عن اتفاق لدخول الانتخابات التشريعية المقبلة بقوائم مشتركة نحو التوقيع على بروتوكل خاص لهذا الغرض قبل نهاية الشهر الجاري أو بداية مارس الداخل، وأبقت الباب مفتوحا لأحزاب وفعاليات وشخصيات أخرى للالتحاق بهذا التحالف الجديد. أكد محمد حديبي عضو المكتب الوطني لحركة النهضة أن الاتفاق الذي تم الإعلان عنه أول أمس بين الأحزاب الإسلامية الثلاثة سيتوج في الأيام القليلة المقبلة بالتوقيع العلني على "بروتوكول" يوثق ما تم الاتفاق عليه، وأوضح المتحدث في تصريح ل"النصر" أمس انه بعد أن تكمل اللجان التقنية أشغالها سيتم تقديم أرضية سياسية تبين كيف تتم هذه العملية، وبعدها يتم التوقيع على بروتوكول خاص بين قادة الأحزاب الثلاثة حول التحالف المعلن عنه. وأضاف حديبي أن الاتفاق بين الأحزاب الثلاثة يخص في المرحلة الأولى توحيد القوائم في الانتخابات التشريعية المقبلة فقط، وهو ما تم الاتفاق عليه لحد الآن ولم يتم التطرق لما بعد ذلك، لكنه لم يستبعد تطوير هذا التحالف في المستقبل إذا ما أعطت العملية نتائج جيدة في الميدان، مشيرا أن قوائم الأحزاب الثلاثة ستكون مفتوحة لجميع الكفاءات الإسلامية من أي جهة كانت ولكل من يرغب في الدخول ضمنها. وعما إذا كانت خشية الأحزاب الثلاثة من عدم الحصول على نتائج جيدة في الاستحقاق الانتخابي المقبل هي الدافع الحقيقي لمثل هذا الاتفاق رد محدثنا قائلا" نسبة المشاركة الضعيفة في مثل هذه المواعيد تبعث على القلق، يضاف إليها عدم جدية الإدارة في ضمان انتخابات نزيهة ونظيفة هما السببان الرئيسيان اللذان دفعانا إلى إنشاء مثل هذا التحالف من اجل مواجهة التزوير". وتطرق حديبي بالطبع إلى مسألة مراقبة العملية الانتخابية موضحا انه يمثل هذا الاتفاق يمكننا تغطية جميع مكاتب الاقتراع بمراقبين، لأنه من غير ذلك حتى حزب جبهة التحرير الوطني لا يمكنه تغطية جميع المكاتب على المستوى الوطني. أما بشأن التحاق أحزاب إسلامية أخرى بهذا التحالف وعما إذا كانت الأحزاب الثلاثة قد وجهت الدعوة لأطراف أخرى للالتحاق بها فقد قال عضو المكتب الوطني لحركة النهضة انه يستبشر خيرا، وانه كانت ولا تزال هناك اتصالات مع أحزاب أخرى ذات توجه إسلامي من اجل الانضمام لهذا التحالف قصد توحيد الجهود خلال الانتخابات التشريعية المقبلة والوقوف صفا واحدا. من جهته قال مصدر قيادي من حركة الإصلاح الوطني أن قيادات الأحزاب الثلاثة التقت قبل ثلاثة أيام في اجتماع لهذا الغرض واتفقت من حيث المبدأ على توحيد قوائم المرشحين خلال الانتخابات، وهو مطلب كل أنصار التيار الإسلامي والباب مفتوح لكل من يرغب في الالتحاق، مشيرا إلى انه وان تم الاتفاق بين الأحزاب الثلاثة على هذا التوجه إلا أن القرار الأخير يعود للمجلس الشوري، كما أوضح أنه تم توجيه الدعوة أيضا لجبهة التغيير التي لم ترد لحد الآن. ونشير أن قادة الأحزاب الثلاثة المذكورة أبو جرة سلطاني، فاتح ربيعي وحملاوي عكوشي كانوا قد توصلوا قبل ثلاثة أيام لاتفاق يقضي بتوحيد قوائم في الانتخابات التشريعية للعاشر ماي المقبل، والعمل على إنشاء كتلة موحدة من النواب داخل المجلس الشعبي الوطني المقبل حتى تتمكن من طرح أفكارها بقوة بخصوص تعديل الدستور وأمور أخرى في المستقبل، وسيتم الاتفاق على طريقة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في الأيام القليلة المقبلة، حيث كلفت لجان تقنية بالاشتغال على هذا الملف.وتحيل قراءة أولية للتحالف الإسلامي الجديد إلى أن الأحزاب الثلاثة المعنية متخوفة جدا من الانتخابات المقبلة، فالنهضة وحركة الإصلاح الوطني لا يملكان قاعدة واسعة تمكنهما من كسب عدد معتبر من المقاعد وقد أثبتت تجربة 2007 ذلك خاصة مع دخول غريمهم جاب الله المعركة، أما حركة مجتمع السلم فهي متخوفة جدا وربما أكثر منهم كون قاعدتها التي سارت عليها لمدة 15 سنة أصبحت اليوم منشطرة وجزء كبير منها سيذهب لجبهة التغيير التي أسسها المنشق عنها عبد المجيد مناصرة، فضلا عن دخول عبد الله جاب الله وجزء من حركة الإصلاح الوطني معركة الانتخابات تحت راية واحدة ما قد يؤدي في النهاية إلى تفرق أصوات التيار الإسلامي بينه وبين مناصرة الشيء الذي تتخوف منه جماعة "حمس" بجدية.