أويحيى : البلاد لا تبنى بالأوهام و أطراف تحاول ضرب استقرار الدولة بأولادنا قال أمس الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى أن أطرافا تحاول ضرب البلاد و زعزعة الاستقرار بأبناء الوطن، مستغلة الوضع القائم لتحقيق أطماعها. و شدد أويحيى على أن ما يحدث من تدخل أجنبي بدول الجوار ليس حبا في الشعوب و تكريسا للديمقراطية، بل هي مظاهر استعمارية جديدة لتحقيق أطماع دفينة، مشيرا إلى أن ما يحدث بالدول العربية التي شهدت انتفاضات أصبح قريبا إلى وصف الطوفان منه إلى الربيع كونها أضحت تتخبط في صراعات و مشاكل لا حدود لها عصفت بنوايا التغيير. أويحيى الذي أبدى احتراما للكبار و المجاهدين في خطابه أثناء الإشراف على تجمع شعبي بولاية برج بوعريريج في إطار الحملة الانتخابية للتشريعيات المقبلة، نبه إلى ما يدور حول الجزائر من أطماع و تهديدات أريد أن يستغل فيها أبناء الوطن كمظلة لتحقيق أطماع أجنبية. و أضاف في هذا الصدد أن الجزائر خرجت منتصرة بأبنائها بعد أحداث جانفي من العام الفارط دون أن يخفي ترصد هذه الأطراف للانتخابات التشريعية المقبلة. كما قال أن الجزائر بحاجة اليوم إلى الاستمرارية بعد معايشتها ليس لربيع واحد بل لحلقات بارزة في تاريخها من الاستقلال إلى انتفاضة منطقة القبائل و ما سمي بالربيع الأمازيغي. و ذكّر أويحيى بما تم انجازه بالبلاد في عهدي الرئيسين بومدين و الشاذلي اللذين حياهما بالمناسبة، و أكد على وقوف حزبه إلى جانب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم و غدا في سبيل الاستمرارية كرد على دعاة التغيير. الأمين العام للأرندي، ذكّر بما تم إنجازه خلال السنوات الفارطة، و استغل هذه النقطة للرد على رئيس اللجنة الوطنية لمراقبة الانتخابات حول استغلال انجازات الرئيس و مؤسسات الدولة في الحملة الانتخابية للحزب، موضحا أن التطرق للانجازات ليس إعلان عن أشياء و مشاريع جديدة بل يدخل في باب التذكير بما تم تحقيقه و للرد على جهات تسوق صور سوداوية و كأن الدولة لم تحقق أي شيء فكان لزاما حسب أويحيى التذكير، خصوصا و أن الأرندي حزب في الحكم " يجتهد لبناء الجزائر "و فخور بذلك مثلما أضاف ، منبها إلى أن من شارك في السلطة سنوات الجمر و دخلها مع اشتداد دوامة العنف لا يمكن له بأي حال أن يستحي من إنجازاته، و يعرف أتم المعرفة معنى الحفاظ على الدولة و عظمة الشعب و وعي الرئيس، كما وجه أويحيى رسالة مشفرة إلى التشكيلات السياسية الأخرى التي تبيع الأوهام في حملاتها الانتخابية و قال " نحيي القوائم الأخرى تحية تقدير ، نمشي للميدان في سبيل الاستمرارية، لم نأت لشتم الآخرين أو انتقاد المعارضة " . و عاد أويحيى في حديثه إلى تكالب القوى الأجنبية على ثروات البلاد منبها إلى ما يحدث في دولة مالي و دول الجوار باسم التغيير و الربيع ، متسائلا كيف لهذه الدول أن تتدخل تحت غطاء تحرير الشعوب و الديمقراطية في الدول البترولية في حين تتغاضى عما يحدث في الصومال من فقر و مجاعة، و تساءل أويحيى عن رفض الغرب الذي يدعو إلى الديمقراطية نتائج الصندوق في فلسطين و عدم تدخلهم في قضية الصحراء الغربية إذا كانت نواياهم تحرير الشعوب. و في سياق آخر، أعاب الأمين العام لحزب الأرندي استعمال بعض الأحزاب للدين في الحملة الانتخابية، مشيرا إلى انه من الواجب ترك الدين تاجا فوق رؤوس المسلمين دون المتاجرة به لأغراض سياسية ، خصوصا و أن الجزائر قد اكتوت بمن أرادوا استعمال الدين و المزايدة به في السياسة مما قاد البلاد إلى الفتنة . و قال أن الشعب الجزائري لم يستطع الاستعمار طيلة 130 سنة أن يبعده عن دين الإسلام فكيف لهذه الأحزاب أن تتحجج بالخوف عليه في وقت "نحن مسلمون سنيون ملكيون " . أويحيى لم يغفل الحديث عن ارتفاع أسعار البطاطا ، مؤكدا على أن أسعارها ستعرف تراجعا كبيرا قبل أقل من شهر، و أوضح ان أزمة البطاطا مفتعلة من طرف تجار أعانتهم الدولة لانجاز غرف التبريد فحولوها إلى أماكن للتخزين و احتكار السلع . و في الختام ذكر أويحيى أن النخوة و الشهامة كفيلان بحماية مستقبل البلاد التي تتهيأ لإقامة الأفراح بمناسبة مرور خمسين سنة على الاستقلال، بعدما واجهتها متاعب أفسدت عليها الفرح في أربعينية الاستقلال بعد انتفاضة منطقة القبائل و قبلها في وفاة الراحل محمد بوضياف و ما شهدته الجزائر من خراب أخرها ب 15 سنة إلى الوراء بعد توقف عجلة التنمية و بلوغ الأمر إلى حد الاستدانة من صندوق النقد الدولي لشراء القمح ، مضيفا أن هذه الفترة قد مرت و أنه لا بد أن نقول اليوم لشهدائنا أن الجزائر في أمان و بكامل سيادتها.