مشاركة 26 دولة يعكس ثقة اللّجان الأولمبية المتوسّطية بالجزائر قبل أيام عن انطلاق ألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، وبالرغم من ضيق وقته والتزاماته الكبيرة لضبط آخر تفاصيل الموعد المتوسطي، المقرر انطلاقه بتاريخ 25 جوان، استقبل محافظ الألعاب المتوسطية وهران 2022، محمد عزيز درواز بعثة «الشعب» بمكتبه، أين تحدث لنا عن جاهزية الباهية كي تكون عاصمة للمتوسط لمدة 13 يوما، كما عرج للحديث عن المنشآت الرياضية وهياكل الاستقبال الضخمة التي تم تشييدها خصيصا للموعد، وشدّد على أن وهران ستعيد للألعاب قيمتها ووزنها، كما تحدث عن الكثير من الأمور المهمة الخاصة بالمحفل الرياضي المتوسطي، في حوار خص به «الشعب ويكاند»:
- الشعب ويكاند: 47 سنة بعد احتضان الجزائر العاصمة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ستكون وهران عروسا للمتوسط لمدة 13 يوما للمرة الثانية في تاريخ الجزائر، هل المدينة جاهزة للموعد المتوسطي؟ محافظ ألعاب وهران محمد عزيز درواز: بداية قلت خلال عملية القرعة الخاصة بالرياضات الجماعية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، أن وهران ستكون جاهزة وليس وهران جاهزة، بما أننا لم نصل لحفل الافتتاح هناك العديد من الأمور التي يجب أن نعمل على بلوغها، وكذلك يجب أن نحضّر كل شيء حتى لا تكون هناك أي مفاجأة غير سارة يمكنها عرقلة نجاح الألعاب، الكل يعلم أنه في مثل هذه التنظيمات اللمسات الأخيرة لها أهمية قصوى لتحضير كل التفاصيل، والأخيرة تأخذ منك الكثير من الوقت، وأريد أن أضيف أمرا. إنّ تنظيم ألعاب بحجم ألعاب البحر الأبيض المتوسط مفخرة للجزائر والشعب الجزائري بأكمله، لأنه في آخر مرة احتضنا حفلا رياضيا بهذا المستوى كان منذ 47 عاما من اليوم، كما أن آخر ألعاب نظمت في جنوب البحر الأبيض المتوسط كانت في تونس سنة 2001، أي منذ 21 سنة من تونس إلى وهران، وهذا سبب المفخرة التي أتحدث عنها. - تم تسخير إمكانيات كبيرة لإنجاز وترميم العديد من المنشآت الرياضية، إلى أين وصلت الأشغال بها؟ بالنسبة للمنشآت الرياضية هي جاهزة بنسبة عالية تفوق 95 بالمائة، مثلما قلت بالنسبة للتنظيم تبقى اللمسات الأخيرة متمثلة في التجهيزات الرياضية التي لم تصلنا بعد، لكن بعد قرارات رئيس الجمهورية والدعم الذي يقدمه للجنة التنظيم خاصة في إطار الإجراءات المتعلقة بالصفقات، يمكن القول اليوم إن كل التجهيزات الرياضية ستكون حاضرة بالجزائر على أقصى تقدير يوم 15 جوان المقبل، وهو التاريخ الذي يمكن القول فيه بأن المنشآت الرياضية ستكون حاضرة بنسبة 100بالمائة.
- ماذا عن رفض المنتخبين الفرنسي والإسباني لرياضة الفروسية المشاركة في الألعاب؟ أولا ما يجب أن يفهمه الجمهور هو أنه ليس هناك مشكل مع فرنسا وإسبانيا، يجب أن تكون هناك قراءة صحيحة لكلامي، هناك مشكل مع اتحاديتي فرنسا وإسبانيا في رياضة الفروسية، وكلاهما لن يشارك في مسابقة الفروسية بألعاب البحر الأبيض المتوسط وهران 2022، مبرراتهما كاذبة وقمت بالتنديد على التصريح الرسمي الذي صدر عبر موقعيهما الرسمي، لكن لهما اختيار المشاركة أو عدم المشاركة، نحن سعداء بمشاركة 11 وفدا في رياضة الفروسية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط.
