* أسعار مدروسة وخدمات راقية *عدم جاهزية الحظيرة المائية يؤجل الافتتاح كشف المدير العام للقرية السياحية بسكيكدة، بودراع السعيد، عن تأجيل افتتاح القرية السياحية "روسيكادا"، إلى موعد لاحق، بعد أن كان مقررا أن يكون الفتح جزئيا و تدريجيا بداية من يوم الثلاثاء المصادف لذكرى عيدي الاستقلال و الشباب 5 جويلية، مرجعا السبب إلى عدم جاهزية الحظيرة المائية "آكوا بارك"، لأن الأشغال بها، يضيف، مازالت جارية على قدم و ساق من طرف الشركة التركية، من أجل رفع التحفظات المسجلة بهدف ضمان توفير الشروط الأمنية و كل سبل الراحة للزبون. كمال واسطة فيما يؤكد رئيس المشروع، نورالدين بن حمرورة، أن الأشغال الكبرى تم الانتهاء منها و لم تتبق سوى المرحلة الأخيرة المتعقلة بالتجهيز الداخلي و الخارجي لهذا الصرح السياحي الهام و الفريد من نوعه، الذي يعتبر مكسبا كبيرا ليس فقط لولاية سكيكدة و إنما لقطاع السياحة في الجزائر عامة، بحكم أنه مرفق يصنف ضمن أكبر المنجزات السياحية بالجزائر و كلف نحو عشرة ملايير دينار. النصر و مع اقتراب موعد الافتتاح، قامت يوم الخميس بزيارة إلى القرية السياحية المسماة روسيكادا لانجاز هذا الروبورتاج عن آخر التحضيرات التي تسبق موعد الافتتاح الرسمي وفق تعليمات وزير السياحة و الصناعات التقليدية خلال زيارته للقرية في شهر ماي الفارط، حيث طاف بأجنحة القرية و أبدى إعجابه الكبير بها، قبل أن يعطي توجيهات و تعليمات للقائمين على تسيير المرفق السياحي، بأن يكون الفتح الجزئي و التدريجي بداية من يوم الخامس من جويلية و هنا أكد المدير العام للقرية السياحية، السعيد بودراع، و هو إطار له خبرة كبيرة تفوق 30 سنة في تسيير العديد من الفنادق و المركبات السياحية على غرار سيرتا، حمام قرقور، سيرايدي و غيرها، أكد أن الجميع داخل القرية من إطارات و موظفين و عمال، ضاعفوا من مجهوداتهم من أجل الجاهزية في الموعد الذي حدده الوزير لافتتاح القرية و لو بشكل جزئي، كما سبق و أن تم الاتفاق عليه، لكن تم تسجيل صعوبات تقنية على مستوى الحظيرة المائية تتعلق برفع بعض التحفظات المسجلة، فيما كانت الآمال معلقة على الشركة التركية في أن تتمكن من إتمام الأشغال و تجهيز الحظيرة قبل الموعد المحدد، بحكم الأهمية القصوى للحظيرة بالنسبة للزبائن، لكن الاجتماع الأخير مع مسؤولي الشركة التركية، أظهر استحالة إنهاء الأشغال في الموعد المحدد، بالإضافة إلى تأخر الممونين في الوفاء بالتزاماتهم في توفير السلع و التجهيزات المطلوبة و عليه، تقرر تأجيل موعد الافتتاح إلى موعد لاحق، حتى يسمح للشركة بمواصلة العمل في أحسن الظروف و توفير الشروط الأمن و الراحة الكاملة للزبون. أسعار مدروسة و خريجو السياحة لتسيير المرفق و بخصوص مدى إمكانية افتتاح القرية السياحية خلال هذه الصائفة، أكد المتحدث أن الافتتاح الرسمي يتم عندما تكون كل شروط الراحة و الاستجمام مهيأة و متوفرة، حتى يتم استقبال الزبون بكل أريحية و يستفيد من كل الخدمات المطلوبة، خاصة و أن متطلبات الزبون الجزائري تكون وفق ما هو معمول به دوليا، مضيفا أن الجهود متواصلة و سنعمل كل ما في وسعنا على افتتاحها قبل نهاية موسم الاصطياف. أما عن الأسعار التي سيتم اعتمادها و التي أثارت الكثير من الجدل لدرجة جعلت البعض يجزم أن القرية مخصصة لشريحة معينة من المجتمع، يقصدون بها فئة الأغنياء، أنهى المتحدث هذا الغموض بالتأكيد أن الأسعار ستكون مدروسة و دقيقة و لا يمكن أن تكون أسعار خيالية كما يحاول البعض