ثلاثة أحزاب إسلامية قررت أن تدخل الانتخابات بقوائم موحدة، وحمس التي سعت إلى تشكيل تحالف إسلامي يكون بديلا عن التحالف الرئاسي الذي غادرته قبل أقل من شهرين لم تجد إلا حركتي النهضة والإصلاح لإعطاء الانطباع بأن الأمر يتعلق بتحالف إسلامي. دون الإساءة إلى أحد يجب القول أن النهضة والإصلاح لا يمثلان شيئا على الأرض، وحركة حمس تعرف أنها لا تستطيع الذهاب بعيدا في هذه الانتخابات إن هي سارت وحيدة، والحليفان الآخران يدركان أن المبادرة بالانضمام إلى تحالف إسلامي، أو حتى غير إسلامي، هو الضامن الوحيد للبقاء على الساحة السياسية لأن الانتخابات القادمة ستحدد من هو جدير بالبقاء من بين الأحزاب. هذا يعني أن أهداف الحلفاء متباينة، والذي كانت تقصده حمس أولا هو التحالف مع جبهة العدالة والتنمية التي يقودها عبد الله جاب الله، لكن الأخير قال صراحة بأنه يفضل واحدية القيادة في الحزب كما في التيار الإسلامي، ولأن حمس أيضا تريد أن تقود فإنه لا يمكن التحالف بين قائدين، وبقوة الأشياء ظهر تحالف بين من يريد أن يقود ومن يكتفي بدور الاتباع من أجل الانتفاع، ويأمل الجميع في أن يكون تحالفهم قادرا على كسر رقبة جاب الله أو إقناعه بوضع قدميه على الأرض والتحالف مع من كانوا إخوانا له في الدعوة إلى الله وإلى أسلمة السياسة. الغريب في حركة حمس هو أنها تصر على القول بأن الإسلاميين هم من سيفوزون بالانتخابات، والإسلاميون هنا لا يقصد بهم حمس ومن تحالفوا معها بل كل الإسلاميين، ولا نعلم على أي أساس يمكن أن تستنتج حمس أن انقسام الإسلاميين يعزز حظوظهم في الانتخابات، لكن ما نفهمه هو أن الحديث عن الإسلاميين بالجملة هدفه ترك الباب مفتوحا اليوم وغدا لجبهة جاب الله لعله يقبل تقاسم الزعامة، فحمس لا تتصور نفسها بعيدة عن فلك السلطة، وهي مستعدة اليوم لتقديم مزيد من التنازلات من أجل البقاء قريبة من تلك الأضواء الباهرة التي طالما تعلقت بها.