تنطلق يوم 27 جوان الجاري عملية تصحيح أوراق امتحانات شهادة البكالوريا، بعد إنهاء مرحلة إغفال الأوراق التي شرع فيها أمس، ليتم مباشرة التصحيح النموذجي وتحديد سلم التنقيط تحت إشراف مفتشي المواد، الذين يسهرون على ضمان مصلحة التلميذ، باعتماد إجابات نموذجية تقوم على احتمالات متعددة. وتم الشروع مباشرة بعد انتهاء امتحانات البكالوريا، يوم الخميس الماضي، في إغفال وتجميع أوراق الإجابة، بنزع الجزء العلوي من الورقة الذي يحمل اسم ولقب ورقم المترشح، وتشفيرها برقم جديد، ثم توزع الأوراق على مراكز التصحيح المقدر عددها بحوالي 89 مركزا عبر الوطن، تم تجهيزها بالوسائل اللازمة لفائدة الفرق المكلفة بالعملية. وأفاد في هذا الشأن رئيس نقابة الكنابست مسعود بوديبة من منطلق خبرته في تصحيح امتحانات البكالوريا، بأن التصحيح النموذجي الذي يلي مرحلة إغفال أوراق الإجابة، يهدف إلى صياغة إجابات قريبة من تلك التي يقدمها المترشحون، مع إدراج احتمالات متعددة، لاعتمادها في التصحيح النهائي. وأكد المتدخل "للنصر" بأن التصحيح النموذجي يهدف إلى تعزيز فرص المترشحين في الحصول على أفضل العلامات، إذ تعتبر كل إجابة على الأسئلة وفق الاحتمالات المتعددة التي يضعها الأساتذة خلال التصحيح النموذجي صحيحة وتستحق العلامة الكاملة، بهدف إضفاء المرونة على العملية. وأضاف الأستاذ بوديبة بأنه في حال وردت أخطاء في المواضيع أو تم اعتماد أسئلة من خارج المقرر الدراسي، يلزم الأساتذة المصححون بالتعامل مع هذه الوضعيات بطريقة لا تضر بمصلحة التلميذ، ولا تقلل من فرص نجاحه في شهادة البكالوريا. ويشرع الأساتذة بعد إنهاء عملية التصحيح النموذجي والاتفاق على سلم التنقيط في التصحيح الفعلي لأوراق الامتحانات، ويكون ذلك خلال اليوم الموالي، ويتم إخضاع ورقة كل مترشح إلى التصحيح الأول ثم التصحيح الثاني من قبل أستاذين مختلفين مختصين في المادة، وفي حال كان الفارق في التصحيح 4 نقاط في المواد الأدبية، و 3 نقاط في المواد العلمية، يتم الذهاب إلى تصحيح ثالث. ويختار الأساتذة أعلى نقطة يحصل عليها المترشح في التصحيح الأول أو الثاني، ويتم تدوينها على ورقة الإجابة، وذلك في إطار مراعاة مصلحة المترشحين لاجتياز شهادة البكالوريا، ويسهر مفتشو المواد على تأطير العملية منذ بدايتها على مستوى كل مركز، إلى جانب التنسيق مع باقي المراكز، لا سيما في حال مواجهة إشكالات معينة، لتفادي الفوارق في اعتماد الإجابات الصحيحة والتنقيط عليها. وأكد في هذا السياق الأستاذ زبير روينة رئيس نقابة ثانويات الجزائر بأنه على التلاميذ الاطمئنان بشأن مجريات عملية التصحيح التي ستكون موحدة عبر كافة المراكز، مع الأخذ بعين الاعتبار الإجابات المحتملة. وأضاف المصدر بأن التصحيح الفعلي لن ينطلق إلا بعد تحكم الأساتذة في سلم التنقيط وفي مجريات العملية، من خلال تصحيح عينة من الأوراق كمرحلة أولى، للوقوف على الفوارق التي قد يتم تسجيلها بين الطلبة من حيث مضمون الإجابة على نفس الموضوع، للتحكم في كيفية معالجة هذه الوضعيات. ويقوم الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات بدور مهم خلال مختلف مراحل عملية التصحيح، لا سيما في حال عجز مفتشي المواد على توحيد طريقة التصحيح بين كافة المراكز، ويتم في هذه الحالة رفع الإشكال إلى الديوان للفصل فيه. ويلزم الأستاذ المصحح الذي يمنح علامة صفر للمترشح في حال كانت الإجابة غير مطابقة تماما لمحتوى التصحيح النموذجي، بتقديم تقرير مفصل حول أسباب منح هذه العلامة الإقصائية، وذلك حرصا من الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات ووزارة التربية الوطنية على ضمان شفافية العملية، لتكون نتائج امتحانات شهادة البكالوريا موضوعية ومطابقة تماما لمستوى أداء التلاميذ طيلة مجريات الدورة. لطيفة بلحاج