البلدية تسعى لإخراج الإدارات والأسواق خارج المدينة وسط مدينة سوق أهراس أصبح لا يطاق..ولم يعد ممكنا التحرك بسهولة سواء كان الأمر ترجلا أم بسيارة ..تجارة الأرصفة أغلقت كل المنافذ . وظاهرة التسوق لا سيما عصرا عقدت التنقل والحياة العادية المألوفة . الشوارع وسط المدينة تكتظ بالزائرين والسواق والمتسوقين إلى درجة الاختناق . و بصفة متميزة العنصر النسوي الذي يغزو المحلات وكأن كل سكان سوق اهراس يخرجون في هذا الوقت. الناس ليسوا مجبرين على دخول المحلات ، فكل البضائع تقريبا معروضة على الأرصفة بما في ذلك المواد الغذائية والخضر والفواكه وغيرها من الأكلات التقليدية كالمحجوبة التي تحضر في الحين وتؤكل ساخنة لمن يطلبها. روبورتاج وتصوير : م / بن دادة نهاية الضغط ستكون باخراج الادارات رئيس البلدية يعتقد أن الضغط الذي يعاني منه وسط المدينة راجع إلى نقص الخدمات بالأحياء الجديدة و بالتالي فتوفير هذه الخدمات هناك يقلل من توافد المواطنين على وسط المدينة. وهو ما تسعى السلطات إلى تحقيقه عبر توزيع الإدارات و الأسواق و غيرها من المرافق . في هذا الشأن سيتم إنجاز أقطاب متعددة ، رياضية و ثقافية و إدارية لجمع المرافق الخاصة بها في مكان واحد. ويستدرك نفس المسؤول بأن الأمر حاليا لا يدعو للقلق فهو ليس مضرا باعتبار أن شدة الإكتظاظ محدودة في وقت زمني قليل (حوالي ساعتين فقط في المساء). لكن مع هذا كما قال فقرار منع احتلال الأرصفة من طرف التجار موجود إلا أن هناك بعض التساهل في تطبيقه ما دامت الأمور لم تتطور إلى شكل يعيق السير العادي للحياة. و أشار إلى أن الذي شجع الشباب على ممارسة تجارة الأرصفة هم بعض التجار الذين يوظفون هؤلاء الشباب في بيع بضاعتهم بترك حرية تحديد هامش الربح الذي يرغبون فيه، فالمهم بالنسبة للتاجر هو الحصول على الثمن الذي يرضيه والشاب حر في السعر الذي يبيع به. تجارة العصافير رائجة تعتبر تجارة عصافير الزينة من بين النشاطات الممارسة بكثرة في سوق اهراس مما أعطى لسوق العصافير بها شهرة جهوية بشرق البلاد لا سيما كما قال السيد فطار انتشار عصفور « المقنين « بغابات المنطقة. وحذر من التمادي في صيد هذا العصفور لأن مصالح الغابات بالمرصاد لمن يقوم بهذه المخالفات التي قلصت عدد هذا الطائر الجميل وصار مهددا بالإنقراض بالمنطقة. ومع هذا فقد اعترف رئيس البلدية أن سوق العصافير هي الأكثر تنظيما و نظافة وهدوء. الأحواش القديمة ستخصص للمرافق العمومية قررت البلدية غلق الأحواش القديمة الموجودة بوسط المدينة و المتميزة ببيوتها الهشة بعد أن تم تعويض سكانها بسكنات اجتماعية لائقة. هذه الأحواش أملاك خاصة . بعض ملاكها غائبون. بحثت عنهم البلدية عبر الإعلانات وعن طريق بعض أقاربهم واقترحت على الذين وجدتهم ترميم تلك المساكن أو هدمها. لكن الأملاك التي لم يظهر أصحابها سيتم حسب نفس المسؤول اتخاذ قرارات بهدمها وفق إجراءات قانونية معروفة لتوجيهها للمنفعة العمومية ويتم تقويمها ووضع أموال تعويضية في حسابات باسم أصحابها في الخزينة العمومية إلى يوم اتصالهم. من جانب آخر استطاعت بلدية سوق أهراس أن تتخلص تقريبا من نصف السكن الهش و القصديري الموجود بترابها فقد تم تهديم حوالي 600 كوخ وتم نقلهم إلى مساكن جديدة في إطار محاربة السكن الهش. لكن رغم هذا لا زالت ظاهرة السكن القصديري منتشرة بكثرة بالبلدية ويتراوح عدد الأكواخ المتبقية ما بين 700 إلى 800 بيت قصديري. سكان البلديات يحنون لعاصمة الولاية يبدو الحنين وارتباط سكان الأرياف و المدن الأخرى بولاية سوق أهراس بعاصمة ولايتهم جليا من حضورهم اليومي القوي بمقاهي ساحة وسط المدينة " ساحة الإستقلال " أو ساحة الأسد كما يحلو للبعض تسميتها بسبب وجود تمثالين لأسدين متقابلين يتقاسمان الساحة التي يرتادها تجار الهواتف النقالة و ألبسة مختلفة قديمة وجديدة. وحتى طيور الحمام وجدت ضالتها في هذه الساحة بوجود من يتعاطفون معها ويوزعون عليها الحبوب من حين إلى آخر. ويزداد ارتباط هؤلاء السكان بمدينة سوق أهراس في ليالي رمضان حسب ما قيل لنا فالكثير منهم لا يحلو لهم السهر إلا في عاصمة الولاية. ولعل العامل المشجع على هذا هو قرب المسافات التي لا تزيد في غالب الأحيان بين مدينة سوق أهراس و المدن و القرى الأخرى سوى 50 كلم مثلما أشار إلى ذلك رئيس البلدية الذي ذكر بوجود ظاهرة أخرى محلية وهي أن أغلب سكان الولاية من مواليد سوق أهراس وهذا لأن كل أمرأة يأتيها المخاض تنقل إلى سوق أهراس عندما كانت مستشفيات الولادة موجودة فقط بعاصمة الولاية. هذا الوضع جعل كل مواليد مدينة سوق أهراس يطلبون ببلديتها الشغل و السكن رغم أنهم في الحقيقة لا يقيمون فيها. ويظهر ذلك عند إجراء تسجيلات الخدمة الوطنية إذ تجد الإدارة صعوبة في تحديد مقر سكن الدفعات المتتالية. ولعل هذا الإرتباط إضافة إلى مشكل البطالة هو ما يدفعهم للتوجه إلى مدينة سوق أهراس للبحث عن فرص العمل أو ممارسة التجارة في الشوارع و الأرصفة. ويمكن أن يكون الإقبال اليومي للإسترزاق بعاصمة الولاية أحد مؤشرات البطالة القوية بهذه المناطق. و بالفعل ففرص العمل المنتظمة قليلة جدا بهذه الولاية نظرا لافتقارها إلى نسيج صناعي قوي . فأغلب فرص العمل المتاحة مع أنها ليست دائمة هي ما توفره الإدارات العمومية مثل البلدية و قطاع التربية.. مقر البلدية سيحول إلى فندق تسبب نقص مرافق الإيواء في حرمان مدينة سوق اهراس من تنظيم نشاطات علمية وثقافية هامة مما جعلها تبدو و كأنها مهمشة حيث يتطلب الوضع تحويل الضيوف عندما يكون عددهم كبيرا إلى المبيت بقالمة أو عنابة لأن المدينة لا توجد بها فنادق استيعاب كافية ، إذ لا يوجد سوى فندق واحد ( قطاع خاص ) مصنف 4 نجوم ومغلق بسبب خلافات وراثية في طريقها الى الحل حسب رئيس البلدية . هذا الوضع جعل السلطات المحلية تفكر في تحويل المقر الحالي لبلدية سوق أهراس إلى فندق بعد إنجاز مقرها الجديد الذي تقدمت نسبة إنجازه بحوالي 60 بالمائة. والمقر الحالي للبلدية ليس بعيدا عن المسرح البلدي الذي تخلت عنه البلدية لصالح مديرية الثقافة التي تعمل على ترقيته إلى مسرح جهوي وتقوم حاليا بترميمه. التهيئة مؤجلة لما بعد إنجاز شبكة مياه الشرب تعود صعوبة حركة المرور في سوق أهراس لسببين رئيسيين الأول هو مثلما ذكرنا الإكتظاظ الشديد الموجود بوسط المدينة الذي زادت حدته التجارة الفوضوية. والثاني هو تدهور الطرقات بالعديد من المحاور و الأحياء السكنية مما يتطلب برنامجا واسعا للتهيئة و التحسين الحضري وهو موجود لدى مديرية البناء و التعمير كما قدمت البلدية اقتراحات لتجديد الإنارة العمومية و إعادة تهيئة بعض الطرق و الأرصفة ضمن البرنامج البلدي للتنمية . إلا أن هذا لن يحدث مثلما أكد رئيس البلدية إلا بعد تجديد قنوات شبكة مياه الشرب حيث استفادت بلدية سوق أهراس من مشروع ب 92 كلم لتجديد هذه الشبكة. لكن هذا في الحقيقة لا يمنع من القيام ببعض الأعمال الترقيعية في الطرقات و إزالة الحفر لتقليل الأضرار التي يعاني منها السائقون يوميا وهو وضع كما يقول عنه أهل سوق اهراس صار لا يطاق. وقد زاد الطين بلة المحول الذي تجري أشغال إنجازه بوتيرة بطيئة حسب الملاحظين على الطريق الوطني رقم 16 بحي باجي مختار والذي تسبب في شل حركة المرور خاصة وأن هذا المحور تعبره شاحنات نقل المادة الأولية الحديدية من منجم الونزة في اتجاه الحجار. البلدية ستتخلى عن جمع القمامة للخواص كشف رئيس بلدية سوق اهراس أن المجلس البلدي قرر إسناد مهمة جمع القمامة للقطاع الخاص بكراء هذه الخدمة لمؤسسات خاصة تجمع قمامات الأحياء التي لا تستطيع البلدية الوصول إليها . واعترف نفس المسؤول بوجود نقص في الإمكانيات مما يؤثر سلبا على إنجاز مهمة النظافة على أحسن ما يرام رغم شراء بعض الشاحنات ووضع حاويات في عدد من الأحياء. وعن أهم انشغالات السكان قال رئيس البلدية أنها مثلما هو موجود بكل الجزائر لا تخرج عن السكن و الشغل. و ذكر بعض الجهود التي بذلت لتخفيف حدة هذين المشكلين مثل توزيع ألف مسكن مؤخرا في جو هادىء حسبه لم تحدث خلاله أي أعمال شغب لأن التوزيع في نظره كان عادلا و الفرصة متاحة للتظلمات عن طريق الطعون التي ستدرسها لجنة ولائية ستقوم بتحقيقات ميدانية في هذه الطعون و الذي يثبت أحقيته في السكن سيحصل على حقه.