علمت النصر من مصادر مسؤولة من المؤسسة الجزائرية للنقل عبر الكوابل، أن وزارة النقل أفرجت مؤخرا عن مشروع استكمال إعادة تأهيل تيلفيريك قسنطينة، حيث سيتم بعث الأشغال المتوقفة بعد أن تم توفير الغلاف المالي لما تبقى من العملية، و من المنتظر أن تنطلق تهيئة المواقف، فضلا عن الربط بالكابلات وإتمام ما تبقى من حصة نظام التشغيل هذا الشهر، كما من الممكن أن يسلم الجهاز في الصيف المقبل. وأفادت مصادر مسؤولة من المؤسسة الجزائرية للنقل عبر الكوابل الشريكة مع مؤسسة ميترو الجزائر، التقينا بها على مستوى إحدى المحطات، أمس، أنه يتم حاليا التحضير لمنح أوامر استئناف الأشغال بمحطات التليفيريك الثلاث، ويتعلق الأمر بالأمير عبد القادر «الفوبور» والمستشفى الجامعي فضلا عن طاطاش بلقاسم، حيث سيتم إتمام أشغال الهندسة المدنية ثم تهيئتها بشكل نهائي حتى تكون مطابقة للمعايير التقنية العالمية المعمول بها، حيث أكدت ذات المصادر، أن نسبة الأشغال المسجلة حاليا تقدر بأزيد من 70 بالمئة. وسجلت الجهات القائمة على المشروع عدم ملاءمة تلك المحطات لشروط الاستغلال وهو ما استدعى تسجيل صفقة لعملية تعزيز وإعادة الاعتبار وتوسعتها، حيث رصد لها أزيد من 25 مليار سنتيم، علما أن نسبة الأشغال قد بلغت بمحطة حي الفوبور بأعلى المدينة 95 بالمئة، فيما وصلت بطاطاش بلقاسم إلى 70 بالمئة، في حين قدرت بالمستشفى الجامعي بنسبة 60 بالمئة. وأكدت ذات المصادر، أن نسبة الأشغال في نظام التشغيل الخاص بالعربات قد وصلت إلى 90 بالمئة إذ لم يتبق سوى الربط بالكوابل وبعض الأشغال، كما تم جلب كل التجهيزات، مشيرة إلى أن التجريب سيخضع هذه المرة لإجراءات صارمة خلافا للمرة السابقة، حيث يجب أن تقدم كل اللجان وعددها يزيد عن 6، رأيها مع تكرار التجارب لفترة قد تكون طويلة نوعا ما، لكنها رجحت أن تتم إعادة المصعد الهوائي للخدمة الصيف المقبل . وعلمنا أن المقاولات المكلفة بمشروع تهيئة المحطات قد تم استدعاؤها قبل ثلاثة أسابيع، حيث طلبت منها الجهة المسيرة للمشروع تقديم وضعية عن تقدم الأشغال، وما تبقى منها وذلك من أجل الضبط النهائي لتكاليف العملية المتوقفة منذ أزيد من عام ونصف، كما طلب منهم الاستعداد للانطلاق في الورشات، حيث أكد ممثل عنهم للنصر، أنه تم التحضير للشروع في الإنجاز. وذكر النائب البرلماني عن ولاية قسنطينة، محمد أنور بوشويط في اتصال بالنصر، أنه التقى بوزير النقل رفقة عدد من نواب الولاية، حيث تم طرح مشكلة توقف الأشغال بمشروع إعادة تأهيل التيلفيريك في جلسة علنية، والتي رد فيها الوزير، بأن المشكلة كانت تكمن في عدم إدراج حصة الصيانة ضمن الصفقة الحالية، حيث تم مؤخرا إضافة ملحق مالي بإدراج هذه الحصة ضمن الصفقة، كما أكد للبرلمانيين أن الغلاف المالي للعملية متوفر مرجحا أن تنطلق الأشغال في الأسابيع المقبلة. وكان والي قسنطينة السابق، قد أكد أن الغلاف مالي المتبقي لإتمام المشروع يقدر ب 180 مليار سنتيم، كما أشار إلى أن العربات الجديدة التي تم جلبها تتسع إلى 9 أشخاص في حين أن القديمة تتسع إلى 15 شخصا، علما أن موظفين بالتيليفيريك، قالوا أنهم في بطالة تقنية منذ أزيد من ثلاث سنوات، حيث يتلقون شطرا من أجورهم فقط. و تجدر الإشارة إلى أن التيليفيريك توقف عن الخدمة في شهر أفريل من عام 2018 بعد أن تجاوز الاستغلال الحدود التقنية الموصى بها في هكذا تجهيزات، حيث تخطى عدد ساعات العمل 36 ألف ساعة، ليشرع في إعادة تأهيله لكن الأشغال توقفت في ماي 2019، علما أن هذه الوسيلة لم تكن تستغل سياحيا فقط بل كان يعتمد عليها سكان المدينة كوسيلة نقل حضري من وإلى وسط المدينة، وهو ما تسبب في أعطاب كثيرة بها. وقد دخل تيليفيريك قسنطينة، حيز الخدمة في شهر أفريل من عام 2008، كما كان يسير من طرف المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه حضري لمدة 10 سنوات، قبل أن يتم استحداث المؤسسة الجزائرية للنقل بالمصاعد الهوائية والتي تولت تسييره لمدة عام فقط قبل أن يتوقف عن العمل.