أكدت مصادر متطابقة ل"الأيام" أن مصالح فرقة الدرك الوطني لبلدية «هيليوبوليس» بقالمة، باشرت منذ أيام تحقيقات معمقة بشأن فضيحة رمي النفايات الطبية بالمفرغة العمومية المتواجدة بمنطقة «بوقرقار» الواقعة بإقليم البلدية، وتأتي هذه الخطوة حسب مصادرنا إثر المعلومات التي تلقتها بشأن هذه القضية. شرعت ذات المصالح عقب تأكدها من وجود نفايات صحية وبقايا مخلفات العمليات الجراحية وعمليات الولادة بذات المفرغة، في وضع خطة محكمة لمراقبة مداخل المفرغة والشاحنات الوافدة إليها، ليتم ضبط سيارة إسعاف تابعة للمؤسسة الاستشفائية «الحكيم عقبي» بقالمة، وعند توقيفها بمكان رمي القمامة العمومية، تبين أنها تحمل نفايات طبية وأخرى جراحية، تنبعث منها روائح كريهة نتيجة وجود كميات معتبرة من الدم، وعلى إثر ذلك تم توقيف سائقها واقتياده إلى مقر الفرقة الإقليمية للدرك الوطني للتحقيق معه، أين تبين أنه يحوز على أمر بالمهمة ممضي من قبل المراقب الطبي بالمستشفى، والذي تم أيضا استدعاؤه للتحقيق في هذه الفضيحة التي تشكل خطرا على البيئة وعلى الصحة العمومية للمواطنين. كما أضافت مصادرنا أنه ومن بين النفايات التي كانت تحملها سيارة الإسعاف أكياس للدم الذي انتهت مدة صلاحياتها، أو تلك التي لم تكتمل فيها عملية الحقن، في الوقت الذي لازالت فيه التحقيقات مستمرة لكشف خلفيات هذه العملية ومن يقفون وراءها خاصة وأن التحقيقات الأولية أكدت أن مستشفى «الحكيم عقبي» ظل يتخلص من النفايات الطبية في المفرغة العمومية بمنطقة «بوقرقار» منذ مدة بسبب تعطل جهاز حرق النفايات الطبية، لما تشكله من أخطار على الصحة العمومية، نتيجة احتواء هذه المواد على الميكروبات والجراثيم ومختلف أنواع البكتيريا السريعة الانتشار والانتقال في الجو، خاصة وأن المفرغة العمومية ب«بوقرقار» المتواجدة في فضاء مفتوح على الطبيعة تعتبر مرعى للأبقار والأغنام المتواجدة في المنطقة، كما أنها غير بعيدة عن الأطفال والأشخاص الذين يبحثون فيها عن بعض الحاجيات والمواد التي قد يعيدون بيعها.