نفايات طبية و جراحية مرمية في ضريح ماسينيسا قام مجهولون برمي كميات من النفايات الطبية و الجراحية بالقرب من ضريح ماسينيسا المعروف بالصومعة في بلدية الخروب، و تراكمت تلك النفايات على مساحة تقارب المئة متر مربع مثلما عاينت النصر أمس بعد إخطارها من طرف مواطنين ذهلوا لما شاهدوه عند تجوالهم بالمعلم الأثري و السياحي الشهير بولاية قسنطينة. النفايات الطبية التي كانت بادية للعيان أمس تتمثل في كميات من أنابيب التحاليل و أنابيب الاختبار و الإبر و الحقن و العديد من القارورات البلاستيكية بها أنابيب تحاليل تحتوي على بقايا دم و إفرازات أخرى. زيادة على تلك المواد انتشرت على بعد حوالي 300 متر من مبنى ضريح ماسينيسا البقايا من الضمادات و أكياس جمع البول و الدم مع الأنابيب الموصولة بها و التي تستخدم في العمليات الجراحية لتصفية الدم و الجسم من النفايات و الإفرازات التي تنجم عن العمليات الجراحية، و كذا بقايا أدوية تستعمل في عمليات التوليد مثل "البروجيستيرون" و "الفانتانيل" و حتى علب و حقن فارغة لمادة المورفين المستعملة في تسكين الألم و عند تخدير المرضى الذين يخضعون للعمليات الجراحية. رمي تلك النفايات في الهواء و بموقع سياحي و أثري يقصده العشرات من الناس و من طلبة المدارس بمناسبة عطلة الربيع المدرسية بث مخاوف في أوساط المواطنين من خطر تعرضهم لتلوث ناجم عن بقاء تلك المواد الطبية و الجراحية في الطبيعة. رئيس بلدية الخروب الصديق حمايزية قال أنه لا يعلم بالحادثة و لا بمكان رمي تلك النفايات الخطيرة على الصحة و سارع إلى الإبلاغ عن الحادث لدى مصالح الأمن مع تكليف أعوان البلدية بمهمة جمع تلك النفايات و عدم تركها في الطبيعة. "مير" الخروب قال أن البلدية عرفت قبل ثمانية أشهر تقريبا حادثة مماثلة قام خلالها مجهولون برمي حمولة شاحنة من النفايات الطبية بالطريق المؤدي إلى بلدية ابن باديس غير بعيد عن مركب رمضاني الفندقي، و قد سارعت البلدية وقتها إلى نقل تلك النفايات و تحويلها إلى المحرقة الخاصة بحرق نفايات المستشفيات. و فسر رئيس البلدية قيام بعض أصحاب العيادات و المصحات الخاصة برمي نفايات عياداتهم في الخلاء برغبتهم في التهرب من دفع المبالغ المترتبة عن حرقها في المرامد المخصصة لذلك. من جهته المكلف بالإعلام على مستوى الديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية السيد بن بوزيد نفى علم الديوان بحادثة رمي النفايات الطبية و الجراحية في محيط ضريح ماسينيسا و قال أن الهيئة التي تتولى تسيير الضريح إلى جانب منطقة تيديس الأثرية و قصر أحمد باي طالبت مرارا من بلدية الخروب و الدائرة و من والي قسنطينة دعم الديوان بأعوان الحراسة من شبان الوكالة الوطنية للتشغيل و لكن تلك المطالب بقيت نداءات دون إجابة وطلب الديوان حسب ذات المسؤول من السلطات المحلية الدعم للمساعدة في عمليات إعادة تهيئة تلك الممتلكات الأثرية المحمية و جعلها قبلة للمواطنين بغية الراحة و السياحة الثقافية. ورغم جهل الجهتين الوصيتين بعملية طرح نفايات طبية و جراحية في الخلاء على بعد أمتار من ضريح ماسينيسا فالخطورة التي تترتب على الصحة العمومية جراء هذا الفعل ثابتة، ليبقى الفاعل مجهولا إلى حين توصل جهات التحقيق إلى تحديد من يكون وراء العملية. ع.شابي