الجزائر – غينيا (اليوم بالقاهرة سا 14 و30د) الخضر لخطف آخر تأشيرة مونديالية يخوض زوال اليوم، المنتخب الوطني لكرة اليد مباراة هامة، تجمعه بمنتخب غينيا، في ختام الطبعة 25 لنهائيات كأس أمم إفريقيا المقامة بالعاصمة المصرية القاهرة، في مواجهة ستكون بطابع "النهائي"، لأن نتيجتها ستحدد خامس المتأهلين عن القارة السمراء إلى الطبعة القادمة من المونديال، في رحلة بحث الخضر عن المشاركة رقم 16 في نهائيات كأس العالم، مقابل سعي غينيا لتأكيد الصحوة الكبيرة التي أبانت عنها في ثالث ظهور لها في العرس القاري، وذلك من خلال مواصلة تفجير المفاجآت، وضمان المشاركة في مونديال السويد وبولونيا. ولئن كان السباعي الجزائري، لم يقدم في هذه الدورة المستوى الذي اعتاد عليه، بسبب الأزمة التي تتخبط فيها "الكرة الصغيرة" الجزائرية، والتي كانت لها انعكاسات مباشرة على نتائج المنتخبات الوطنية في مختلف الاستحقاقات، فإن موعد هذه الظهيرة يضع تشكيلة المدرب غربي أمام فرصة حفظ ماء الوجه، لأن اقتطاع تأشيرة التأهل إلى الطبعة 28 من المونديال المقرر في جانفي 2023 ببولونيا والسويد، كفيل بالتخفيف من آثار المشاركة المخيبة للآمال في دورة مصر، لأن كل المعطيات كانت ترشح الجزائر لبلوغ المربع الذهبي، وبالتالي ترسيم التأهل مباشرة إلى نهائيات كأس العالم، إلا أن الوجه الشاحب جسد الوضعية الراهنة لكرة اليد الجزائرية، خاصة بعد الانهيار المدوي أمام غينيا في جولة الافتتاح، ثم الفوز بشق الأنفس على الغابون، والذي كان كافيا لتجاوز عقبة الدور الأول، ليكون بعدها الانهيار التام أمام المنتخب المصري منتظرا، الأمر الذي استوجب المرور إلى دور "المواساة"، في رحلة التنافس على خامس تأشيرة إفريقية مؤهلة إلى المونديال. مباراة اليوم، وفضلا عن الأهمية القصوى التي تكتسيها نتيجتها، باعتبارها مفصلية ومحددة لهوية خامس ممثل للقارة السمراء في مونديال السويد وبولونيا، فإنها بالموازاة مع ذلك، ستكون بطابع "ثأري"، لأن الطرفين سبق لهما وأن التقيا في افتتاح الدورة قبل أقل من أسبوع، مما يعني بأن كل منتخب يعرف جيدا منافسه، ولو أن المنتخب الغيني، كان قد صنع الحدث وفجر المفاجأة بفوزه على النخبة الجزائرية، التي كانت مرشحة على الورق للفوز دون عناء، لكن الأداء الذي قدمه منتخب غينيا في هذه الدورة، سيدفع بالناخب الوطني رابح غربي إلى توخي الحيطة والحذر، لأن الأمر لا يتعلق بمنافس كان قد فجر مفاجأة واحدة، بل أن السباعي الغيني كان من المفاجآت السارة لهذه النسخة، رفقة منتخب جزر الرأس الأخضر، الذي بلغ النهائي وسيلاقي "الفراعنة"، وهو مؤشر ميداني على أن موازين القوى قد تغيّرت، وذلك بتحكيم هيمنة منتخبات "شمال القارة" على النهائي. إلى ذلك، فإن النخبة الوطنية أظهرت تحسنا نسبيا في الآداء الجماعي مع تقدم المنافسة، لأن المعاناة من نقص الانسجام كانت من بين أبرز الأسباب التي كانت وراء هزيمة المباراة الأولى أمام منافس اليوم، رغم أن بعض العناصر بدت متأثرة من نقص الجاهزية البدنية، في صورة مسعود بركوس، خربوش وكعباش، وهو ثلاثي الخبرة الذي أصبح يشكل السند للمهاجم مختار كوري، أفضل هداف جزائري في هذه الدورة، ويحتل المركز الثامن في اللائحة الإجمالية، وهذه المعطيات ارتسمت ميدانيا في اللقاء الفاصل الأول مع جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث أحسنت التشكيلة الجزائرية التعامل مع أطوار اللقاء، وتفادي الانهيار البدني. من هذا المنطلق، يمكن القول بأن مقابلة اليوم، ستلعب بمعطيات مغايرة تماما لتلك التي كانت في اللقاء الأول بين المنتخبين قبل أسبوع، لأن النخبة الوطنية تمتلك من الخبرة ما يشفع لها بالأخذ بثأرها من منتخب غينيا، وبالتالي تجسيد الهدف المسطر من المشاركة في النسخة 25 من "الكان"، وذلك بالعودة من الأراضي المصرية بالتذكرة المؤدية إلى مونديال 2023، لأن الجزائر اعتادت على تمثيل القارة السمراء في أكبر محفل عالمي، وقد كان حضورها شبه منتظم منذ بداية الألفية الجارية، بالغياب عن 3 دورات فقط في عقدين من الزمن، وكان ذلك في سنوات 2007، 2017 و 2019، مقابل تنشيط العرس العالمي للكرة الصغيرة 15 مرة سابقة، والنجاح في بلوغ هذه الغاية كفيل بتضميد الجراح، وتعبيد الطريق لإخراج "اليد" الجزائرية من الأزمة التي ظلت تتخبط فيها على مدار 3 سنوات. ص / فرطاس