الخضر يفكون عقدة 30 شهرا أمام العقارب - نجح المنتخب الوطني في ضرب عدة عصافير بحجر واحد بفوزه مساء أمس بملعب الإستقلال ببانجول على حساب نظيره الغامبي في مباراة فك من خلالها الخضر العقدة التي لازمتهم خارج الجزائر لنحو 30 شهرا، على إعتبار أن آخر إنتصار للمنتخب خارج الديار يعود إلى تاريخ 20 جوان 2009 بالأراضي الزامبية، كما ان إنجاز الأمس سمح للنخبة الوطنية بالإطمئنان و بنسبة كبيرة على تأشيرة المرور إلى الدور الثاني و الأخير من التصفيات المؤهلة إلى " كان 2013"، بعد غياب مر عن النسخة الأخيرة من العرس القاري، فضلا عن كون الفوز في بانجول أكد على إستعادة " الأفناك " الروح التي إفتقدوها لفترة طويلة، و كشف عن لمسة " الساحر" حليلوزيتش بالطريقة الهجومية المنتهجة، و الرغبة الجامحة في الإنتصار، و ثلاث دقائق كانت كافية لقلب الموازين و صنع الإنتصار الذي إنتظره الجزائريون لسنوات طويلة، أمام منافس كان قد فاز على التشكيلة الوطنية في مناسبتين ببانجول، و قطع " الطريق " أمام " الخضر " للتأهل إلى " كان 2008 ". بداية المباراة كانت من جانب المنتخب الوطني الذي تمكن من فرض ريتمه، بالتحكم في زمام الأمور على منطقة وسط الميدان، بالإعتماد على التمريرات القصيرة في صنع اللعب، و المساهمة الجماعية في بناء الهجمات، أمام منافس لم يتمكن من إثبات وجوده، و أجبر على الركون إلى الدفاع، و تحمل عبء المقابلة في دقائقها الأولى، و قد كانت أول فرصة سانحة للتهديف قد أتيحت لعنتر يحي في الدقيقة السادسة، إثر توزيعة محكمة من قادير، إستقبلها عنتر برأسية، إصطدمت إثرها الكرة بالقائم، إلا أن الحكم المالي كوليبالي إحتسب تسللا عند عودة الكرة إلى اللعب. سيطرة الخضر على مجريات اللعب لم تجد طريقها إلى التجسيد، لأن المدرب حليلوزيتش حاول التنويع في النهج الهجومي، بالإعتماد تارة على مهاجم، و الدفع تارة أخرى بثلاثة عناصر من خط الوسط إلى السند الهجومي، بحثا عن هدف السبق، و قد كاد قادير أن يترجم التحكم الكلي للنخبة الوطنية في زمام الأمور في الدقيقة 17، إثر ركنية من لحسن، إلا أن الإلتفاف الجيد للدفاع الغامبي حال دون وصول الكرة إلى شباك الحارس موسى كامارا. دقيقتان بعد ذلك قام مصباح بمجهود فردي على الجهة اليسرى ختمه بصاروخية تصدى لها الحارس كامارا، لتعود الكرة إلى قديورة الذي قذف من بعيد و أسكن الكرة في الشباك، غير ان الحكم المساعد الأول ديارا بالي رفض الهدف بحجة وضعية تسلل وهمية للاعب عودية الذي لم يتداخل في اللقطة، و لم يكن له أي تاثير على مسار الكرة أو مجال رؤية الحارس، وفقا لما هو منصوص عليه في القانون 11، إلا ان الحكم حرم " الخضر " من هدف شرعي. هذا القرار كان بمثابة المنعرج في سير أطوار المباراة، لأن منتخب غامبيا، و على عكس مجرى اللعب تمكن من إفتتاح باب التسجيل في الدقيقة 26 عن طريق مامودو سيسي، إثر خطأ في المراقبة على مستوى الدفاع الجزائري، و هو الهدف الذي إنعكس بالسلب على معنويات بوقرة و رفاقه، بدليل أن مردودهم تراجع بشكل ملفت للإنتباه، و قد كادت " العقارب " أن تضاعف النتيجة دقيقتين بعد هدف السبق، بواسطة سانا نياسي، لولا يقظة الحارس مبولحي. إلى ذلك فقد ظل عودية معزولا وسط الدفاع الغامبي، و لم يشكل خطرا كبيرا على الحارس كامارا، و لو أن فرصة التعديل أتيحت لقديورة بمقصية في الدقيقة 35 إعتلت العارضة الأفقية بقليل، قبل أن يكون الحظ إلى جانب الحارس الغامبي في آخر لحظة من عمر الشوط الأول، لأن رأسية عودية إصطدمت بالقائم الأيسر للمرمى من دون أن تدخل الشباك. موازين المباراة إنقلبت كلية في المرحلة الثانية، حيث اتضحت بصمة المدرب حليلوزيتش بصفة جلية، حيث دخل الخضر النصف الثاني من المباراة بنزعة هجومية كبيرة، و فرضوا ضغطا متواصلا على مرمى الحارس كامارا، مما جعل اللقاء يسير في إتجاه واحد على وقع السيطرة الجزائرية، و التي وجدت طريقها إلى التجسيد في الدقيقة 54 عن طريق القائد عنتر يحي الذي إستغل هفوة فادحة إرتكبها الحارس كامارا في تقدير مسار الكرة، حيث إنفلتت من بين يديه، ليسكنها عنتر بسهولة في عمق الشباك، على إعتبار أن كان متحررا من الرقابة على مستوى القائم الثاني. هذا الهدف أعاد للعناصر الوطنية الثقة في النفس و الإمكانيات، حيث لم تمر سوى ثلاث دقائق حتى تمكن الوافد الجديد فيغولي من ترجيح الكفة، و إضافة الهدف الثاني للخضر، إثر كرة مرتدة، إستقبلها لاعب نادي فالنسيا على حدود منطقة العمليات، ليصوب صاروخية إستقرت في الركن الأيمن السفلي لمرمى الحارس الغامبي. باقي فترات المباراة كانت عبارة عن تبادل للهجمات بين المنتخبين، مع قيام الناخب الوطني ببعض التغييرات التكتيكية من أجل المحافظة على النتيجة، بإقحام مهدي مصطفى، بودبوز و غزال، رغم أن الخضر كان بإستطاعتهم إضافة الهدف الثالث، خاصة عن طريق عودية، مقابل تحمل مبولحي و دفاعه الضغط المتواصل للمنافس، لأن السيطرة الغامبية لم تجد طريقها إلى التجسيد، و نجح الدفاع الجزائري في سد كل المنافذ أمام مامودو الذي كان أخطر عنصر في الهجوم الغامبي.