تستقبل أوبرا "بوعلام بسايح" في الجزائر العاصمة، حفلا فنيا غنائيا، استذكارا للفنانة الكبيرة وأميرة الطرب العربي الراحلة وردة الجزائرية، يوم الأحد 24 نوفمبر الجاري، وذلك إحياءً للتراث الفني والغنائي الوطني، وللحفاظ على الإرث الثقافي الذي تركه الفنانون الكبار، وفقا لما ذكره المنظّمون. وسيحيي الحفل كوكبة من الفنانين، وهم الفنانة أمل وهبي، ندى الريحان، حسيبة عمروش، خالد محبوب، رحاب الجزائرية، فؤاد ومان، ويقود كمال معطي الأوركسترا المرافقة للمطربين. ويندرج الحفل ضمن الاحتفالات المخلدة للذكرى السبعين لاندلاع الثورة التحريرية المباركة، وتحت إشراف وزارة الثقافة والفنون، الديوان الوطني للثقافة والإعلام بالتعاون مع أوبرا "بوعلام بسايح". ولدت وردة الجزائرية، واسمها الحقيقي وردة فتوح في فرنسا عام 1939، لأب جزائري وأم لبنانية من عائلة بيروتية تدعى يموت، مارست الغناء في فرنسا وكانت تقدّم الأغاني للفنانين المعروفين في ذلك الوقت مثل أم كلثوم وأسمهان وعبد الحليم حافظ، وعادت مع والدتها إلى لبنان وهناك قدّمت مجموعة من الأغاني الخاصة بها. كان يشرف على تعليمها المغني الراحل التونسي الصادق ثريا في نادي والدها في فرنسا، ثم بعد فترة أصبح لها فقرة خاصة في النادي. كانت تؤدي خلال هذه الفترة أغاني أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، ثم قدمت أغاني خاصة بها من ألحان الصادق ثريّا. اعتزلت الغناء سنوات بعد زواجها، حتى طلبها الرئيس الأسبق هواري بومدين كي تغني في عيد الاستقلال العاشر للجزائر عام 1972، بعدها عادت للغناء فانفصل عنها زوجها جمال قصيري وكيل وزارة الاقتصاد الجزائري، فعادت إلى القاهرة، وانطلقت مسيرتها من جديد وتزوجت الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي لتبدأ معه رحلة غنائية استمرت رغم طلاقها منه سنة 1979. كان ميلادها الفني الحقيقي في أغنية "أوقاتي بتحلو" التي أطلقتها في عام 1979م في حفل فني مباشر من ألحان سيد مكاوي. كانت أم كلثوم تنوي تقديم هذه الأغنية في عام 1975 لكنها ماتت. لتبقى الأغنية سنوات طويلة لدى سيد مكاوي حتى غنتها وردة. وتعاونت وردة الجزائرية مع الملحن محمد عبد الوهاب، وقدمت مع الملحن صلاح الشرنوبي العمل الشهير "بتونس بيك"، كما شاركت وردة الجزائرية في العديد من الأفلام منها "ألمظ وعبدو الحامولي" مع عادل مأمون ومع رشدي أباظة.