تجرع شباب باتنة أمس، مرارة الهزيمة على أرضه أمام المتصدر اتحاد خنشلة، الذي عرف لاعبوه بكثير من الرزانة، كيف يعودون بانتصار ثمين، في مباراة مثيرة شدت الأنفاس إلى غاية انقضاء وقتها القانوني، ولو أن مستواها الفني كان متوسطا. وعرفت المباراة انطلاقة قوية من جانب المحليين، الذين راهنوا على ورقة الهجوم والضغط على دفاع الزوار، ما سمح لهم بنقل الكرة إلى المعسكر المقابل، حتى وإن لم يجدوا الثغرة المؤدية إلى شباك بولصنام رغم فرصة لوصيف بتسديدة قوية عند الدقيقة (6). ورغم ذلك، لم يفقد الضيوف ثقتهم بالنفس حيث حافظوا على تركيزهم واللجوء إلى المرتدات، التي كادت أن تثمر إحداها لولا نقص التركيز لدى بركاني (د8)، قبل أن ينجح «أبناء الشابور» في صنع الفارق بواسطة سامر الذي حول بإحكام ضربة جزاء عند الدقيقة (15) استفاد منها فريقه بعد لمس خناب الكرة بيده. هدف وخز شعور أصحاب الأرض، الذين صعدوا من حملاتهم حتى وإن لم يكن ذلك كافيا لتجسيد الفرص المتاحة، منها واحدة لزوبيري الذي خانته الفعالية (د19)، ثم مطالبتهم بضربة جزاء بعد لمس الكرة باليد من أحد المدافعين لكن دون جدوى رغم احتجاجاتهم(د22)، فيما جانب خناب التهديف من كرة ثابتة في الدقيقة (36). رد فعل أشبال الجنحاوي كان سريعا عن طريق بركاني، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من إضافة الهدف الثاني، لولا تدخل الحارس بولطيف. ومع مرور الوقت، حاول الزوار الرفع من نسق اللعب، مع تعزيز مواقعهم الخلفية والاعتماد على الكرات الطويلة والقذف من بعيد، سعيا منهم لمواصلة إقلاق سكينة الحارس بولطيف الذي تصدى لمحاولة عثماني عند الدقيقة (41)، لتأتي الدقيقة (44) التي تمكن خلالها لوصيف من إعادة الأمور إلى نصابها عقب عمل ثنائي مع براهيمي انطلاقا من وسط الميدان. المرحلة الثانية، دخلها الضيوف بكثير من العزم على ترجيح الكفة، بعد أن تحركت آلتهم الهجومية، خاصة بعد تعويض غضبان زميله درواش، حيث عمدوا إلى تنويع اللعب والتركيز خاصة على الجناحين في غياب التركيز، إلى درجة أن بركاني ضيع فرصتين سانحتين للتسجيل (د57 و61)، ليسير على خطاه سامر (د65)، قبل أن يجسد البديل غضبان سيطرة الاتحاد بهدف جميل وبتسديدة قوية (د66)، وهو لاعب سابق في صفوف الكاب. وبمرور الدقائق ازداد الضغط النفسي للمقابلة، تزامنا مع تصعيد أشبال جحنيط من هجماتهم رغم طرد العباس(د72)، ولو أن كل المحاولات لم تشكل خطرا على مرمى الحارس بولصنام، لتبقى الأمور على حالها حتى نهاية اللقاء، بفوز مستحق للاتحاد وسط احتجاج الباتنيين على الحكم.