كثف أمس جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه الهمجي على الأحياء السكنية في مختلف مناطق قطاع غزة مرتكبا عشرات المجازر في حق المدنيين العزل بكل من جباليا والشجاعية ورفح وخان يونس، ولم تسلم أي منطقة من قطاع غزة من استهداف جيش الاحتلال الصهيوني بما في ذلك مناطق الجنوب التي كان يدعي أنها آمنة، ودعا سكان غزة بشمال القطاع إلى التوجه نحوها. وتحدثت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أمس عن ارتكاب الاحتلال الصهيوني 23 مجزرة في يوم واحد، خلفت مئات الشهداء والمصابين، كما استقبل مستشفى المعمداني بشمال القطاع منذ فجر أمس إلى غاية منتصف النهار ما يقارب 100 شهيد، وفي نفس الوقت قصف الاحتلال أمس مدرسة صلاح الدين التي تؤوي نازحين بشمال القطاع، وخلف عشرات الشهداء والمصابين. يمارس الاحتلال الصهيوني حرب إبادة جماعية ضد سكان قطاع غزة، ولا توجد أي منطقة آمنة بالقطاع قد يلجأ إليها السكان، ولم تسلم المستشفيات ومراكز الإيواء والمناطق التي ادعى الاحتلال أنها آمنة من آلة الحرب الصهيونية، ويتعمد الاحتلال النازي حسب التقرير اليومي للمكتب الإعلامي لحركة المقاومة الإسلامية حماس بغزة تدمير القطاع الصحي بالكامل خصوصا في شمال قطاع غزة، واستهدف أمس عددا من المستشفيات مخلفا مزيدا من الشهداء والمصابين، مما أدى إلى انهيار تام للقطاع الصحي وعجز الطواقم الطبية والإسعاف المدني عن التكفل بالمصابين، في ظل الحصار وقلة المواد الطبية والوقود. ودعت حماس الجانب المصري إلى ضرورة اتخاذ خطوة جدية باتجاه نقل الجرحى للعلاج في مستشفيات بالخارج، بعد عجز النظام الصحي في غزة وانهياره، وأشار نفس المصدر إلى أن العدد الذي خرج من الجرحى قليل جدا قياسا بالأعداد الكبيرة من الجرحى، الذين تعجز المستشفيات في غزة عن إنقاذ حياتهم. وأكدت حركة حماس بأن سياسة الأرض المحروقة التي ينتهجها الاحتلال تندرج في إطار مخططات التهجير القسري التي ستفشل بفضل صمود الفلسطينيين. من جهة أخرى أكدت نفس الحركة في بيان لها صدر أمس بأن جرائم قادة الاحتلال وجيشه النازي بحق الشعب الفلسطيني ستبقى لعنة تطاردهم، ولن يفلحوا في تهجير الفلسطينيين الصابرين المرابطين المتمسكين بأرضهم وحقوقهم الوطنية حتى إقامة دولتهم الفلسطينية وعاصمتها القدس، وتابعت حماس في بيانها « إن المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني في كافة أنحاء قطاع غزة على مدار الساعة، وقصفه المباشر للمستشفيات، وكان آخرها مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة هو استمرار في نهجه الهادف للتهجير القسري للشعب الفلسطيني عن أرضه، والذي ما كان ليتم لولا الضوء الأخضر من إدارة الرئيس الأمريكي بايدن». من جانب آخر استهجنت حماس زيارة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إلى الكيان الصهيوني وإطلاقه أحكاما مسبقة حول أحداث السابع من أكتوبر دون تكليف نفسه بزيارة قطاع غزة والاستماع إلى الطرف الآخر، وقالت هذه الزيارة تتعارض مع الحد الأدنى من مقتضيات العدالة والإجراءات القضائية، كما أدانت حركة حماس بأشد العبارات تصريحات المدعي العام للمحكمة الجنائية وانحيازه لرواية الاحتلال الكاذبة والمضللة، وتجاهله لمئات النداءات حول العالم من محامين ومؤسسات حقوقية، طالبته بالتوجه إلى قطاع غزة، للاطلاع على حقيقة ما يقترفه النازيون الجدد من تطهير عرقي وحرب إبادة جماعية ممنهجة ضد الأطفال والنساء والمدنيين العزل، بدلا من إطلاقه لأحكام ارتجالية دون تحقيق مهني وعادل. وفي السياق ذاته انتقدت حماس تحول المؤسسات الأمريكية من وزارات الدفاع والأمن القومي والخارجية وغيرها إلى أبواق ناطقة باسم الاحتلال للدفاع عنه وتبرير أفعاله وجرائمه بحق المدنيين، كما نددت حماس بالدعم العسكري الأمريكي المستمر والمفتوح للكيان الصهيوني، وتزويده بآلاف القنابل والذخائر المتنوعة من أجل تنفيذ مجازر ضد الفلسطينيين العزل من النساء والأطفال. وعلى صعيد الجبهة الميدانية تحدث التقرير الإعلامي اليومي لحركة حماس في غزة أمس عن انسحاب كبير قامت به قوات جيش الاحتلال من مناطق شمال غزة، تحت وقع ضربات المقاومة، كما تحدثت بيانات حركة حماس أمس عن استهداف مجاهدي القسام عددا من الجنود من مسافة الصفر، إلى جانب قصف تحشدات العدو في موقع « إسناد» العسكري برشقة صاروخية، واستهداف عدد من الآليات الصهيونية بقذائق الياسين «105» في محاور مختلفة من جبهات القتال، كما قصفت كتائب القسام أمس عدة مستوطنات برشقات صاروخية بما فيها عاصمة المحتل ردا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين.