أكّد مدير الشباب والرياضة لولاية وهران ياسين سيافي في حوار حصري لجريدة «الشعب»، أن عاصمة الغرب الجزائري جاهزة من كل النواحي، قبل أيام قليلة من الشروع في استقبال الوفود المشاركة في الطبعة ال 19 لألعاب البحر المتوسط المقرر من 25 جوان إلى 6 جويلية 2022، والتي ستمثل 26 بلدا ينتمون لحوض المتوسط يتنافسون على 23 إختصاصا للصعود لمنصات التتويج، ومن جهة أخرى للاستمتاع بالمؤهلات السياحية والتاريخية التي تزخر بها الباهية بعد الإمكانيات الكبيرة التي سخرتها الدولة الجزائرية لجعل الموعد عرسا حقيقيا، إضافة إلى عديد النقاط التي تتعلق بحفل الافتتاح والاختتام والبرامج المسطرة خلال فترة المنافسة تطرق لها محدثنا بالتفصيل. - الشعب: وهران جاهزة لاحتضان العرس المتوسطي في طبعته ال 19؟ مدير الشباب والرياضة بوهران ياسين سيافي: مجهودات كبيرة قمنا بها رفقة كل الفاعلين والمعنيين بالتحضير للطبعة ال 19 للألعاب المتوسطية المقرر بوهران من 25 جوان إلى 6 جويلية 2022، حيث كنا في سباق مع الزمن من أجل ضمان جاهزية كل المرافق والمنشآت الرياضة والهياكل المُدرجة ضمن الموعد في كل المجالات، ونحن حاليا في المرحلة الأخيرة من الأشغال، والتي تتعلق بروتوشات صغيرة قبل أن تصبح كل المرافق في جاهزية للدخول حيز الخدمة، والتي تشمل حوالي 40 هيكلا معنيا بالموعد الرياضي. - ما هي آخر الأخبار حول جاهزية المسبح الجديد؟ كل المرافق الرياضية المعنية باحتضان المنافسات جاهزة بما فيها المسبح الجديد الذي يخضع للمسات الأخيرة، وسيكون جاهزا خلال ساعات قليلة فقط، حيث تم ملء الماء وتعديل درجة حرارته وحتى محيطه والمرافق التابعة له انتهت بها الأشغال، وبإمكان السباحين استغلاله بعدها من دون أي إشكال، ويعتبر تحفة حقيقية وهو الأول من نوعه على مستوى القارة الأفريقية الذي تم إنجازه بمادة الفولاذ المقاوم للصدأ «مادة الإينوكس»، وكل ذلك راجع للمجهودات الكبيرة التي قام بها القائمون على الأشغال، حيث سهروا على إنهاء كل التحضيرات في الوقت المحدد حتى تكون وهران في أتم الاستعداد من أجل إنجاح هذا الحدث الكبير الذي يتعدى الأبعاد الرياضية، لأنه فرصة لإعطاء صورة عن الجزائر والمؤهلات السياحية والتاريخية التي تزخر بها، ومن جهة أخرى سيكون بمثابة خطوة هامة لدفع الاقتصاد الوطني والترويج للمنتجات، وغيرها من الأمور التي تدخل في التنمية، والأمر الذي جعل الجميع يتجنّد لإنجاح الحدث بكل المقاييس، ومثلما هو معتاد سنسخر كل الطاقات للترويج الأمثل للعرس المتوسطي بحول الله. - ماذا عن المرافق المعنية بالإيواء والإطعام والترفيه؟ مثلما سبق لي القول لدينا 40 هيكلا مُدرجا ضمن الألعاب المتوسطية بوهران ومدن مجاورة على غرار «سيق»، التي ستكون معنية باحتضان كل من منافسات كرة القدم وكرة الماء، هناك قرية متوسطية أنجزت بأحدث المعايير، وستكون فضاء مريحا للرياضيين والمرافقين لهم، والتي تتضمن 4280 سرير بمقاييس عالمية وجودة عالية، خصصنا 250 سرير لفئة ذوي الإحتياجات الخاصة كخطوة جد مهمة للمستقبل لأنهم سيأتون للتحضير للمواعيد التي تنتظرهم، ولهذا قمنا بدراسة حول كل النقاط والجوانب في هذه القرية التي تعتبر من أجمل القرى التي احتضنت الألعاب على مر التاريخ، وهناك مرافق أخرى. - ما هي المرافق التي ستعتمدون عليها إضافة للقرية المتوسطية؟ هناك إقامة جامعية تحتوي على 8000 سرير ستدعم القرية المتوسطية، حيث قمنا بإدخال الوفد المعني بتقديم العروض خلال حفلي الافتتاح والاختتام وعددهم 500 عنصر في القرية، وتعتبر فرصة لتجريب هذه المنشأة الرائعة التي ستكون إضافة حقيقية لمدينة وهران مستقبلا، كما سيكون هناك 9 فنادق من 4 و5 نجوم بسعة 12254 سرير. من جهة أخرى قمنا بتكوين المتطوعين لتقديم خدمات لكل الوفود التي ستحلّ ضيفة على الجزائر، وعددهم 4500 متطوع من شباب جامعيين ومنخرطين في المجتمع المدني والجمعيات الناشطة في الميدان، وكل ذلك سيعطي إضافة حقيقية لنا من أجل ضمان أفضل تنظيم، والجميع واع لكي تكون طبعة وهران الأفضل على الإطلاق، خاصة أن الباهية تعتبر واحدة من أجمل المدن التي تطل على الحوض المتوسط بشهادة كل الأوروبيين واللّجنة المُنظمة التي زارت المدينة منذ الفوز بتأشيرة التنظيم. - ما هو البرنامج السياحي والترفيهي الذي سيرافق الألعاب؟ الألعاب سيكون لها بُعد اقتصادي وتاريخي وسياحي، ولهذا فإن العمل يجري بمشاركة كل القطاعات المعنية وبطريقة تكامُلية في التحضير وتنسيق كبير من أجل إنجاح العرس من كل الجوانب، رياضيا والمجالات الأخرى لأن التجهيزات لا تقتصر على المنشآت الرياضية والقرية المتوسطية فقط، بل تتعدّى ذلك لتشمل المظهر الجمالي للمدينة، وكذا المواقع السياحية والتاريخية حتى نعطي أجمل صورة عن بلدنا. - هل من تفاصيل أكثر حول البرنامج الذي سيُرافق الألعاب؟ الجانب الترفيهي جد مهم في هذا الموعد المتوسطي، حيث خصصنا برنامجا ثريا من هذه الناحية، وشرعنا في التحضير منذ سنة كاملة بهدف إنجاح المهمة، كما قمنا بإطلاق حملات ترويجية من خلال نشاطات دورية في كل المدن وكذا في الولايات المجاورة وتعدى ذلك كل أرجاء الوطن، ومن هذا المنبر أشكر الجميع على الحملة الترويجية التي يقومون بها والتي تعتبر بمثابة دفع كبير لنا، كما قُمنا بتزيين المساحات الخضراء، والساحات العمومية وكانت هناك ورشات للرسم حيث كانت لوحات تجسد للمؤهلات التاريخية والسياحية والحضارية للجزائر والتي ستُعرض طيلة فترة الألعاب، اللّوحات الزيتية، الأماكن التاريخية التي ترمُز للحقب الزّمنية التي مرت بها المنطقة في صورة قمة سانتاكروز، الشواطئ التي تشتهر بها الولاية ستكون قبلة للزوار الذين سيتوافدون على المدينة، المتاحف ستكون مفتوحة أمام الجميع سواء التي تتضمن الموروث المادي أو اللاّمادي، مسرح الهواء الطلق هو الآخر سيكون حاضرا لإمتاع الجمهور من داخل وخارج الوطن بعروض، ويتكفل بذلك المسرح الجهوي لوهران، الأغاني الوهرانيةوالجزائرية بمختلف الطّبوع، المأكولات الجزائرية، اللّباس التقليدي النسائي والرجالي، حفلات وسهرات موسيقية في نهاية كل يوم، تشرف على كل هذا البرنامج وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع وزارة الثقافة وتبقى فقط بعض الروتوشات حتى تكون وهران عروسا بأتم معنى الكلمة. - النقل يعتبر نقطة مهمة لإنجاح الحدث..ما هي المستجدات المتعلقة بهذا الجانب؟ الموعد المتوسطي سيجعل من وهران قُطبا رياضيا واقتصاديا بامتياز بالنظر للمؤهلات التي اكتسبتها سواء من خلال الهياكل الجديدة التي تم إنجازها في كل المجالات، أو تلك التي خضعت لعملية الترميم بما فيها مطار أحمد بن بلة الذي عرف أشغال كبيرة جعلته يكتسي حُلّة رائعة، وسيكون حاضرا خلال الموعد الرياضي، حيث يتم الاعتماد على الطاقة الشمسية وهي خطوة ممتازة، كما تم وضع حيز الخدمة كل من وسائل النقل بالسكك الحديدية في صورة الترامواي والقطار، وهذا الأخير سيكون وسيلة تنقل الوفد الجزائري من العاصمة نحو وهران، وبالتالي فإن كل الأمور مضبوطة من ناحية النقل لكي تسير الألعاب في أفضل الظروف، ويتسنى للجمهور وزوار الجزائر من الاستمتاع بهذه الطبعة، بالتحرُّك من دون أي عراقيل، وتم وضع الإنارة والكاميرات وكل القطاعات مستعدة، بقي فقط الدخول في آخر مرحلة، والتي تتعلق بانطلاق الحدث الذي نريده عرسا حقيقيا. - كيف تقيّم دور الإعلام في الترويج للحدث المتوسطي؟ عملية الترويج تعتبر جد مهمة في مثل هذه المواعيد الكبيرة من أجل إعطاء الصورة الحقيقية للإمكانيات التي تتمتع بها الجزائر، وكذا التي سخرتها الدولة من أجل إتمام كل المشاريع والمنشآت، والإعلام له دور كبير في هذا الجانب لأنه يعتبر الجانب المحوري لترجمة الصورة للجمهور داخل وخارج الوطن سواء المرئي، المسموع وكذا المكتوب والإلكتروني، ولهذا يجب أن تكون متابعة يومية ودقيقة لكل الأنشطة التي تسبق الطبعة ال 19 للألعاب المتوسطية التي لم يبق يفصلنا عنها سوى أيام قليلة فقط، وأنا بدوري أُؤكد أن وهران جاهزة من ناحية المرافق والأنشطة، والجانب التنظيمي يبقى فقط التجسيد مع تمنياتنا لتحقيق نتائج إيجابية من الناحية الفنية وتألُّق رياضيينا في كل الاختصاصات المدرجة، لرفع الراية الوطنية وتحقيق أكبر عدد من الميداليات، ونحن كلنا ثقة في كفاءاتنا لإعادة بعث الرياضة الجزائرية على المستوى العالي، والتنسيق الذي كان مع المجتمع المدني وكذا التجاوب الكبير من الجمهور الجزائري، الذي كشف عن تعطّشه الكبير لمثل هذه التظاهرات الرياضية الكبيرة، خاصة خلال السهرات التي قمنا بها في شهر رمضان بهدف الترويج للحدث، وكذا بعض النجوم الرياضيين الناشطين في الخارج في صورة مسعود بركوس، يوسف بلايلي وأسماء أخرى لها وزنها.