من المنتظر أن يتم بعث ما تبقى من أشغال إعادة تأهيل تليفيريك قسنطينة، شهر جوان المقبل كأقصى تقدير، حيث أكد مدير النقل، أن الغلاف المالي متوفر ولم يتبق سوى تسوية الإجراءات الإدارية للانطلاق في الأشغال. وأفاد مدير النقل، لولاية قسنطينة، إيدير رمضان الشريف في اتصال بالنصر، أمس، أنه يتم التحضير حاليا للانطلاق في إنجاز ما تبقى من مشروع إعادة تأهيل التيلفيريك وذلك شهر ماي أو جوان المقبل كأقصى تقدير، حيث أن الإجراءات الإدارية جارية، في حين أن الغلاف المالي متوفر، مضيفا أن مدة الأشغال لن تتجاوز 8 أشهر. وأوردت ولاية قسنطينة، في بيان سابق لها، أنه وفي إطار الإصغاء إلى الانشغالات المتكررة لساكني الولاية فيما يتعلق بإعادة بعث مشروع خط التيليفيريك حتى يكون في فائدة المواطنين باعتباره حيويا ويسهل حركة تنقلهم اليومي، فإن مصالح الولاية، تنهي إلى المواطنين أنه وإثر الاتصال بوزارة النقل وكل المصالح المعنية، فقد تم التكفل بتسجيل باقي التمويل للمشروع ضمن قانون المالية لسنة 2023، إذ سيتم الانطلاق في باقي الأشغال في غضون سنة 2023 حتى يعاد بعث المشروع الذي سيكون إضافة نوعية لقطاع النقل بالولاية، مثلما ورد في المصدر. وعلمنا أن وزارة النقل رصدت ضمن ميزانيتها لعام 2023، 200 مليار سنتيم لإتمام العملية، فيما ذكر الوالي عبد الخالق صيودة، خلال أشغال الدورة الأخيرة للمجلس الشعبي الولائي، في رده على أسئلة المنتخبين، حول استفادة الولاية من مشاريع في قطاع النقل على غرار تمديد خط الترامواي نحو التوسعة الغربية بعلي منجلي وكذا رفع التجميد عن خط التيليفيريك نحو بكيرة، بأن وزارة النقل وافقت فقط على إتمام أشغال تيلفيريك وسط مدينة قسنطينة، أما بقية المشاريع فهي غير متاحة حاليا كونها تتطلب أغلفة مالية ضخمة وأولويات الولاية كثيرة ومتشعبة. وتم من خلال مشروع إعادة تأهيل التليفيريك، تهيئة المحطات الثلاث، ويتعلق الأمر بالأمير عبد القادر «الفوبور» والمستشفى الجامعي، فضلا عن طاطاش بلقاسم، حيث سيتم إتمام أشغال الهندسة المدنية ثم تهيئتها بشكل نهائي حتى تكون مطابقة للمعايير التقنية العالمية المعمول بها، علما أن نسبة الأشغال المسجلة حاليا تقدر بأزيد من 70 بالمئة. وسجلت الجهات القائمة على المشروع عدم ملاءمة تلك المحطات لشروط الاستغلال وهو ما استدعى تسجيل صفقة لعملية تعزيز وإعادة الاعتبار وتوسعتها، حيث رصد لها أزيد من 25 مليار سنتيم، علما أن نسبة الأشغال قد بلغت بمحطة حي الفوبور بأعلى المدينة 95 بالمئة، فيما وصلت بطاطاش بلقاسم إلى 70 بالمئة، في حين قدرت بالمستشفى الجامعي بنسبة 60 بالمئة. و وصلت الورشة في نظام التشغيل الخاص إلى 90 بالمئة، إذ لم يتبق سوى الربط بالكوابل وبعض الأشغال، كما تم جلب كل التجهيزات والعربات المربعة الشكل بدل الدائرية، إذ توجد حاليا على مستوى مستودع محطة الفوبور، في حين سيتم بعد الانتهاء من الأشغال المرور إلى أهم مرحلة وهي التجارب التقنية، إذ ستخضع العملية هذه المرة لإجراءات صارمة خلافا للمرة السابقة، حيث يجب أن تقدم كل اللجان وعددها يزيد عن 6، رأيها مع تكرار التجارب لفترة قد تكون طويلة نوعا ما. وتوقف التيلفيريك عن الخدمة في شهر أفريل من عام 2018 بعد أن تجاوز الاستغلال الحدود التقنية الموصى بها في هكذا تجهيزات، حيث تخطى عدد ساعات العمل 36 ألف ساعة، ليشرع في إعادة تأهيله لكن الأشغال توقفت في ماي 2019، بعد أن تدهورت وضعيته وأصبحت تسجل حوادث داخل المحطات، وتوقفات في الهواء الطلق تستدعي تشغيل نظام التدخل الاستعجالي في كل مرة. ولم تكن هذه الوسيلة تستغل سياحيا فقط بل كان يعتمد عليها سكان المدينة كوسيلة نقل حضري من وإلى إلى أحياء الجهة الشمالية وكذا المستشفى الجامعي إلى وسط المدينة، وهو الأمر الذي كان سببا في أعطاب كثيرة بها، كما تجدر الإشارة إلى أن التليفيريك قد دخل حيز الخدمة في شهر أفريل من عام 2008، كما كان يسيّر من طرف المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري لمدة 10 سنوات، قبل أن يتم استحداث المؤسسة الجزائرية للنقل بالمصاعد الهوائية، والتي تولت تسييره لمدة عام فقط قبل أن يتوقف عن العمل.