ترويجه، مشيرا إلى أن القرية لها الحظ بحكم توفرها على مختلف أنواع الإيواء، فهناك شقق من غرفة واحدة و غرفتين و ثلاث غرف و أربع غرف، كما تتوفر على ثلاثة أصناف من الفيلات و فندق بطاقة استيعاب إجمالية تصل إلى 1800 سرير و بالتالي فإن الأسعار ستكون مدروسة وفق ما هو متوفر، لأن الزبون يجد خيارات الإيواء متعددة أمامه وفق إمكانياته و رغباته و الأسعار تكون مدروسة بصفة دقيقة حتى تكون الاستفادة متبادلة و حتى يتم استقطاب أكبر عدد من السواح. و أنهى المتحدث الجدل بخصوص إمكانية الاستعانة بأجانب في تسيير هذا الصرح السياحي، بالتأكيد على أن الطاقم المسيّر للقرية السياحية سيكون جزائريا مائة بالمائة، من خلال الاعتماد على توظيف خريجي المدرسة العليا للسياحة و معاهد الفندقة و السياحة، من بينهم معهد سكيكدة، مشيرا إلى يوم التشغيل الذي نظم مع مديرية التشغيل بسكيكدة، مؤخرا، بهدف توظيف خريجي المعاهد و أصحاب الشهادات في مجال السياحة و الفندقة. المشروع أنجز بشراكة جزائرية سعودية بطاقة 1800 سرير من جهته رئيس المشروع، نورالدين بن حمرورة، الذي قضى أزيد من سبع سنوات في هذا المشروع، أي منذ بداية الأشغال في 2016، يحرص حسب ما وقفنا عليه، على متابعة كل كبيرة و صغيرة و يتنقل من ورشة إلى أخرى و لا يهدأ له بال إلا عندما يرى الأشغال تسير وفق ما هو مخطط لها، كما ذكر لنا أن المشروع الوطني أنجز بشراكة جزائرية سعودية ممثلة في الصندوق الاستثمار الجزائري السعودي، الصندوق الوطني للاستثمار و الشركة الجزائرية للتمويل بغلاف مالي يصل بعد إتمام المشروع إلى 10 ملايير دج و تتربع مساحة القرية على 132 ألف متر مربع، تتكون من 9 أجزاء، 5 أجزاء مخصصة للإيواء و تضم نزلا سعته 114 غرفة، فيه ملحقات قاعة متعددة الخدمات و مطبخ و من بين الأجزاء الأخرى، هناك 165 شقة تتراوح ما بين شقة ذات غرفة واحدة و ذات غرفتين و ذات ثلاث غرف و ذات أربع غرف، متفرقة على 15 عمارة و في أسفل المجمع، تتواجد حظيرة لركن السيارات بسعة نفس عدد السكنات (165) و كل هذه الأماكن لها مسابح خاصة بها و الجزء الثاني تتواجد به 3 مسابح، مضمار للعدو، مساحات للتخييم، ميدان للتنس و مضمار للخيول و كل ما يطلبه السائح يجده أمامه. و يتضمن الجزء الثالث، 87 شقة من نوع 2 غرف، 3 غرف و يوجد طابق سفلي لإيواء السيارات و 87 سكنا متفرقة على 8 عمارات فيها مسابح خاصة، بينما الجزء الرابع يضم 16 فيلا تحتوي على شقق و 8 فيلات بها مسابح خاصة و البقية بها مسبح جماعي، أما الجزء الخامس، فيضم 10 فيلات ذات إقامة راقية، كل فيلا بها مدخل خاص و مسبح خاص بها، مساحة كل فيلا 250 مترا مربعا و مساحة أخرى مخصصة للمسبح و حديقة صغيرة. كما توجد أماكن للترفيه و التسلية، مثل ملاعب لمختلف الرياضات و مساحات خضراء، مسرح للهواء الطلق يتسع ل 1500 متفرج، حديقة مائية مساحتها 2 هكتار بطاقة استقبال تتراوح بين 1400 إلى 2000 شخص يوميا، تحتوي على ألعاب للكبار و الصغار و قاعة للرياضة و حمام صونا و قاعات للاعتناء بالجسم و قاعات للحلاقة و التجميل و التدليك و جناح للإطعام يتسع من 800 إلى 1600 شخص يوميا و فضاءات للتجارة بمساحة إجمالية تقدر ب 92 ألف متر مربع. 23 كاميرا مراقبة و 4 كلم من كوابل الشبكات و حسب المتحدث، فإن القرية مزودة بما يقارب 23 كاميرا عبر كامل محيطها و 17 مصعدا، بالإضافة إلى مصاعد خاصة بالفندق و حوالي 4 كلم من الكوابل الأرضية لمختلف الشبكات، 23 حوضا مائيا و 3 كلم من الطرقات، 43 موقعا للمراقبة و