ميلاد حلف إسلامي بدون جاب الله أعلنت أمس كل من حركة النهضة و حمس عن موافقتهما الرسمية للانضمام إلى التكتل الإسلامي الذي يضم، أيضا، حركة الإصلاح التي تزعم عضوها القيادي عزالدين جرافة مبادرة جمع شتات الإسلاميين، وأبقى الحلف الباب مفتوحا للإسلاميين للانضمام إلى هذه المبادرة التي يغيب عنها عبد الله جاب الله، وكذا جبهة التغيير التي يقودها عبد المجيد مناصرة والتي رفضت الانضمام إلى أي تكتل إسلامي تكون حمس طرفا فيه في وقت أبدت استعدادها للتحالف مع جاب الله. و تم التأكيد في بيانين منفصلين للنهضة و حمس اللذين عقدا اجتماعين لمجلسي الشورى بغرض البت في التحالف، أن التكتل سيدخل التشريعيات بقوائم موحدة، وأعلن أمس أبوجرة سلطاني أن التوقيع على بروتوكول التحالف سيتم في الأيام القليلة القادمة، و بذلك يكون زعيم حمس قد استبدل حلفا بحلف بعد خروجه من التحالف الرئاسي الذي كان يضم الأفلان و الأرندي. وصعدت التشكيلات الإسلامية من لهجتها في حملة مبكرة، حيث لا يمر يوم إلا ويعلن قادتها أن التشريعيات القادمة ستكون من نصيبهم إذا كانت الانتخابات نزيهة، كما كرر قادة هذه الأحزاب مطالبتهم بضمانات إضافية وضاعفوا انتقاداتهم للحكومة التي طالبوا في وقت سابق برحيلها، قبل أن يحسم رئيس الجمهورية بالابقاء على حكومة أويحيى . ويحاول الاسلاميون الجزائريون تكرار ما فعله "إخوانهم" في كل من مصر وتونس والمغرب، حتى وإن كانت بعض الأوساط تدفع بأطروحة اختلاف التجربة الجزائرية، في صورة وزير الداخلية الذي استبعد فوز الاسلاميين بالأغلبية واستبعد حتى تحالفهم ، بحجة أن الزعامة ستفرق ما يجمعه التوجه. وكذا الأمين العام للأفلان عبد العزيز بلخادم الذي قلل من احتمالات حدوث اجتياح إسلامي، أو لويزة حنون التي اتهمتهم صراحة بالعمالة لأمريكا و قطر وتركيا وانخراطهم في أجندة تخدم المصالح الأمريكية في العالم العربي، إلى درجة أن زعيمة حزب العمال دعت إسلاميي الجزائر إلى توضيح موقفهم من التطبيع، بعدما سجلت تحولا في مواقف الأحزاب الاسلامية التي وصلت إلى السلطة في العالم العربي من الدولة العبرية. وتساءلت حنون عن سر تردد زعماء هذه الأحزاب على السفارة الأمريكية وسر زياراتهم لقطر. ما جعلهم يحاولون دفع تهمة "الأمركة" ووجدوا في تصريحات هيلاري كلينتون في الجزائر خير سند، حيث استغل أمس أبو جرة سلطاني تصريحات رئيسة الديبلوماسية الأمريكية التي نفت فيها تمويل بلادها لأحزاب إسلامية بالقول أن هيلاري وضعت حجرا في فم الذين يتهموننا. وحتى وإن كان من السابق لأوانه الحديث عن نجاح أو فشل التكتل الإسلامي الجديد، خصوصا وإن إعداد قوائم مشتركة ليس بالأمر الهين داخل تشكيلة سياسية واحدة فما بالك بين عدة تشكيلات، حيث كانت القوائم الانتخابية عادة سببا في الانشقاقات داخل الأحزاب الجزائرية، فإن المؤكد أن الاسلاميين سيدخلون الانتخابات من أبواب متفرقة، إذ لا يمكن تصور تحالف مستقبلي بين هذا التكتل وجبهة التنمية والعدالة، خصوصا و أن سياسة المشاركة التي انتهجتها كل من حمس والنهضة ستلعب انتخابيا لصالح جاب الله الذي يمشي واثق الخطوة ويقول أنه ليس لديه شك..هذه المرة. ولا يتردّد مراقبون في القول أن الحلف الثلاثي و إن حمل شعار جمع التيار الاسلامي فإن باطنه الخوف من جاب الله الذي ينهض من الرماد للمرة الثالثة.