تعاني شريحة واسعة من سكان قطاع غزة من مستويات حادة من الجوع أمام استمرار العدوان الصهيوني على القطاع ودخول العدوان يومه الخامس والسبعين، وما صاحب ذلك من قصف عنيف ودمار واسع، واستهداف جيش الاحتلال كل المناطق دون استثناء بما فيها المستشفيات والمدارس والمراكز التي تؤوي نازحين. وتحدث في هذا السياق التقرير اليومي للمكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة أمس، عن لجوء شريحة واسعة من السكان إلى تناول الحشائش والثمار غير الناضجة لسد الجوع، أمام قلة المساعدات الغذائية التي تصل القطاع، بحيث لا تمثل المساعدات التي وصلت غزة حسب نفس المصدر سوى 1 بالمائة من حاجيات السكان من الأطعمة والأدوية ومختلف الحاجيات، كما يمنع الاحتلال الصهيوني وصول المساعدات إلى شمال قطاع غزة، مما فاقم من الأزمة الإنسانية والصحية بهذه المناطق. وفي السياق ذاته تحدث المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان بخصوص الأزمة الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة عن إحصاء 71 بالمائة من سكان غزة يعانون من مستويات حادة من الجوع، و98 بالمائة من سكان القطاع يعانون من عدم كفاية استهلاك الغذاء. وناشدت حماس بهذا الخصوص الحكومة المصرية بضرورة فتح معبر رفح على مدار الساعة، وإدخال المساعدات الغذائية المكدسة في مدينة العريش، كما ناشدت الحركة الدول العربية والإسلامية بضرورة كسر الحصار المضروب على قطاع غزة، وتوفير الحاجيات الأساسية لسكان القطاع الذين يعانون من أزمة إنسانية وصحية خانقة. من جهة أخرى يواصل جيش الاحتلال الصهيوني ارتكاب المجازر ضد المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن، حيث كثف الكيان الصهيوني ليلة أول أمس من قصف جباليا والشجاعية شمال القطاع، مرتكبا عددا من المجازر في حق المدنيين وسقط عشرات الشهداء والمصابين الذين ينزفون في الشوارع حتى الموت أمام استهداف الاحتلال الصهيوني لجل مستشفيات شمال قطاع غزة، وذلك في إطار المخططات التي يرمي إلى تنفيذها بتهجير سكان شمال غزة إلى جنوبها برفح، ثم تهجيرهم إلى سيناء المصرية، في حين هذه المخططات حسب نفس المصدر تفشل بفضل صمود المواطنين وتمسكهم بالأرض، وأشار تقرير حماس إلى أن الدمار والقصف المتواصل وسياسة التجويع التي يمارسها الاحتلال لن تجعل المحتل ينال من الفلسطينيين الذين أعلنوا صمودهم في أراضيهم ورفضوا المغادرة. وفي السياق ذاته نددت حماس باستمرار المجازر الصهيونية في قطاع غزة بحق المدنيين وتصاعدها، وكان آخرها القصف الهمجي على مخيم جباليا المكتظ بالسكان، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، وأكدت حماس أن هذه الجرائم تأكيد على السياسة الإجرامية التي تتبعها حكومة الاحتلال الإرهابية، التي تحاول تنفيذ مخطط عقابي وتهجير تحت ضغط القصف والمجازر، وبدعم مطلق من الإدارة الأمريكية الشريكة حسب نفس البيان بشكل كامل في هذه الجرائم، وتابع بيان حماس « أن هذه الجرائم المتواصلة، التي يندى لها جبين الإنسانية، لن تنجح في كسر إرادة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة وتمسكه بأرضه ومقدساته حتى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس». وفي السياق ذاته يواصل جيش الاحتلال قصفه العنيف على مدينة غزة الوسطى وخانيونس ورفح، وسقط أمس المئات من الشهداء والجرحى من المدنيين، مخلفا دمارا واسعا بالأحياء السكنية ضمن سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجا الاحتلال، كما انتشل جهاز الدفاع المدني أمس جثامين 70 شهيدا بمنطقة الثلاثين بمدينة غزة بعد انسحاب جيش الاحتلال الصهيوني من المنطقة. أما بخصوص النظام الصحي في قطاع غزة، يواصل الاحتلال الصهيوني استهداف المستشفيات والمراكز الصحية، ويضعها ضمن أهدافه الرئيسية، رغم أنها تستقبل مدنيين فقط من الجرحى والمرضى، كما نزح إليها آلاف المواطنين بعد أن قصف الكيان الصهيوني منازلهم فوق رؤوسهم، وتحدث تقرير المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة عن محاصرة قوات الاحتلال لمركز إسعاف في جباليا، ويتواجد بداخله 127 شخصا من النازحين والمسعفين دون ماء وغذاء، كما خرج مستشفى المعمداني بمدينة غزة عن الخدمة تماما بعد اقتحامه من قبل جنود الاحتلال واعتقال أطباء من داخله، وفي نفس الوقت حول الاحتلال مستشفى العودة إلى ثكنة عسكرية، واحتجز بداخله المئات من المواطنين النازحين والكادر الطبي بدون ماء وغذاء أو علاج واعتقل مديره وأطباء. من جانب آخر كشف بيان لحركة حماس نشر أمس عبر حسابها عبر التلغرام عن وصول رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية إلى العاصمة المصرية لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول تطورات العدوان الصهيوني على قطاع غزة، والعديد من الملفات الأخرى، حسب ما جاء في بيان الحركة، وفي نفس الإطار تحدثت أمس تقارير إعلامية عن وصول وفد من حركة الجهاد الإسلامي إلى القاهرة للتباحث مع المسؤولين المصريين بخصوص الأوضاع في غزة.