أدى سوء الأحوال الجوية، نهاية الأسبوع الفارط، ببلدية سدراتة إلى عزل اكبر الأحياء السكنية والأحياء القصديرية حيث قضت معظم العائلات ليلة الجمعة تحت رحمة أمطار طوفانية تهاطلت منذ الساعات الأولى ويعود السبب الرئيسي لانسداد البالوعات بالأتربة المنحدرة من الأحياء الواقعة في أعالي المدينة كحي خضراوي أحمد والحي البلدي وحي الصنوبر وغمرت مياه الأمطار السكنات الطينية بحي عثماني ذي الكثافة السكانية العالية والذي تعيش به أزيد من 2000 نسمة قضوا ليلتهم في الخلاء لكون المياه غمرت الحي القصديري بأكمله. كما جرفت المياه المتدفقة حتى الأفرشة والتجهيزات الكهرومنزلية وقضى أرباب الأسر ليلتهم في تحويل أبنائهم من مكان إلى آخر خوفا من أن تجرفهم المياه كما ان انقطاع التيار الكهربائي عقد من العملية وبمجرد طلوع النهار قام المواطنين بإغلاق المنافذ الأربعة للحي وطالبوا بحضور الوالي للوقوف على حجم الكارثة رغم أنهم وعدوا في السابق بترحيلهم نظرا لطبيعة السكنات المشكلة أساسا من الطين والقصدير. نفس الوضع عاشه بعض سكان حي خضراوي أحمد وسكان زنقة عاشور بوسط المدينة، ومن بين الأضرار التي وقفت عليها الخبر هو الطريق المنجز منذ أسبوع بحي خضراوي أحمد الذي جرفته المياه وكشفت عيوب الإنجاز ويظهر ذلك من خلال الغطاء الإسفلتي الذي لم يقاوم مياه تساقط يوم واحد وانتشرت قطع الإسفلت عبر كامل الحي وأغلقت حركة المرور أمام السكان، كذلك وحدة سونلغاز التي استلمت منذ أقل من أسبوع وكلفت خزينة الدولة أزيد من 8 مليار سنتيم غرقت في المياه والأوحال وخلال زيارتنا للوقوف على حجم الخسائر منعنا المقاول المكلف بالإنجاز من أخذ صور لعدم كشف المستور واحتج بأن المشروع لم يستلم بعد رغم أن إدارة سونلغاز بثت ومضات اشهارية عن طريق إذاعة سوق أهراس المحلية معلنة فتح الوكالة الجديدة أمام الزبائن لكن وجدنا ملفات هامة تغوص في الأوحال. وحسب مصادر من عين المكان، فإن الخطأ يكمن على مستوى مكتب الدراسات الذي لم يأخذ في الحسبان واجهة المؤسسة التي تقع في منحدر سبق وأن تعرض للعديد من الفيضانات كما أنه لا وجود لبالوعات داخلية تسمح على الأقل بمرور المياه حتى عند عمليات التنظيف. وفي حدود الحادية عشر صباحا حضر والي الولاية الذي عاين العديد من سكنات حي عثماني والتف حوله المواطنون بغية طرح انشغالاتهم حول عملية الترحيل لكن تدخل رجال الأمن حال دون وقوع أي انزلاق كما عاين أحد الأحواش المتضررة ووعد بتخصيص المائة سكن المنجزة بالقرب من حي عثماني بتسليمها لهم، إضافة إلى حصة أخرى ب 250 وحدة سكنية ستخصص للسكنات الهشة بذات الحي إلى غاية ترحيل كل السكان وتوجه بعدها إلى مقر الدائرة وعقد جلسة عمل طارئة مع رئيس الدائرة ورئيس البلدية وبعض المدراء التنفيذيين.