استحدث باعة الملابس القديمة بالقرب من السّوق المغطاة في حي عبد السلام دقسي مساحة جديدة للتجارة الفوضوية بعد أن أخلت السلطات الجهة الخلفية للملعب من طاولاتهم، في حين يشتكي السكان والسائقون من الفوضى المرورية التي تتسبب فيها حافلات النقل الحضري. ولم تخفف إزالة السوق الفوضوية الكبيرة من الساحة الخلفية لملعب بورطل، خلال الأشهر الماضية، من الفوضى المسجلة في محيط السوق المغطاة عبد المجيد مساعيد بحي عبد السلام دقسي كثيرا، فبعد أن أخلت السلطات المكان من طاولات بيع الملابس القديمة، وسخرت أعوان الأمن لضمان عدم عودتهم إلى جانب باعة الخضر والفواكه، قام عدد من تجار الملابس القديمة بكراء محلات في بازارات بنيت في آخر مساحة من حي الدقسي بالقرب من مدخل حي القماص، ليمددوا بعد ذلك نشاطهم إلى خارج المحلات ويضعوا مجموعة من الطاولات لعرض سلعهم، مثلما لاحظنا في جولة بالمكان، بدا فيها أن المساحة التي احتلتها الطاولات تفوق المساحات الداخلية للمحلات التي اكتروها. وتحولت الطاولات الجديدة التي يقدر عددها بحوالي العشرة، إلى مكان لاستقطاب المتسوقين من عدة مناطق من الولاية، خصوصا خلال العطل الأسبوعية مثلما أكد لنا السكان، في حين دافع بعض التجار الذين تحدثنا إليهم عن نشاطهم، مؤكدين أن المساحة التي يعرضون عليها سلعهم شاغرة وبعيدة عن طريق المركبات، ولا تتسبب في فوضى مرورية، على عكس بعض السكان الذين تخوفوا من التحاق تجار آخرين بهم وتوسع مساحة النشاط التجاري الفوضوي لتعود الأمور إلى سابق عهدها، ويظهر باعة سلع أخرى. من جهة أخرى، تعرف نقطة الدوران المقابلة للمدخل الرئيسي للسوق المغطاة ازدحاما مروريا يوميا بسبب حافلات النقل الحضري التي يركن سائقوها أمام الموقف الخاص بهم على خط القماص، لكن بمجرد ركن حافلتين تغلق طريق المركبات القادمة من حي دقسي، ما يؤدي إلى توقف الحركة وتشكل رتل طويل من السيارات يصل إلى غاية الجهة العليا من الحي، فضلا عن أن العشرات من المركبات تركن بطريقة فوضوية في المكان. وقد وقعت ملاسنة بين سيدة وكهل ركن مركبته وغادر ما منعها من الخروج عندما عادت، واضطرت إلى انتظار ظهور صاحب المركبة مجددا لتتمكن من المغادرة. وذكر لنا السكان أن السيارات تعود للمتسوقين من السوق المغطاة وطاولات التجارة الفوضوية، فيما ينتشر الناقلون غير الشرعيين في المكان أيضا، وقد كان البعض منهم يعرضون علينا النقل إلى مختلف الوجهات خلال مرورنا بالقرب منهم. وقد عبر السكان عن امتعاضهم من القمامة المترتبة عن الباعة الفوضويين والقانونيين عند نهاية اليوم بكميات كبيرة.