احتضنت المكتبة الوطنية أمس، وأول أمس فعاليات الملتقى الوطني "أدب المقاومة في الجزائر، الثقافة في مواجهة الخطاب الكولونيالي"، الذي نظمه المركز الوطني للكتاب وكان فرصة حيوية للتبادل الفكري والعلمي حول دور الأدب والثقافة في مواجهة الاستعمار. افتتح الملتقى الذي شهد حضور شخصيات ثقافية وأكاديمية، بمداخلة افتتاحية ألقاها حبيب مونسي من جامعة جيلالي اليابس بسيدي بلعباس، بعنوان "ميسم الخطاب الكولونيالي وآثاره الاستعمارية في ثقافة الشعوب ووعيها الحضاري"، والتي تناولت التأثيرات العميقة للخطاب الكولونيالي على الوعي الثقافي للشعوب، عقب ذلك العديد من الجلسات العلمية التي تطرقت لمواضيع متنوعة في الأدب الجزائري والمقاومة الثقافية للاستعمار. وقد ترأس الجلسة العلمية الأولى عبد الحميد هيمة من جامعة قاصدي مرباح بورقلة، وتناولت موضوعات مثل "الخطاب الكولونيالي في كتابات أبوالقاسم سعد الله وسعدي بزيان" التي قدمها الدكتور محمد زمري من جامعة تلمسان، حيث حلل فيها أبعاد المقاومة في أعمال هذين المؤرخين البارزين، وأكمل وحيد بن بوعزيز من جامعة الجزائر 2 الجلسة بمداخلة استعرض فيها أهم المواقف الفكرية المضادة للاستعمار في كتابات الشخصيات الجزائرية الكبرى مثل الأمير عبد القادر ومالك بن نبي. وناقشت الجلسة الثانية، التي ترأسها دحوحسين من جامعة قاصدي مرباح بورقلة، موضوعات أخرى مثل "الأدب الجزائري والمقاومة الثقافية للاستعمار" التي قدمها علي خفيف من جامعة عنابة، و"الثقافة الجزائرية: ذلك الواحد المتعدد، قراءة في روايات السبعينات" عبد الجليل منقور من جامعة عين تموشنت، كما تناول الطيب بودربالة من جامعة باتنة "ثقافة المقاومة من خلال السرديات الجزائرية"، بينما عرض علي ملاحي من جامعة الجزائر 2 موضوع "الإيقاع الثقافي المقاوم للنزعة الكولونيالية في تجارب الشعر الجزائري المعاصر". وشهد اليوم الثاني من الملتقى، برمجة جلسات علمية مكثفة، حيث ترأس سعيد بن زرقة من المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة الجلسة الثالثة، والتي شملت مداخلات"الرواية فعل مقاوم: قراءة في نماذج عربية" ل عز الدين جلاوجي من جامعة البشير الإبراهيمي برج بوعريريج، و"محكي الموت في الخطاب الروائي ما بعد الكولونيال، الرواية الجزائرية أنموذجا" لأمال رشداوي من جامعة الجزائر 2. أما الجلسة الرابعة فناقشت موضوعات "أدب المقاومة في الأدب الجزائري الموجه للأطفال" للأستاذ العيد جلولي من جامعة قاصدي مرباح ورقلة، و"الجهود الجزائرية في الدرس ما بعد الكولونيالي". ليختتم الملتقى بالتأكيد على أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره العميق في إثراء الثقافة الوطنية وتعزيز الهوية الجزائرية.