تسجل الأيام الأولى من رمضان تراجعا في التجارة الفوضوية بقلب قسنطينة، حيث لم تعرف الشوارع الرئيسية للمدينة القديمة تردد عدد كبير من الباعة مثلما شهدته قبل شهر الصيام، بينما تعرف أحياء أخرى انتشارا نسبيا لهم، على غرار حي الدقسي ووادي الحد. ولاحظنا خلال جولة بشارعي ديدوش مراد و19 جوان بوسط المدينة تراجعا في عدد الباعة الفوضويين الذين اعتادوا التردد على المكان من أجل عرض الملابس والأواني وغيرها من المنتجات قبيل شهر رمضان، حيث لم نجد إلا بعضا منهم يحملون البضائع، في حين كان الآخرون يفترشون الأرض بسلعهم. وذكر لنا أحد الباعة أن الحركية ضعيفة خلال الأيام الأولى من شهر رمضان ما جعلهم يعزفون عن النشاط في الشارع، بينما لاحظنا أن أغلبهم يعرضون سلعهم بحذر خوفا من مصادرتها من طرف عناصر الشرطة. وتسجل نقاط أخرى من وسط المدينة انتشارا للباعة خلال الساعات المسائية مع اقتراب موعد الإفطار، على غرار شارع العربي بن مهيدي بالقرب من المنفذ المؤدي إلى ممر «كازانوفا»، حيث يقصده أصحاب طاولات بيع البيتزا والخبز والحلويات. وتشهد أزقة المدينة القديمة وأنهجها الضيقة تواجدا لأصحاب الطاولات الذين باشروا نشاطهم خلال شهر رمضان، لكننا لاحظنا أن عددها ليس كبيرا، فضلا عن أن الكثير من الباعة النشطين فيها اعتادوا ممارسة التجارة الفوضوية طيلة السنة، على غرار ما وجدناه في السويقة ورحبة الصوف التي تسجل نشاطا أقل. ويعرف محيط «رحبة الجمال» أيضا تراجعا في نشاط التجارة الفوضوية مقارنة بالأيام الماضية، حيث اعتبر صاحب محل على مستوى شارع العربي بن مهيدي أن النشاط التجاري يصبح أكثر كثافة خلال النصف الثاني من شهر رمضان. أما حي الدقسي فيعرف انتشارا للباعة الفوضويين داخل السوق المغطاة «مساعيد عبد المجيد»، خصوصا بائعي المواد الغذائية وسط إقبال كبير من قاصدي التسوق، حيث لاحظنا وجود عدد معتبر من طاولات لحوم الدواجن واللحوم الحمراء التي يعرض أصحابها سلعهم خارج الثلاجات مع غياب الشروط الصحية للنظافة بالمكان، كما يقوم بعض البائعين بعرض الأسماك للبيع، بينما وقفنا على ملاسنة بين كهل وبائع شاب بعدما لم يتمكن الكهل من المرور بسهولة بسبب الطاولة التي تشغل حيزا مهما من أروقة السوق، فضلا عن أن العديد من أصحاب المحلات يستولون على المساحات الإضافية المحاذية لهم. وتكاد تنعدم الطاولات الفوضوية بمحيط السوق، باستثناء باعة الملابس القديمة وبعض بائعي الخضر والأعشاب العطرية في الجهة المقابلة للسوق بمحاذاة السكة الحديدية، بينما لاحظنا تشكل ازدحام مروري كبير بالقرب من المكان بسبب الإقبال الكبير عليه، فضلا عن الركن العشوائي للمركبات. أما بالجهة العليا من حي الدقسي، فلم نلاحظ نشاطا مكثفا للباعة الفوضويين بالقرب من نقطة الدوران «برازيليا»، أين التزم الباعة بعدم تمديد طاولاتهم إلى طريق المركبات، في حين يسجل نشاط للناقلين غير الشرعيين بمحيط السوق نحو العديد من الوجهات، مثل حي القماص وابن شيكو. ولاحظنا بالقرب من مسجد حمزة بالجهة العليا من الحي انتشارا نسبيا لباعة الخضر والفواكه والحلويات التقليدية، حيث أوضح لنا سكانٌ أن عددهم يتزايد بعد الزوال، خصوصا بائعي المأكولات السريعة. وقد غابت التجارة الفوضوية عن عدد من المحاور التي اعتاد أصحاب الطاولات على النشاط بها، مثل حي جنان الزيتون الذي غادره التجار الموازون، بينما يسجل تجمع للباعة بمحيط نقطة الدوران القريبة من معبر ماسينيسا بزواغي المؤدي إلى حي بوالصوف، خصوصا خلال الساعات المسائية مع اقتراب موعد الإفطار، حيث يتسببون في ازدحام مروري كبير للمركبات، بسبب السائقين الذين يتوقفون بالمكان من أجل التسوق.