أعلنت، أمس الاثنين ولاية قسنطينة، عن بعث مشروع إعادة الاعتبار لتيليفيريك المدينة الذي توقف عن الخدمة منذ أزيد من 4 سنوات، حيث أكد ديوان الوالي، أن انطلاق واستكمال ما تبقى من أشغال سيكون ابتداء من مطلع العام المقبل، فيما علمنا أنه قد تم تخصيص 200 مليار سنتيم للعملية. وأوردت ولاية قسنطينة، في بيان لها، أنه وفي إطار الإصغاء إلى الانشغالات المتكررة لساكني الولاية فيما يتعلق بإعادة بعث مشروع خط التيليفيريك حتى يكون في فائدة المواطنين باعتباره مشروعا حيويا يسهل حركة تنقلهم اليومي، فإن مصالح الولاية، تنهي إلى المواطنين أنه وإثر الاتصال بوزارة النقل وكل المصالح المعنية، فقد تم التكفل بتسجيل باقي التمويل للمشروع ضمن قانون المالية لسنة 2023، إذ «سيتم الانطلاق في باقي الأشغال مطلع سنة 2023 حتى يعاد بعث المشروع الذي سيكون إضافة نوعية لقطاع النقل بالولاية» مثلما ورد في المصدر. وعلمنا من مصادر متطابقة مؤكدة، أن وزارة النقل رصدت ضمن ميزانيتها لعام 2023، 200 سنتيم لإتمام العملية، إذ من المنتظر أن يتم الإفراج عنها بعد المصادقة على قانون المالية من طرف المجلس الشعبي الوطني في الأيام القليلة المقبلة، فيما ذكر الوالي عبد الخالق صيودة، خلال أشغال الدورة ما قبل الأخيرة للمجلس الشعبي الولائي، أنه راسل وزارة النقل من أجل التدخل في مشكلة التليفيريك، الذي تتطلب عملية استكمال ما تبقى من أشغاله 180 مليار سنتيم، وقال المتحدث، إن الشركة المنجزة تطلب تحويل الأموال من حساب إداري إلى آخر، من أجل استئناف الأشغال، داعيا نواب البرلمان إلى رفع الانشغالات من أجل إعادة بعث هذه الوسيلة الحضرية، التي كانت تنقل أزيد من 6 آلاف مسافر يوميا. وقد دخل التيليفيريك، الذي أنجز بتكنولوجيا سويسرية حيز الخدمة في شهر أفريل من عام 2008، كما كان يسيّر من طرف المؤسسة العمومية للنقل الحضري وشبه الحضري و لمدة 10 سنوات، قبل أن يتم استحداث المؤسسة الجزائرية للنقل بالمصاعد الهوائية وتتولى تسييره لمدة عام فقط قبل أن يتوقف عن العمل في شهر أفريل من عام 2018 بعد أن تجاوز الاستغلال الساعي الحدود التقنية الموصى بها في هكذا تجهيزات، حيث تخطى عدد ساعات العمل 36 ألف ساعة، علما أن هذه الوسيلة لم تكن تستغل سياحيا فقط بل كان يعتمد عليها سكان المدينة كوسيلة نقل حضري أساسية من أحياء باب القنطرة والفوبور وإلى وسط المدينة كما كان وسيلة ناجعة جدا في نقل المتوجهين إلى المستشفى الجامعي، إذ أن الوصول إليه انطلاقا من المدينة القديمة يتطلب دقيقتين على الأكثر. وسجلت الجهة المشرفة على المشروع، عدم ملاءمة المنشآت القديمة لمشروع التحديث الجديد، حيث تم تسجيل صفقة لعملية تعزيز وإعادة الاعتبار وتوسعة المحطات بأزيد من 25 مليار سنتيم، وبلغت نسبة الأشغال بمحطة الفوبور 95 بالمئة، فيما وصلت بطاطاش بلقاسم إلى 65 بالمئة في حين قدرت بالمستشفى الجامعي بنسبة 55 بالمئة، كما أن إنجاز نظام التشغيل قد عرف تقدما ولم يتبق سوى الربط بالكوابل، فضلا عن بعض الأشغال التقنية، في حين تم جلب عربات مربعة الشكل بدل الدائرية، لتتسع إلى 9 أشخاص بدل القديمة التي كانت تتسع ل 15 شخصا، إذ تم وضعها بمستودع بحي الفوبور منذ أكثر من ثلاث سنوات. ومن شأن المشروع أن يخفف الخناق المروري عن وسط المدينة، التي تسجل في هذه الأيام ازدحاما كبيرا على مدار اليوم، كما من شأنه أن يساهم في تنشيط الحركية السياحية بالنظر إلى طبيعة مساره، الذي يربط بين صخرتي قسنطينة ويطل المسافرون من خلاله على جل جسور المدينة وأحيائها العتيقة.