أبدى مدير الشباب والرياضة لولاية وهران ياسين سيافي، الكثير من التفاؤل بخصوص نجاح النسخة رقم 19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط، المزمع تنظيمها بوهران، وأكد بأن هذه الطبعة ستكون الأحسن من الجانب التنظيمي، بالنظر إلى الامكانيات المعتبرة التي سخرتها الدولة الجزائرية، والتي كان لها انعكاس جد إيجابي على الجاهزية، سواء من حيث المرافق الرياضية المنجزة أو هياكل استقبال الوفود، وكذا التقنيات المتطورة التي تم الاعتماد عليها في تسيير المنافسات. حاوره: صالح فرطاس سيافي، وفي حوار خص به النصر صبيحة أمس، كشف بأن كل الاجراءات التنظيمية المقترنة بالهياكل قد تم استكمالها، والتركيز أصبح منصبا على استقبال الضيوف، مع الحرص على ضرورة تقديم صورة تتماشى وسمعة الجزائر في حوض المتوسط والعالم برمته، فضلا عن الترويج للموروث الثقافي الجزائري، لأن التظاهرة بطابع رياضي، لكنها تبقى بمفعولا يمتد إلى جوانب أخرى، خاصة السياحة والتراث الثقافي. في البداية، هل لك أن تضعنا في الصورة حول المرحلة التي بلغتها التحضيرات قبل 4 أيام من انطلاق العرس المتوسطي؟ الحقيقة أن فترة التحضير للمنافسات قد تجاوزناها منذ عدة أسابيع، وذلك لم يكن ليتجسد ميدانيا لولا الامكانيات المعتبرة، التي سخرتها الدولة الجزائرية من أجل وضع كامل الترتيبات تحسبا لهذا الموعد الرياضي الهام، لأن ورشات العمل التي كانت مفتوحة لفترة طويلة دون انقطاع نجحت في رفع التحدي، رغم أن المهمة كانت صعبة للغاية، بسبب الانعكاسات الكبيرة للأزمة الوبائية على سير الأشغال، والجميع يعلم ما خلفته جائحة كورونا من أضرار في كل القطاعات، ومع ذلك فإن الأوضاع لم تصل إلى درجة الشلل التام، فكان قرار تأجيل التظاهرة بسبب الظروف الاستثنائية التي عاشها العالم بكامله حتميا، لكننا تداركنا التأخر بعد التحسن التدريجي للوضعية، وعليه فإننا الآن أدركنا المرحلة التي تسبق التظاهرة، وما يمكن قوله في هذا الشأن أن «الباهية» وهران على أهبة الاستعداد لاستقبال ضيوفها، وتكون عروس الحوض المتوسطي بامتياز. تجاوزنا الحديث عن التحضيرات وبلغنا آخر مرحلة نلمس في كلامكم الكثير من التفاؤل، مما يعني بأنه لا يوجد أي شيء يثير المخاوف بشأن الجانب التنظيمي؟ بالنظر إلى مستوى التحضيرات، فإنني لن أكون مبالغا إذا قلت بأن دورة وهران ستكون الأحسن من الجانب التنظيمي في تاريخ ألعاب البحر الأبيض المتوسط، لأن كل الأمور جاهزة، خاصة المرافق الرياضية وهياكل الاستقبال والإيواء، وما يدفعنا إلى إبداء الكثير من التفاؤل نجاحنا في المزاوجة بين تشييد المرافق وتجهيزها بمعدات تواكب التطور التكنولوجي الكبير الذي شهده العالم، إلى درجة أن وهران أصبحت تتوفر على مرافق رياضية «عالمية»، تسمح لها باحتضان أي تظاهرة كبرى دون أي مخاوف، والمؤشرات الميدانية حاليا مصوبة كلها إلى استقبال الوفود، لأننا انتقلنا من مرحلة التحضير وتجهيز المرافق إلى المرحلة ما قبل الأخيرة، بحكم أن أولى الوفود مرتقب وصولها اليوم، وكل الإجراءات تم ضبطها لتقديم صورة كفيلة بمسايرة المكانة المرموقة للجزائر على الصعيد العالمي، في شتى المجالات، ولجنة التنظيم تبقى ساهرة على كل الأمور المقترنة بالتظاهرة من جميع الجوانب. وماذا عن القرية المتوسطية والإجراءات المعتمدة على مستواها بشأن إقامة الوفود؟ هذا المرفق يعد من أبرز من اكتسبته وهران من هياكل بمناسبة نيلها شرف تنظيم دورة الألعاب المتوسطية، لأن الدولة الجزائرية عملت على تسخير إمكانيات مالية معتبرة لتشيّيد مرافق جديدة، باستطاعتها احتضان العرس المتوسطي، وتقديم صورة رائعة عن الجزائر، لأنه وفضلا عن طريقة الانجاز، فإن هذه القرية ستكون المرآة العاكسة للتراث الجزائري، التي تمتد جذوره في أعماق الحضارات، مادامت مثل هذه التظاهرات تبقى بطابع رياضي، لكنها تتوسع إلى باقي المجالات، وعليه فإن هذه القرية أنجزت بطاقة استيعاب تقدر ب 4284 سريرا، تم توزيعها على 3017 غرفة المتواجدة داخل هذه المنشأة، والغرف مصنفة بثلاث نجوم، في وجود جناح خاص بذوي الاحتياجات الخاصة، يتشكل من 160 غرفة، وقد تم اتمام كافة التدابير الكفيلة بضمان إقامة الرياضيين ومرافقيهم من رسميين لكل الوفود في أحسن الظروف، بينما قررنا تحويل هذه القرية إلى «مدينة متوسطية»، وذلك بالحرص على توفير كل ما يطلبه ضيوف الجزائر داخل محيط هذا المرفق، من خلال تنصيب خيم عملاقة للترويج للموروث الثقافي الجزائري، وحتى للسياحة في مختلف ربوع الوطن، مع ضبط برنامج لسهرات فنية بمختلف الطبوع والأنماط. أولى الوفود مبرمج وصولها اليوم وما هي خارطة الطريق التي رسمتموها لاستقبال الوفود وضمان تنقلاتهم طيلة فترة التظاهرة؟ التحضير لهذا الموعد لم يكن بين عشية وضحاها، بل أن المشوار كان طويلا وشاقا، وكانت قد اعترضتنا العديد من العقبات التي لها علاقة مباشرة بمخلفات الأزمة الوبائية، ومثل هذه الترتيبات يتم ضبطها مسبقا، من خلال تنصيب لجان فرعية، ولو أن الشيء المميز هي الحلة التي اكتستها وهران منذ قرابة شهر جعلتنا جد متفائلين بالنجاح في كسب الرهان، لأن المرافق الجديدة التي تم انجازها من هياكل رياضية ومشآت إيواء وبنى تحتية غيّرت كلية من وجه «الباهية»، ونصبتها في خانة عروس المتوسط بامتياز، وزيارات المعاينة التي قامت بها مختلف اللجان التابعة للجنة الدولية المتوسطية في الآونة الأخيرة، أعطت لجنة التنظيم الكثير من الإشادة والتنويه، خاصة وأن الدولة الجزائرية كانت قد عمدت إلى رصد اعتمادات مالية إضافية ضخمة في سبيل إنجاح العرس الرياضي المتوسطي، قبل أن يقف رئيس اللجنة الدولية المتوسطية دافيد تيزانو بنفسه على الدرجة العالية من الجاهزية التي تتواجد عليها وهران لاستقبال ضيوفها، وذلك منذ وصوله سهرة الجمعة الفارط، وعليه فإننا نراهن على استغلال كل الامكانيات المتاحة لخدمة كل الوفود، في وجود مخططات رسمتها مختلف اللجان، بمراعاة رزنامة المنافسات الرياضية، وكذا النشاطات الثقافية والترفيهية وحتى الترويجية التي ستقام على مستوى القرية المتوسطية. وهل هناك تدابير اتخذتموها تحسبا لحفل الافتتاح والإقبال الجماهيري لمتابعة الحدث؟ حفل الافتتاح الرسمي مبرمج بملعب العقيد سي عثمان، والذي سيتم تدشينه رسميا بهذه المناسبة، وكل الإجراءات تم اتخاذها لضمان نجاح هذا الحفل، من ذلك تقديم صور ولوحات تجسد عمق الحضارات في حوض المتوسط على ممر التاريخ، مع الكشف عن قيمة الموثور الثقافي الجزائري، وهو الحفل الذي من شأنه أن يعكس المجهودات الجبارة التي قامت بها السلطات العليا للبلاد من أجل إنجاح هذه التظاهرة، من خلال توفير إمكانيات ضخمة لانجاز مرافق وهياكل كفيلة باحتضان منافسات رياضية في 24 اختصاصا، من تنشيط 3390 رياضيا من 26 دولة. أما بخصوص الشطر الثاني من السؤال، والمتعلق بالإقبال الجماهيري فإن وهران وباقي الولايات المجاورة تعيش منذ عدة أسابيع على وقع حركية كبيرة، والجميع يترقب بشغف كبير هذا الحدث، في ظل إقدام الكثير من الجمعيات على القيام بحملات ترويجية للتظاهرة، لكن اللافت للانتباه أن وزارة الشباب والرياضة كانت قد عمدت إلى اتباع تدابير تنظيمية، من خلال التحكم في عملية بيع التذاكر على منصة رقمية إلكترونية، في خطوة تؤكد على المستوى العالي الذي بلغناه في الجانب التنظيمي، لأن قضية المناصرين خرجت من يد اللجنة المنظمة، وأصبحت «مركزية» بواسطة التطبيق الذي اعتمدته الوصاية، مادام هذا التطبيق سيمتد مفعوله حتى إلى المداخل الرئيسية للملعب وكذا الأماكن في المدرجات، كما أنه يتحكم أيضا في الدعوات الرسمية، وهو ما من شأنه أن يخلص الضغط على المنظمين، بوصول مستوى «العالمية» في تنظيم الأنصار ودخولهم إلى الملعب. مرافق وهران تؤهلها مستقبلا لاحتضان تظاهرات عالمية نفهم من هذا الأمر بأنكم اعتمدتم على أحدث التقنيات التكنولوجية في الجانب التنظيمي، أليس كذلك؟ كما سبق وأن قلت، فإن الدولة الجزائرية لم تذخر أي جهد في سبيل إنجاح هذا العرس المتوسطي، وذلك بتوفير كل الامكانيات لانجاز المرافق والمنشآت، حتى يتسنى استقبال ضيوف الجزائر في أحسن الظروف، على أن تكون وهران في أبهى حلّة، واللجان التي تكفلت بمتابعة الأشغال سعت إلى الاستثمارات في الإمكانيات المعتبرة التي تم توفيرها لتجهيز كل الهياكل بأحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال، حيث أن القرية المتوسطية على أتم الاستعداد لاستقبال الضيوف، في ظروف جد مريحة، بينما كان قصر الرياضة حمو بوتليليس آخر ورشة في برنامج تحضيراتنا من حيث الهياكل الرياضية، حيث نصبنا يوم الأحد نظام تكييف الهواء على مستوى القاعة المتعددة الرياضات، باستعمال آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا في هذا المجال، وهذا لضمان سير كل المنافسات داخل هذا المرفق دون أي تأثيرات خارجية، وكذلك الشأن بالنسبة لنظام الإنارة الخاصة استثنائيا بالمنافسات الرياضية، دون تجاهل التجهيزات والمعدات التي تم تسخيرها لمتابعة كل الاختصاصات، وهذا يعد من ثمار الإستراتيجية التي انتهجتها السلطات العليا للبلاد، والرامية بالأساس إلى جعل هذا المحفل الرياضي عرسا كبيرا، يجمع بين أبناء حوض المتوسط في أرض الجزائر. القرية الأولمبية مكسب وستكون المرآة العاكسة للتراث الجزائري ومتى سيكون وصول أولى الوفود، وماذا عن موعد المنافسات الرياضية؟ الاستقبال الرسمي للوفود على مستوى القرية الأولمبية مقرر بداية من اليوم، وذلك وفق الرزنامة التي تحصلت عليها محافظة التظاهرة، التي تسهر على التنظيم بالتنسيق مع مختلف اللجان الولائية التي تم تنصيبها بالمناسبة، ومبدئيا فإننا ننتظر وصول أولى الدفعات هذه الصبيحة، لأن توزيع المنافسات على فترات كان وراء تقسيم وفود كل البلدان على دفعات، رغم أننا اتخذنا كل الاجراءات التنظيمية على مستوى القرية الأولمبية، بانتهاء أشغال تزيين المحيط منذ قرابة شهر، وأولى المنافسات ستنطلق يوم الجمعة القادم، أي قبل 24 ساعة من موعد الافتتاح الرسمي، وتخص رياضة كرة الماء، وبالتالي فإننا سنشهد أول منافسة عشية رفع الستار عن التظاهرة، وقد خصصنا مركب الأندلسيات كمقر لإقامة وفود الرياضات المائية بمختلف أنماطها. لوحات تجسد عمق حضارات حوض المتوسط ستزين حفل الافتتاح وما هي رهاناتكم على الرياضيين الجزائريين في هذه الطبعة؟ الشيء المؤكد أننا نسعى للنجاح في الجانب التنظيمي قبل كل شيء، لأن صورة الجزائر في المقام الأول، وما تم تسخيره من إمكانيات مادية يجعلنا نرفع عارضة الطموحات إلى المراهنة على كسب الرهان كأفضل تنظيم في تاريخ الألعاب المتوسطية، بالمقارنة مع الدورات السابقة، لأن الهياكل التي تم انجازها غيّرت كلية من وجه «الباهية»، ومسعانا الحالي منصب على انتزاع تقدير واحترام ضيوف الجزائر طيلة هذه التظاهرة، دون التفكير في الحصيلة التي يراهن عليها المتتبعون للرياضة الجزائرية، على اعتبار أن كل منتخب قام بالتحضير جيدا لهذا الموعد، لكن هناك اختصاصات ليس من السهل التنافس فيها على الميداليات، بالنظر لوجود رياضيين من مستوى عالمي في بلدان أوروبية، ومع ذلك فإننا لا بد أن نتفاءل بالمشاركة الجزائرية، لأن النجاح في احراز الميداليات وبلوغ أدوار متقدمة يساهم بشكل مباشر في زيادة الإقبال الجماهيري على المدرجات لمتابعة مختلف المنافسات.