- ألعاب وهران ستعرف مشاركة قياسية لأزيد من 3400 رياضي، هل هو مؤشّر على نجاح الطبعة وتميزها؟ هذه أحد الأهداف التي تم تسطيرها خلال ألعاب وهران، اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط لديها هدف إعادة قيمة الألعاب، ونحن بصفتنا شركاء ستكون مساهمتنا كبيرة لإعطاء دفع جديد لألعاب البحر الأبيض المتوسط، وللجنة الدولية عن طريق إنجاحها تنظيميا ورياضيا، بالنسبة لنا لم نكن نبحث عن رقم قياسي في عدد المشاركين، لكننا اقتربنا من تحطيمه بعد تأكيد عدد المشاركين، ما يمكن استنتاجه بعد تسجيل العدد الهائل من الرياضيين والمرافقين لهم ل 26 وفدا متوسطيا، هو أن ثقة اللجان الأولمبية لألعاب البحر الأبيض المتوسط كبيرة بالجزائر، نظرا لسمعتها السابقة في تنظيم كبرى المحافل الرياضية وغير الرياضية، وهي شهادة نعتز بها لقدرات الجزائر التنظيمية، وهو ما سيظل محفورا في تاريخ الألعاب والجزائر.
- المنشآت ومدينة وهران جاهزتان لاحتضان بلدان المتوسط، هل تتوقعون تألق الرياضيين الجزائريين؟ نحن من جانبنا سنوفر كل أساليب العمل والراحة لكل الرياضيين المشاركين في ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، ونتمنى لكل الرياضيين الجزائريين التألق خلال الألعاب، سعدنا كثيرا لنتائج مصارعي الجيدو الذين نالوا اللقب القاري حسب الفرق الذي احتضنت وهران فعالياته منذ أيام، بخطفهم لسبعة ميداليات ذهبية وثلاثة فضية وخمسة برونزية، وهذا دليل على عودة رياضة الجيدو للتربع على العرش القاري، ما يضعها في أفضل رواق للبروز خلال ألعاب وهران. كما أننا ننتظر نتائج من إناث الفن النبيل اللواتي شرفونا خلال البطولة العالمية الأخيرة بتركيا، الجزائر اليوم لأول مرة تملك نائبة بطلة العالم ومصنفة ثالثة عالميا في الملاكمة النسوية، وهو ما جعلنا نعمل من أجل إدخال هذا الاختصاص بالألعاب المتوسطية، لكي نعطي للملاكمات الفرصة لإهداء الجزائر ميداليات خلال الألعاب المتوسطية، وكذا لمواصلة الاحتكاك بالمستوى العالي، قصد الرفع من قدراتهن البدنية والفنية وكسب أكبر خبرة في المنافسات الدولية، وكذا دخول تاريخ الألعاب برفع الراية الوطنية بإذن الله. - كيف عايشتم يوميات التحضيرات لألعاب وهران ؟ عندما قدمت لهذه المسؤولية استجبت لقرار تعييني من طرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، ومنذ ذلك التاريخ إلى يومنا هذا أشكره دائما وأبدا على الدعم الكبير الذي قدمه للجنة التنظيم ولشخصي حتى نكون على مستوى الثقة التي منحت لنا، بالنسبة لي نجاح الألعاب يكون نجاح الجزائر حيث سهر رئيس الجمهورية شخصيا على وضع كل الإمكانيات لاستقبال ضيوف وهران في أفضل الظروف لإنجاح الطبعة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط، وجعلها مميزة في تاريخ المنافسة.
- وماذا عن المنشآت الرياضية بعد الألعاب المتوسّطية؟ بعد ألعاب البحر الأبيض المتوسط سيصبح لمواطني لمدينة وهران إرثا كبيرا، والرياضة الجزائرية عامة على الأمد القريب، المتوسط والبعيد، كون المركب الأولمبي سيكون لديه دور جد إيجابي لمستقبل الرياضة الجزائرية، وحتى القرية المتوسطية تعد مكسبا كبيرا وفريدا من نوعه، بقدرتها على استيعاب أكثر من 4 آلاف رياضي، وكذا حيازتها على عدد مهم من الملاعب والقاعات.
- كلمة لسكان مدينة الباهية؟ بدأت كلامي بالحديث عن سكان مدينة وهرانوالجزائريين كلهم، حين طالبتهم بضرورة الشعور بالافتخار لتنظيم هذه الألعاب، سكان مدينة وهران سيكون لهم دور كبير لإنجاح الألعاب، عن طريق المشاركة بقوة في هذا العرس الرياضي المتوسطي وعرس الجزائر، لا يجب أن ننسى كذلك بأن الألعاب تصادف الذكرى الستين لعيدي الاستقلال والشباب، وأنتظر من سكان وهران ومدن الغرب الجزائري أن يكونوا حاضرين بقوة في مدرجات المنشآت الرياضية، وأن يقوموا بتشجيع كل الرياضيين المشاركين مهما كانت الدولة التي يمثلونها، حتى نبرز قدرات الجزائر في الروح الرياضية وإمكانية احتضانها لمنافسات أكبر، وهذا دور الجماهير التي ستحضر بالمدرجات لمشاهدة الألعاب، كما أن الحركة الجمعوية ستكون مطالبة بالمشاركة بقوة، والقيام بتأطير الجمهور بصفة عامة.