يشرع هذا الأسبوع في تجميع وإغفال أوراق الأجوبة الخاصة بامتحانات شهادة البكالوريا، بعد أن تم ضبط الأجوبة النموذجية وتوحيدها على المستوى الوطني، إلى جانب إعداد سلم التنقيط من قبل مفتشي المواد، استعدادا للانطلاق الفعلي في عملية التصحيح. ويجري تصحيح أوراق الأجوبة الخاصة بمواضيع شهادة البكالوريا على مراحل محددة، تبدأ خلال اجتياز المترشحين لهذه الامتحانات الرسمية، وذلك بتنظيم اجتماع عقب كل امتحان على مستوى لجان معينة من قبل المفتشية العامة لوزارة التربية الوطنية، تتكون من مفتشي المواد، يتم في إطارها مناقشة الأجوبة النموذجية التي يعدها الأساتذة المكلفون بصياغة مواضيع شهادة البكالوريا. ويتم مع نهاية كل اجتماع إعداد تقارير مفصلة حول الأجوبة الخاصة بكل موضوع، وما قد تحمله من قراءات أو احتمالات قد يعتمدها الطلبة، ليتم رفعها إلى الأساتذة المكلفين بصياغة المواضيع والأجوبة النموذجية، بهدف معالجة بعض النقاط التي قد يتم الاختلاف حولها، وتوحيد الإجابات النموذجية على مستوى الوطن. وتلي هذه المرحلة عملية إغفال أوراق الإجابة، وهي خطوة جد هامة وفق تأكيد رئيس نقابة ثانويات الجزائر زبير روينة، لأنها تضمن شفافية عملية التصحيح، وذلك بنزع الجزء العلوي من الورقة، المتضمن الاسم واللقب ورقم التسجيل الخاص بكل مترشح، واستبداله برقم آخر يوضع على ورقة الإجابة، وعلى القصاصة المنزوعة ليتم التعرف على هوية المترشح عند الكشف عن نتائج البكالوريا. ولم يستبعد المصدر في حديث معه أن يبدأ تصحيح أوراق البكالوريا بعد عيد الأضحى، على أن يتم تخصيص العشرة أيام المقبلة في التجميع و الإغفال، استعدادا لتوزيع أوراق الإجابة على المراكز المخصصة لعملية التصحيح التي ستسند إلى لجان تتكون من أساتذة المواد، يشرف عليها المفتشون. وتخضع أوراق الإجابة إلى التصحيح الأول ثم التصحيح الثاني، وقد يلجأ إلى التصحيح الثالث في حال كان الفارق في العلامات مابين 3 أو4 نقاط بحسب طبيعة المادة، وفي حال ما إذا تم إخضاع نسبة معينة من أوراق الإجابة إلى تصحيح ثالث على مستوى اللجنة، فإن الإجراءات التنظيمية تلزم الأساتذة المعنيين بإعادة تصحيح كافة الأوراق من أجل إنصاف المترشحين. وتتم مجريات التصحيح وفق وتيرة محددة دون أن يؤدي ذلك إلى إرهاق الأساتذة أو الضغط عليهم، إذ تنطلق العملية في بداية الفترة الصباحية وتستمر إلى الزوال، ليتفرغ المصححون لتناول وجبة الغذاء والاستفادة من استراحة قصيرة، قبل استئناف العمل، ويمكن للمصححين الذين قد يعانون التعب والإرهاق الاستئذان من رؤساء اللجان ومغادرة مركز التصحيح من أجل الراحة، وإتمام العملية في اليوم الموالي. ويمكن أيضا للأساتذة القادمين من ولايات بعيدة المبيت في المركز ومواصلة العملية إلى نهاية الفترة المسائية، وذلك في إطار التنسيق والتعاون وتقاسم الأعباء من أجل إنجاح هذه المرحلة الحاسمة في امتحانات شهادة البكالوريا، التي يترقبها المترشحون ويتوجسون منها، خشية عدم تقديم الإجابات الصحيحة. ويلزم الأساتذة المصححون بتطبيق سلم التنقيط المحدد من قبل اللجان المختصة، والاحتكام إلى الأجوبة النموذجية بما تحتويه من احتمالات، بهدف ضمان نزاهة العملية، لا سيما وأن الأسئلة الخاصة ببعض المواد قد تحتمل تأويلات أو أجوبة متعددة، وهي كلها احتمالات يتم أخذها بعين الاعتبار مسبقا لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلبة. وتحرص بدورها وزارة التربية الوطنية عن طريق الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات على تزويد مراكز التصحيح بنفس الوسائل والإمكانيات المسخرة لمراكز الإجراء، من أجل ضمان راحة القائمين على العملية، وإتمامها في الآجال المحددة، استعدادا للكشف عن النتائج. وتحاط مرحلة التصحيح بإجراءات مشددة، من ضمنها تحويل أوراق الإجابة إلى خارج الولايات أو المقاطعات التربوية، وإسناد التصحيح الثاني إلى أساتذة آخرين يعملون بمعزل عن المجموعة الأولى، إلى جانب الحراسة المشددة التي تمنع دخول الغرباء إلى هذه المراكز.