لأول مرة في الجزائر، هناك وحدة لتطهير المياه، خاصة بالمشروع، تمنع وصول أي مياه ملوثة للبحر. و خلال صعودك إلى أعلى برج المراقبة، تتراءى لك القرية و كأنها مدينة، خاصة و أنها تجاور المدينة الجديدة بوزعرورة ذات الكثافة السكانية العالية و هذا دليل على كبر مساحة هذه القرية الواقعة بالواجهة البحرية بن مهيدي، التي تصنف كأكبر مشروع قرية سياحية على القطر الوطني و من ضمن أكبر القرى السياحية في إفريقيا، تتضمن فنادق و فيلات و شقق فاخرة و ملحقات عصرية بكامل المتطلبات بمواصفات عالمية. مصريون و أجانب انبهروا بجمال القرية السياحية و أضاف المتحدث، أن مصريين يعرفون جيدا شرم الشيخ، إلا أنهم لما شاهدوا القرية، أبدوا إعجابا كبيرا بالمشروع، خاصة لما اطلعوا على تركيبته و فلسفته كقرية سياحية بأتم معنى الكلمة و هناك من الأجانب من أصيبوا بالدهشة لطول و جمال الشريط الساحلي لولاية سكيكدة، مضيفا أنه من موقعه كرئيس للمشروع، كان حريصا على عدم الوقوع في أخطاء و لهذا تم تسيير الأشغال رويدا رويدا، لأنه ليس بمشروع سكني عادي، كما أن الزبون لما يأتي للقرية، فهو يطلب أن توفر له كل الشروط في الحين و على هذا الأساس، فإن الخطأ غير مسموح به. و بالعودة إلى التحضيرات الجارية على أساس برمجة تسليم المشروع في الخامس من جويلية، أكد المتحدث، أن الأشغال جارية على قدم و ساق و قد تمت مضاعفة ساعات العمل من الثامنة صباحا إلى الثامنة ليلا و أحيانا التاسعة و حتى أيام العطل الأسبوعية بدون توقف من الثامنة إلى السابعة، مضيفا بأن الأشغال الكبرى انتهت و نحن في مرحلة التجهيز الداخلي و الخارجي و هي العملية التي شرع فيها منذ حوالي شهرين و كان تأخر بعض الممونين في الالتزام بتعهداتهم، سببا في هذا التأخر، بالإضافة إلى جائحة كورونا التي كان لها تأثير كبير، لأن بعض المؤسسات و المصانع كانت تشتغل بكامل طاقتها، قبل أن تنخفض إلى 40 بالمائة و بالتالي لم تتمكن من توفير كل السلع و التجهيزات المتفق عليها من قبل، لأنه تم تسطير خطة عمل تقضي بتجهيز فيلا أو فيلتين و وضعهما حيز الخدمة أمام الزبائن تحسبا للافتتاح يوم الخامس جويلية، لكن أن يتم تسليم القرية بكاملها صعب جدا و يستحيل ذلك في الوقت الحالي. أما بخصوص الحظيرة المائية، فقد تم انجازها مثلما قال محدثنا، في سنة 2019، لكن بسبب ظروف طبيعية، كان لزاما إعادة النظر فيها و الشركة التركية تواصل عملها بوتيرة نارية من أجل تجهيزها، معتبرا هذه الحظيرة بمثابة لؤلؤة المشروع، نظرا لأهميتها عند الزبون، كما تمت تغطية القرية بكل الجوانب الأمنية لحماية الزبائن و خاصة الأطفال الصغار، من خلال وضع حواجز واقية لحمايتهم من السقوط من المرتفعات و إبعاد أي خطر عنهم، لأن أمن الزبون يشكل أولوية قصوى. و عن توقعات الاستقبال، تحدث رئيس المشروع عن اهتمام كبير من طرف السواح للتوافد على القرية السياحة و قضاء العطل، مشيرا إلى أن بعض الأطراف التي تروج لإشاعات مغرضة مفادها أن المشروع لا أساس له من الصحة و ليس بالحجم الذي يروج له، لكن بعد أن زار البعض القرية و ولوجهم إلى الداخل، تفاجأوا بشساعتها و تيقنوا أن المشروع حقيقي و ليس وهما، مؤكدا أن المشروع يعتبر تجربة أولى من هذا الصنف بالجزائر، إذا ما نظرنا إلى المركبات السياحية بسيدي فرج في الجزائر العاصمة أو الأندلسيات بوهران، فإن القرية السياحية "روسيكادا" تتوفر على كل التجهيزات و متطلبات تجعلها تتميز بخصوصية عن بقية المركبات السياحية على مستوى القطر الوطني.